18 أغسطس، 2025
ANEP الاثنين 18 أوت 2025

أعاد إلى الأذهان خطاب الزعيم هواري بومدين.. كلمات الرّئيس تبون دوّى صداها في أروقة الأمم المتحدة وأسمعت من به صمم

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
أعاد إلى الأذهان خطاب الزعيم هواري بومدين.. كلمات الرّئيس تبون دوّى صداها في أروقة الأمم المتحدة وأسمعت من به صمم

خطابُ الرئيس تبون الذي ألقاه بمقرّ الجمعية العامّة للأمم المتحدة كان قويّا وشجاعاً ومليئا بالجرأة والإقدام لا يهاب ولا يهادن ولا يلين، كلماتُه الحازمة والمتماسكة والواثقة التي أطلقها بلسانٍ عربيٍّ مبين أعادت إلى الأذهان خطابَ الزعيم هواري بومدين من نفس المنبر ذات يوم من سنة 1974.

نبرةٌ قويّة وصادقة لم يجرؤ أيُّ رئيس دولةٍ على التّحدّث بها، خطواتُ الرئيس تبّون نحو الميكروفون كانت مليئة بالعزم وخطابُه كان إملاءً لقراراتٍ كانت تنطلقُ كرصاص المجاهدين الأبطال، لتؤكّد أمام زعماء العالم أنّ الجزائر تملكُ سيادتها بيدها، ولا ترتهنُ لقوّة عظمى أو تتبع حلفاً في الشّرق أو الغرب.

الرّئيسُ تبون رسم للحاضرين صورة الجزائر المُهابة الجانب والقوية، وأعلن دون تردّد أو ارتباك بل بثقة منقطعة النظير وقوفها مع القضايا العادلة ودعمها للشّعوب المضطهدة التي تكافح من أجل التحرر، وأنّها بتبوئها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن ستكون صوت الشعوب في القارة الإفريقية والعالم العربي.

رئيسُ الجمهورية دعا محكمة العدل الدولية للاستجابة لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار رأيها الاستشاري حول ممارسات التي تمس حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة بما فيها القدس، مؤكّدا على ضرورة إصدار مجلس الأمن قرار يؤكد بموجبه حل الدولتين، التي يحظى بإجماع دولي ووقف الأعمال أحادية الجانب للسلطة القائمة على الاحتلال، وعلى رأسها الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ألحّ على عقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسـطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة.

الرئيسُ تبون شدّد على تطلّع الجزائر إلى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية التي يبقى شعبها محروما من تقرير مصيره عبر الاستفتاء الحرّ والنزيه، مجدّدا دعم الجزائر لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لمساعي إعادة بعث المفاوضات المباشرة من أجل تنظيم استفتاء يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

الرئيس تبون أكّد أنّ الجزائر التي كانت قد ناضلت ومنذ نحو 50 سنة خلت “ومن هذا المنبر الأممي” من أجل إصلاح مكامن الخلل في النظام الدولي الحالي، تدعو إلى نظام دولي جديد تكون فيه المساواة بين الدول، وهي المبادئ التي كانت قد تأسست من أجلها منظمة الأمم المتحدة.

رئيس الجمهورية حذّر من العواقب الخطيرة للتدخّل العسكري الأجنبي لحلّ أزمة الانقلاب في النيجر، مؤكّدا تمسك الجزائر بالعودة إلى النظام الدستوري في البلاد، بالطرق السلمية، وتغليب الحلول السياسية والدبلوماسية، ومجدّدا دعوتها إلى توخّي الحذر أمام نوايا التدخّل العسكري الأجنبي، لما له من عواقب خطيرة على أمن واستقرار النيجر والمنطقة كلّها.

الرّئيس تبّون جدّد دعم الجزائر لجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي في ليبيا يقوده الليبيون أنفسهم يضمن وحدة أراضي ليبيا وسيادتها، كما شدّدا على تمسكها برفضها اللجوء إلى القوة والتدخل العسكري الأجنبي في النيجر وتؤكد على ضرورة العودة إلى العمل بالدستور.

رئيس الجمهورية أكّد عزم الجزائر على مواصلة جهودها لتجاوز الصعوبات التي يعيشها مالي، وعلى تغليب لغة الحوار والتفاوض وإنهاء حالة الاقتتال في السودان.

رابط دائم : https://dzair.cc/v70c نسخ