أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالعلاقات الودية القديمة التي تربط بين الجزائر وروسيا، مشيرا بقوله: “نحن نحب الشعب الجزائري منذ 1954، و الى 1962 حاربتم من أجل الاستقلال وسقط 5 ر1 مليون شهيد “.
وأثنى بوتين اليوم الجمعة خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي (14 -17 يونيو)، على شخص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بوصفه “زعيما يحترم مصالحه الوطنية”، مبرزا أن “جميع الحضور يفهمون ما معنى الوصول الى موسكو والانضمام إلينا في هذا المنتدى”.
وفي هذا السياق، توجّه الرئيس الروسي بشكره إلى رئيس الجمهورية الذي وضع جهود الجزائر من أجل التسوية السلمية بين روسيا وأوكرانيا”.
من جانبه، أكد الرئيس تبون، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الجزائر تتعرض لضغوطات بسبب علاقاتها مع روسيا، أن “الجزائريين ولدوا أحرارا وسيبقون أحرارا في قراراتهم ومواقفهم”.
كما أعرب الرئيس تبون، عن أمله في أن يسود السلام والتكامل الثقافي والاقتصادي جميع دول العالم، مبرزا أنه “لا توجد حروب رابحة، كل الحروب خاسرة”.
وأعرب رئيس الجمهورية في حلقة نقاش خلال مشاركته كضيف شرف في أشغال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عن تمنياته “للبشرية الرقي والرفاه خاصة للشعوب الفقيرة (…) أعتقد أن الرئيس الروسي، السيد فلاديمير بوتين، معتدل جدا في مداخلاته وأستخلص من كلامه اليوم بأنه صديق لكل العالم، تماما كما الجزائر، إلا من يعادينا”.
كما اغتنم رئيس الجمهورية، مشاركته كضيف شرف في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ليتوجّه بدعوته إلى المستثمرين من روسيا و من كل دول العالم للاستفادة من الفرص و التحفيزات التي تمنحها الجزائر للاستثمار.
حيث قال في كلمة ألقاها خلال هذه الجلسة: “أؤكد أن المجال مفتوح أمام المتعاملين الاقتصاديين الذين يمكنهم الاعتماد على دعم الحكومة الجزائرية للمستثمر. وعليه فإنني أدعو الشركات العمومية والقطاع الخاص في روسيا والعالم الى استكشاف بيئة الاعمال في الجزائر والاستفادة من المحفزات التي تتيح لهم إنجاز مشاريع استثمارية مجدية في مختلف القطاعات، وفق مقاربة رابح-رابح”.
كما ذكر الرئيس تبون بأن الجزائر تشهد حاليا “مرحلة مهمة” في مسيرتها التنموية الشاملة من خلال استراتيجيتها الوطنية، حيث أصبحت “وجهة استثمار واعد” بفضل الاصلاحات المحورية التي جسدتها الحكومة و التحفيزات العديدة التي كرست “مناخا محفزا للمتعاملين الاقتصاديين في بلد عازم على تنفيذ خطة استثمارية طموحة خلال السنوات المقبلة لاسيما في مجالات الطاقة و البنية التحتية و الفلاحة و المنتجات الصيدلانية و الصناعات المختلفة بما فيما الغذائية و التحويلية”.
وأكد أن الجزائر ستعمل على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء و في كل المجالات التي من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة و مكافحة التغير المناخي.
وتشهد أشغال الجلسة العامة لهذا المنتدى الاقتصادي الدولي، الذي يعقد من 14 الى 17 يونيو الجاري حضور أكثر من 17 ألف مشارك ممثلين لنحو 130 دولة، مع تسجيل مشاركة رفيعة المستوى للعديد من الدول.
ويتمحور هذا اللقاء الاقتصادي العالمي حول “التنمية السيادية كأساس لعالم عادل : توحيد الجهود من أجل الأجيال الصاعدة”.