بدأت وسائل الإعلام المخزنية حملتها الممنهجة في شنّ هجوم على الجزائر، مع وصول الوفد المغربي المشارك في قمة الجزائر، وذلك بغرض إفسادها من خلال ادعاءات مكذوبة ومغالطات مزعومة.
ومنذ أن حطّت طائرة بوريطة والوفد المرافق إليه على مدرج مطار الجزائر، راحت أبواق المخزن تروّج لمزاعم مفادها أن “وزير الخارجية المغربي تعرّض لمضايقات لدى حلوله بالجزائر”، وبأن “الجزائر ارتكبت خروقات بروتوكولية لدى استقبال الوفد المغربي.”
ومع بداية اجتماع وزراء الخارجية العرب انطلق بوريطة في استفزازاته الصبيانية مع كل ما رافقها من فوضى ومغادرة قبل انتهاء الأشغال، كما انتشر بعد ذلك فيديو يظهر فيه أحد أعضاء الوفد وهو يصور بهاتفه النقال، في انتهاك صارخ للقوانين الداخلية، جانبا من أشغال الاجتماع الذي كان يجري داخل جلسة مغلقة، من المفترض أن يمتنع المشاركون فيها عن التصوير، لكن عضو الوفد المغربي وبعد انتهائه من التصوير قام بإرسال الفيديو ليتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يلتفت إلى خطورة ما أقدم عليه من تسريب للمعلومات والنقاشات السرية التي دارت خلال الجلسة، وكل ذلك طبعا كان بهدف إفشال قمّة الجزائر.
أبواق المخزن لم تكفّ عن نباحها، حيث فبركت أخبارا لا أساس لها من الصحة، اتهمت من خلالها، وعبر خريطة مزعومة للجامعة العربية، تدّعي من خلالها أن قناة الجزائر الدولية 24 للأخبار قامت بنشرها في وقت سابق، وهي خريطة تظهر فيها الصحراء الغربية مفصولة عنها بطريقة مبتذلة وغير احترافية، وبعد أن فنّدت القناة الجزائرية هذه الأخبار الكاذبة جملة وتفصيلا، راحت تلك الأبواق الناعقة تدعي من جديد أن “القناة الدولية” قامت بحذف الخريطة من صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الدبلوماسي الجزائري نذير العرباوي، خلال اجتماع المندوبين التحضيري لمجلس الوزراء العرب، قد فنّد أن تكون الجزائر دعت الرئيس إبراهيم غالي لحضور اجتماع القمة العربية، حيث أكد بما لا يدع مجالا للشك بقوله أن الصحراء الغربية ليست عضوا في جامعة الدول العربية حتّى تقوم الجزائر بتوجيه دعوة إليها.
كما أشارت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج في بيانها لها، في وقت متأخر من ليلة البارحة، نقلا عن مصدر دبلوماسي، إلى أن هذا الأخير أبدى تأسفه لما نقلته بعض وسائل الإعلام وخاصة المغربية منها، منسوبة إلى مصدر مغربي، حول مزاعم بـ “خروقات بروتوكولية” خلال استقبال الوفد المغربي المشارك في أشغال المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية على مستوى القمة، مؤكدا أنها افتراءات مغرضة ومضللة ومن نسج خيال مدعيها، وليس لها أساس من الصحة، إذ أن مراسيم الاستقبال التي حظي بها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، هي نفسها التي خُصّت بها باقي الوفود العربية المشاركة، والتي أعربت جميعها عن ارتياحها لحسن الاستقبال والمرافقة منذ وصولها وخلال إقامتها بالجزائر.
أحمد عاشور