أسامة بلغازي رياضي عصامي وبطل عالمي في حواره لـ “دزاير توب”: “احترفت الكيك بوكسينغ عن طريق الفيسبــوك وهدفي رفع الراية الجزائرية”
فتح البطل العالمي في رياضة “الكيك بوكسينغ” أسامة بلغازي، قلبه لجريدة “دزاير سبور” للحديث عن أبرز المحطات التي مرّ عليها قبل أن يصبح رياضيا محترفا في اختصاص “كي وان”، مؤكّدا أنّه اعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كـــ “اليوتوب” و”الفيسبوك” من أجل تعلم أبجديات الفنون القتالية، حتى أصبح مدربا ويشرف على أبطال جزائريين.
بداية من هــــــو أسامة بلغازي ؟
أسامة بلغازي لاعب “كيك بوكسينغ”في اختصاص ” K1″ من مواليد 1990، مارست هذه الرياضة منذ أن كنت طفلا صغيرا، كان انجذابي لـ ” K1″ وكان لدي حلم أن أكون محترفا في هذه الرياضة والحمدلله وصلت لما كنت أصبو إليه.
كيف استطعت أن تحترف هذه الرياضة دون الحصول على تدريب خاص؟
اعتمدت على نفسي في تعلم رياضة الكيك بوكسينغ، وذلك عن طريق فيديوهات على “اليوتوب” ومواقع التواصل الاجتماعي كــ “الفيسبوك”، كانت لدي إرادة قوية، وكان حلمي هو الوصول للاحتراف، كنت مؤمنا بقدرتي على تحقيق ذلك، وبقيت أتعلم حتى وصلت إلى مستوى سمح لي بالمشاركة في البطولة العالمية.
بما أنّك رياضي عصامي ألم تواجه صعوبات، خاصة وأنّ المنافسين تلقوا تدريبات من المستوى العالي ؟
بالطبع كنت أتدرب لوحدي، من خلال مشاهدة الفيديوهات على اليوتوب، أتابع الأبطال كيف يتدربون، وكنت أخطئ أحيانا ولا أصل إلى النتيجة المطلوبة، لذلك كنت أستعين ببعض الأصدقاء لإرشادي للطريقة الصحيحة.
وكيف تمكنت منافسة الأبطال الرياضيين من مختلف دول العالم؟
ليس بالأمر السهر أن تجد كل الرياضيين يمتلكون طاقما فنيا خاصا بهم، وأنا أتنقل إلى للمشاركة في البطولات لوحدي، كنت حينما أتنقل خارج البلد أقيم علاقات مع الرياضيين ليكونوا أحدهم مدربا لي وأستطيع المشاركة لأنّ القانون يمنع مشاركة رياضي لوحده.
كم استغرقت لتصل إلى المستوى الذي جعلك تطلق أبواب الاحتراف؟
بدأت التدريبات في الشوارع سنة 2015، وبقيت أتدرب بشكل منفرد إلى غاية 2017، حيث أسسنا نادي “الأسود للفنون القتالية بأولاد بن عبد القادر”، وكنت أنا الرئيس، وكنت أعتمد في التدريبات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دخلت في مجموعات من تونس ومصر، وحينما علمت بأنّ هناك بطولة احترافية جامعية بتونس للكيك بوكسينغ، راسلتهم وطلبوا مني فيديوهات لمعاينتي، وبالفعل تمّ قبول طلبي، وتنقلت إلى تونس رفقة صديقي حسين وهاب، للمشاركة، وتمكنت في هذه البطولة من التتويج بالميدالية الذهبية في حين تحصّل صديقي حسين على الفضية، وبعدها تلقيت دعوة مجددا من تونس للمشاركة في 2019، تحصلت آنذاك على المرتبة الثانية، وفي المرة الثالثة التي عدت فيها إلى الجارة الشرقية نلت الميدالية الذهبية، وهنا أحسست بأنّ حلمي بدأ يتحقق.
رغم كل هذه الإنجازات إلا أنّك لم تصل إلى حلمك بعد، ما هو طموحك؟
أردت أن أكون بطلا عالميا، أو ألتحق بأي منظمة احترافية، لأنّ هنا في الجزائر لا توجد منظمات احترافية، لذلك اتصلت بالمجلس العالمي للاستثمار الرياضي في مصر، وأرسلت لهم إنجازاتي ، حيث تلقيت دعوة في شهر نوفمبر 2019، للمشاركة مع هذه المنظمة في البطولة العالمية التي نظمتها، والتي تحصلت فيها على لقب بطل العالم، لمنظمة WSC بمصر في البطولة الاحترافية، حققت حلمي وحينما تحصلت على هذا اللقب تلقيت دعوة من دولة تايلندا لكنني لم أستطع التنقل إلى هناك لظروف شخصية.
ما هي الإنجازات التي حققتها حتى الآن؟
أول الألقاب كانت بتونس، حينما توجت بميداليتين ذهبيتين، وفي مصر نلت الحزام الذهبي في البطولة العالمية، ومرتبة ثانية أيضا في تونس، وتوجّت مؤخرا ببطولة مصر للمحترفين العرب التي نظمها الإتحاد المصري للكيك بوكسينغ وهو عملاق الرياضة القتالية في الشرق الأوسط.
