أزمة ثقة \ بقلم الإعلامية فريهان عبد الرؤوف

صوفيا بوخالفة

ينصدمون من ردة فعلك لكنهم لا ينصدمون من أفعالهم ، لا ينصدمون من أكاذيبهم و تصرفاتهم ،يعتقدون أننا خلقنا لكي نتنازل من أجلهم
لكن التنازل هو أكبر مدمر للكيان الإنساني،لأن التنازل يجعلهم يتمادون ،عندما تتنازل و تسامح مرة تلو الأخرى بحجة إعطاء الفرص
من كذب مرة لا يستحق فرصة أخرى ،من خيب ظنك و آمالك لا يستحق فرصة أخرى ،أنت لست مخطىء و لست قاسي عندما تقرر عدم منح الفرص من جديد
هل أي كان يستحق فرصة من جديد ؟
و ماذا عنك أنت ،ماذا عن كل خيبة ظن و وجع ؟ ماذا عن صراعاتك مع نفسك كل يوم
لم يخطىء ناصيف زيتون في أغنيته عندما قال أنا عايش أزمة ثقة
بإيدي ما بوثق بقى
وهلأ كلمة مرحبا أوقات ما بصدّقا
لأن أزمة الثقة لا يشعر بها إلا من منحها لأشخاص لا يستحقونها ،من يعيش أزمة ثقة هو كل من صدق أشخاص مزيفين ،ماذا لو انكشف القناع في لحظة لم يتخيلها ذلك الشخص و ممن من أقرب الناس إليه
شعور الخذلان لا يمكن حتى للكلمات أن تعبر عنه، هو وجع لكنه يبقى وجع صامت مع تأجيل الحكم و التنفيذ
لا يمكنك في هذه اللحظة حتى اتخاذ القرار لوهلة، تشعر كأنك تعاني من شلل دماغي
ربما ستحاول الهروب و الإبتعاد لكي تنجو بنفسك من تأثير الضغط أو تكون ردة فعلك انفعالية و طبعا سيلومونك لأنهم لا يعلمون مقدار الوجع الذي تشعر به من داخلك بسببهم و أنك قد فقدت الثقة في كل البشر بسببهم ،حتى أن ناصيف زيتون لم يبالغ عندما قال
وهلأ كلمة مرحبا أوقات ما بصدّقا ،ليس مبالغة بل هو واقع لأن الثقة مثل الزجاج عندما تنكسر لن تعود من جديد و المصيبة أنهم لا يدركون دائما في نظرهم أنت المقصر لأنهم أشخاص أنانين و بدون ضمير
ماذا لو راجع كل إنسان نفسه و وضع أخطائه في كفة مع أخطاء الآخرين ثم وضعهم في ميزان ليكون فعلا المقياس حقيقي و صحيح
هكذا ستكون المعادلة المنصفة
أنا عن نفسي صرت لا أثق بأحد ،لا أثق بأحد كي اشاركه احزاني و لا افراحي،لا أثق حتى باصدقائي و لا اقربائي عندما يقولون نحن سعداء من أجلك كل هذا الكلام أصبحت لا اصدقه لأنه لا يوجد أحد يسعد من أجلك و لا حتى يحزن من أجلك ،صرت لا أثق بالابتسامات المزيفة ،و لا بالمجاملات التى يقولها أحدهم و لا حتى بكلمة أنتى تعرفين مكانتك لدينا ،أنا لا أريد شىء من أحد ،أنا أعرف جيدا مكانتي عند نفسي و لست بحاجة لمكانة عند أحد
في هذا العصر قد اندثر الصفاء بين الناس ،العلاقات لم تعد نقية بل أصبحت تحكمها الكلمات الخشبية
لابأس في هذه الحالة لو اوجدتم الأعذار لمن يختار الوحدة لأنه لا يملك الطاقة على مسايرة نفاق المجتمع و العلاقات الخالية من الصدق.

بقلم الإعلامية فريهان عبد الرؤوف

شارك المقال على :