في ليلة أول نوفمبر الجاري، انتهت آجال العمل بالعقد المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائري، عبر الأراضي المغربية، باتجاه إسبانيا، وقرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إيقاف استغلال خط أنابيب الغاز، وذلك على خلفية الممارسات العدواني من قبل المملكة المخزنية.
ويعتمد المخزن على جزء من هذه الصادرات الغازية في توليد الطاقة الكهربائية، حيث كانت الجزائر تصدر منذ العام 1996 إلى كل من إسبانيا والبرتغال عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا، حوالي 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، حسب ما أورده موقع قناة بي بي سي الإخبارية..
وفي مقابل عبور خط أنابيب الغاز عبر أراضيها، كانت الرباط تحصل سنوياً إلى غاية إيقاف تموينها بالغاز الجزائري، على نحو مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يمثل 97 بالمئة من احتياجاتها، يحصل المغرب على نصفها في شكل حقوق طريق مدفوعة نقدا، والنصف الآخر يشتريه بثمن تفاضلي.
الرئيس تبون أعطى أوامر لشركة سوناطراك بوقف العمل بالعقد المبرم مع الديوان المغربي للكهرباء والماء، التي تستخدم الغاز الجزائري في توليد الطاقة الكهربائية، وبذلك ستكتفي الجزائر بتموين إسبانيا لوحدها دون المغرب، عبر أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011.
وبوسع خط أنابيب ميدغاز أن ينقل 8 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، كما تسعى سوناطراك مع الشريك الإسباني لزيادة طاقته السنوية حتى تصل إلى 10.5 مليار متر مكعب، وقد اقترحت الجزائر زيادة الشحنات التي ترسلها من الغاز الطبيعي المسال بالسفن عبر البحر.
وسيؤثر إيقاف الجزائر تزويد المغرب بالغاز سلبا على استمراريّة إمداد البلاد بالكهرباء، خاصة في ظل عدم وجود خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديَين المتوسّط والطويل، حيث كان الغاز الجزائري يزود محطتين للطاقة الحرارية في تهدارت (شمال) وعين بني مطهر (شرق) بما يصل إلى نحو 700 مليون متر مكعب في السنة.
وكان الخبير الطاقوي الدولي مراد برور، قد صرح لحصة ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة، أن إعادة بيع الغاز الجزائري من قبل اسبانيا للمغرب مجرد خرافة لعدة أسباب، مضيفا أن هناك بندا يمنع إعادة بيع الغاز الجزائري من محطته النهائية المصدر لها للمغرب أو أي بلد آخر.
وأضاف الخبير الطاقوي أن الزبون لا يمكنه إعادة بيع الغاز الجزائري في أوروبا ليكون منافسا للغاز المباع لايطاليا أو فرنسا مثلا، كما أن الضخ العكسي للغاز عبر أنبوب إسبانيا- المغرب يتطلب على الأقل سنة كاملة من التحضير التقني، وأيضا إسبانيا لا يمكن أن تقدم على خطوة غير ودية تجاه أهم مورد للغاز نحوها وهو الجزائر.
أحمد عاشور