أنغولا تكشف عيوب “الخضر” ولا بديل عن الفوز ضدّ بوركينافاسو

أنغولا تكشف عيوب “الخضر” ولا بديل عن الفوز ضدّ بوركينافاسو

استهل المنتخب الوطني الجزائري مشواره في كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، بتعادل مخيب أمام منتخب أنغولا (1-1) سهرة أول أمس بملعب “السلام” بمدينة “بواكي”، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة، في مواجهة شهدنا فيها “الخضر” بوجهين مختلفين في شوطي اللقاء، مع تسجيل عدة نقاط ملاحظات من الناحية الفنية والبدنية، ما يستدعي التدارك في الجولة الثانية أمام بوركينافاسو السبت المقبل.

تضييع الفوز في الشوط الأول

وعرفت المرحلة الأولى دخولا قويا من جانب المنتخب الجزائري، بعد المستوى الكبير الذي قدمه رفقاء يوسف بلايلي من خلال الاستحواذ على الكرة والسيطرة المطلقة، ما نجم عنه خلق فرص عديدة للتهديف مع ظهور فارق كبير بين المنتخبين من حيث نسق اللعب والمبادرة في الخط الأمامي مع التحكم في وسط الميدان، غير أن ذلك لم يتم تجسيده بتسجيل هدف الأمان بالرغم من التقدم في النتيجة بهدف بغداد بونجاح في الدقيقة 19، بالإضافة إلى الدخول في التساهل وعدم التركيز، وهذا من أبرز أسباب التعادل المحقق، عقب عدم استغلال ظروف الشوط الأول.

تراجع رهيب فنيا وبدنيا في المرحلة الثانية

وفي وقت ظن الجميع أن المنتخب الوطني يتجه لحسم المباراة في شوطها الثاني، والدخول بأكثر إرادة، كان أداء “الخضر” محيرا بعد التراجع الرهيب، حيث دخلت التشكيلة في فترة فراغ بعد انطلاق المرحلة الثانية مباشرة، ظهر فيها اللعب العشوائي وعدم ضبط إيقاع النسق، لاسيما في وسط الميدان بعد التغييرات التي أحدثها مدرب أنغولا المدرب بيدرو غونزالفيس، الذي أخذ زمام المبادرة وتقدم نحو الأمام، في مقابل تراجع رهيب لـ”الخضر” فنيا وبدنيا رغم التغييرات التي أجراها المدرب جمال بلماضي، وهو ما ظهر جليا وأثر كثيرا على شكل المباراة، قبل أن يعدل المنافس النتيجة في الدقيقة 66 وتتعقد مهمة المنتخب الجزائري.

تغييرات غير مفهومة من بلماضي ولم تأت بالإضافة

ومن الجانب الفني، أخفق الناخب الوطني جمال بلماضي في إيجاد الحلول في الشوط الثاني خاصة بعد تعديل النتيجة من منتخب أنغولا، بالرغم من التغييرات التي أحدثها بإشراك الأسماء الكبيرة على غرار إسلام سليماني وآدم وناس ورامز زروقي وكيفن غيتون وكذلك حسام عوار، على حساب بغداد بونجاح ويوسف بلايلي ونبيل بن طالب ويوسف عطال وإسماعيل بن ناصر، في وقت كانت مرت بعض العناصر جانبا على غرار القائد رياض محرز الذي لم يكن مؤثرا ومحاولة صنع الفارق هجوميا وغابت عنه المبادرة والتوغلات الخطيرة، إلا أنه أكمل المباراة شأنه شأن فارس شايبي الذي يبدو أنه لم يتأقلم مع أجواء المنافسة الفارية باعتبارها أول مشاركة له في “الكان”، كما أن بن طالب لم يكن موفقا هو الآخر وضيع الكثير من الكرات السهلة، بالإضافة إلى الخروج الغير مفهوم لبلايلي الذي قدم أداء جيدا في الشوط الأول وكان أخطر عنصر برفقة بغداد بونجاح وريان آيت نوري، في وقت تم إقحام آدم وناس على الجهة اليسرى التي لم يتعود عليها.

الطاقم الفني مطالب بمراجعة حساباته ومصير “الخضر” بين أيديهم

وبالرغم من التعادل الذي كان قاسيا حسب وصف المدرب جمال بلماضي، إلا أن حظوظ “الخضر” لا تزال قائمة، وهذا يمر عبر التدارك وتصحيح الأخطاء ومراجعة الطاقم الفني لحساباته قبل مباراة بوركينافاسو السبت المقبل التي ستكون دون شك في غاية الصعوبة، وتتطلب تركيزا عاليا وتحضيرا جيدا، وقد يلجأ بلماضي إلى إحداث تغييرات مقارنة بلقاء أنغولا والتضحية ببعض العناصر التي لم تكن في يومها.

لقاء بوركينافاسو سيكون صعبا وحاسما

ولا يختلف اثنان أن المنتخب الوطني لا يزال يمتلك كامل الحظوظ من أجل تجاوز التعادل أملم أنغولا والتأهل إلى الدور المقبل بكل أريحية، غير أن المباراة المقبلة أمام بوركينافاسو ستكون معقدة وصعبة للغاية لعدة أسباب، على غرار توقيت اللقاء الذي سيكون على 14:00 زوالا بتوقيت مدينة “بواكي” وفي ظروف مناخية قاسية، فضلا على أن “الخيول” هم أبرز منافسي “الخضر” على الورق في المجموعة الرابعة وطالما سبب لنا هذا المنتخب الكثير من الصعوبات خلال المواجهات السابقة.