رغم أنّك لا تزال لاعبا وتشارك في البطولات الخارجية إلا أنّك طرقت عالم التدريب مبكرا؟
أصبحت مدربا في رياضة الكيك بوكسينغ، وأملك ناديا أعمل فيه وهو “الأسود للفنون القتالية أولاد بن عبد القادر”، ولدي عدّة أبطال، من بينهم وائل منصوري الذي تحصّل على بطولة الجزائر التي تمّ تنظيمها في ولاية الجلفة وتحصّل فيها على الميدالية الذهبية، هو الرياضي الوحيد الذي كان معي منذ الصغر، وهو أيضا يمتلك رغبة وإرادة كبيرتين للوصول إلى أعلى المراتب.
كيف تنقلت إلى مصر للمشاركة في البطولة المحترفة وما هي الصعوبات التي واجهتك؟
هنا لا حياة لمن تنادي، سواء على مستوى البلدية أو الولاية أو حتى وطنيا، تحس بأنّ تتدرب من أجل نفسك فقط لا من أجل الوطن، المرة الأخيرة التي تنقلت فيها إلى مصر وعدت بالحزام الذهبي، لم أجد أي أحد في انتظاري بالمطار لا اتحادية ولا رابطة، باستثناء أصدقائي وجيراني وأقاربي.
هل الاتحادية الجزائرية والسلطات المحلية كان لها علم بحصول على الحزام الذهبي بمصر؟
نعم كانوا يعلمون بهذا الإنجاز، لأنني راسلت الرابطة الولائية بالشلف وهي اتصلت برئيس الاتحادية الجزائرية، الذي اعتذر عن منحي ترخيص للتنقل إلى مصر والمشاركة تحت راية الاتحادية الجزائرية، بحجّة أنّ الترخيص يمنح للأندية الكلاسيكية الكبيرة التي تمتلك مجموعة من الأبطال، نحن متواجدون في منطقة نائية كيف لي أن أجمع 20 بطلا في الفريق، لذلك رحت بمالي الخاص وكنت أمتلك علاقات في مصر، استقبلوني بشكل جيّد والحمدلله، تمكّنت من رفع الراية الجزائرية المسقية بدم الشهداء، وحينما تحصلت على لقب البطولة استدعاني رئيس الإتحاد المصري وكرّمني، وبعدها اتصل برئيس الاتحادية الجزائرية وطالبه بالتكفل بي، ومنحي الترخيص للمشاركة تحت راية الجزائر في المناسبات المقبلة.
كيف أحسست حين وصولك إلى المطار ولم تجد أحدا في استقبالك؟
لحسن حظي أنني أمتلك إرادة قوية، لو كان شخص آخر في مكاني لإعتزل هذه الرياضة منذ مدّة، تخيّل أني لما توّجت بالبطولة العالمية وعدت إلى الجزائر، رجعت على متن “سيارة أجرة” إلى بيتي ولم أجد أحدا في انتظاري.
ألم تتواصل مع مديرية الشباب والرياضة بولاية الشلف لطرح إشغالات عليها ؟
مؤخرا تنقلت إلى مديرية الشباب والرياضة بولاية الشلف، لتقديم لهم النتيجة التي تحصلت عليها في مصر، قالوا لي بأنّهم متشرفين بما حققته لكن لا يستطيعون تقديم لي أي شيء، بما أنّ الاتحادية الجزائرية لا تعترف بنتيجتي، وذلك رغم أنّ الشهادة التي تحصلت عليها معترف بها من الإتحاد المصري، راسلت بعدها رئيس الاتحادية عبر “الفيسبوك” دون أي رد، واتصلت به على رقمه الخاص أيضا لكنه لا يرّد، ونفس الأمر لمّا راسلت الاتحادية، عملت المستحيل من أجل المشاركة في البطولات العالمية حتى ولو كان ذلك من مالي الخاص، لكن على الأقل أتنقل تحت تأطير الاتحادية.
في الأخير ما هي الرسالة التي توّد توجيهها للسلطات الوصية؟
يجب على السلطات الوصية ووزير الشباب والرياضة أن يهتم بنا، أنا من منطقة نائية لاعب ومدرب وأشرف على 150 رياضي منضوي تحت لواء الفريق، هناك عدة مواهب تتجّه نحو الضياع في حال عدم الإلتفاف حولها، أنا هنا وأساعدهم بالقدر المستطاع، لكن بهذه الطريقة لا نستطيع الذهاب بعيدا، ولا أريد تضييعهم، بإمكاني أنّ أتنقل إلى أي دولة أجنبية رفقة تلميذي وائل منصوري الذي توّج بالبطولة الوطنية، وبفضل الموهبة والقدرات التي اكتسبناها، أستطيع الوصول لأي هدف مع بلد آخر، لكني أريد رفع الراية الجزائرية عاليا هذا هو طموحي الوحيد، رئيس الجمهورية أسدى تعليمات بالاهتمام بالشباب، ورسالاتي للسلطات الوصية أن يحفزونا على الأقل، أنا بطل عالمي ومع ذلك أعاني من التهميش وهو ما يجعل الرياضيين الحاليين يفقدون الأمل، لا أريد تضييع هؤلاء الشباب في هذه المنطقة النائية هناك كفاءات وحسبما أرى أنّ هناك من يعمل على تحطيمهم.