أشارت إلى قراره رفض مساعدة دول عدّة.. صحف دولية: ملك المخزن تعمّد التلكّؤ وأوعز لحكومته بالتّماطل في إغاثة منكوبي الزلزال

في تناولها لموضوع تماطل ملك المغرب محمّد السادس وحكومة المخزن في إدارة كارثة الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، عادت صحيفة “أ بي سي” الأسترالية لتتحدث عن تلكّؤ الملك في الذهاب إلى العاصمة المغربية الرباط ومغادرة فرنسا التي كان مقيما بها ساعة وقوع الكارثة، حيث عقد “اجتماع عمل” مع النخبة السياسية والعسكرية في البلاد.

لكن الدكتورة سامية الرزوقي، زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد، قالت إن الأمر استغرق ما يقرب من 20 ساعة حتى تصدر الحكومة بيانًا بعد المأساة.

وأكدت لبرنامج “هنا والآن” على قناة NPR: “إن عشرين ساعة هي فترة طويلة عندما نفكر في مدى أهمية كل دقيقة في زلزال مدمّر مثل هذا”.

وفي حين أنّ النظام السياسي في المغرب ملكي دستوري، مع حكومته المنتخبة، يتمتع الملك، بصفته رئيس الدولة وقواتها المسلحة، بسلطات واسعة، بما في ذلك القدرة على إقالة رئيس الوزراء.

ويؤكّد محللون إن المسؤولين على المستوى الأدنى يخشون اتخاذ إجراءات دون موافقة القصر الملكي.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور الرزوقي بقوله: “هناك حكومة منتخبة، لكنها لا تعمل جنباً إلى جنب مع الملك، بل تعمل في ظل التبعية للملك. ولا يتمتع البرلمان والمسؤولون المنتخبون بأي سلطة يمكنها التحقق بشكل كبير من النظام الملكي”.

ويعتقد بعض المغاربة أن النظام الملكي منحهم ميزة خلال جائحة فيروس كورونا، مما مكنهم من تفعيل تدابير الصحة العامة بسرعة، لكن يبدو أن الزلزال كشف عن نقاط ضعف النظام.

وفي حين شعر بعض المغاربة بالاطمئنان إزاء الإجراءات الحكومية، فإن الاستجابة الرسمية للزلزال كانت متفاوتة، مع تأخر المساعدة في بعض المناطق الأكثر تضررا حيث اضطر العديد من السكان المحليين إلى تولي زمام الأمور بأيديهم.

وفي هذا الشّأن لفت الدكتور الرزوقي بقوله: “للأسف، الوضع مزري والساكنة لجأت إلى بعضها البعض وتقوم بعمل فرق الاستجابة للطوارئ بدلاً من انتظار الدولة لأنها اعتادت على غياب الدولة”.

على الرّغم من أنّ إعلام المخزن حاول إظهار المشهد النادر للملك محمد السادس وهو جالس على كرسي في انتظار إبرة من الطبيب، على أنّه أنه إشارة إلى كيف أصبح التبرع بالدم رمزًا وطنيًا للتضامن بعد الأزمة، إلّا أنّه جسّد أيضًا الانقسام بين الملك وشعبه، فبعض المغاربة يشعرون بأن السلطات خذلتهم وقد أعربوا عن غضبهم بسبب رفض المساعدات الدولية.

ومثّل قبول المغرب مساعدة أطقم البحث والإنقاذ من إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة ورفضه عروضا من دول عدّة، حالة من المزاجية في المغرب والتعنّت الذي أوضحت صورة أحد السكان الأسبوع الماضي الذي أمضى أيامًا في الحفر بين الأنقاض بيديه العاريتين على أمل العثور على والديه، إلى أيّ مدى يعاني المنكوبون من هذه المزاجية وهذا التعنت الصادر من رأس منظومة المخزن.

وقال جمال الرباعي إنه لا يستطيع أن يفهم لماذا استغرق وصول المساعدات الحكومية إلى المدينة وقتا طويلا أو لماذا لم يتم قبول بعض عروض المساعدة الأجنبية حتى الآن.

وقال لرويترز “انتظرنا المساعدة”.

“لقد مات الناس تحت الأنقاض ولكن لم تكن هناك مساعدة”.

ويعتقد المراقبون أنه سيأتي وقت سيتعين فيه على القصر والسلطات محاسبة مأساة الأسبوع الماضي.

وقال الدكتور الرزوقي: “بمجرد تسوية الأمور، أعتقد أنه ستكون هناك لحظة حساب ومساءلة”.

لكنه يشك في ما إذا كان الرد، إذا جاء، سيكون كافيا أو ذا معنى.

“لقد أظهر لنا التاريخ أنه حتى في اللحظات التي أتيحت فيها للدولة فرصة لمعالجة المظالم، فإننا بعد وقت قصير من رؤية التراجع إلى الوضع الاستبدادي الراهن”.