شرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، في زيارة عمل وتفقد الى ولاية تيزي وزو، أشرف خلالها على تدشين ومعاينة عدد من المشاريع التنموية والحيوية بهذه الولاية.
ولدى وصوله, استقبل رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، من قبل السلطات المحلية المدنية والعسكرية، حيث استمع الى النشيد الوطني واستعرض تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي أدت له التحية الشرفية.
استقبال شعبي حاشد من قبل أعيان ومواطني ولاية تيزي وزو
خص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستقبال شعبي حاشد من قبل أعيان ومواطني الولاية، حيث شهدت الشوارع الرئيسية بوسط مدينة تيزي وزو توافدا لجموع كبيرة من المواطنين رافعين الرايات الوطنية وحاملين لافتات دونت عليها شعارات ترحب برئيس الجمهورية وتشيد بالأهمية التي يوليها للتنمية بهذه الولاية.
وقد اصطفت جموع المواطنين القادمين من مختلف بلديات الولاية على طول الشوارع الرئيسية لتحية رئيس الجمهورية. وعلى مستوى شارع سعد عميروش، قام رئيس الجمهورية بمصافحة عدد من المواطنين وتبادل أطراف الحديث مع بعضهم، حيث عبروا له عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الزيارة ودعمهم التام لمساعيه في تنمية البلاد ورقيها وازدهارها.
كما أشادوا بوفاء رئيس الجمهورية بالتزاماته، لاسيما منها الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة وإنجاز مشاريع حيوية في مختلف القطاعات بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
رئيس الجمهورية يشرف على تدشين ملعب المجاهد حسين آيت أحمد بتيزي وزو
أشرف الرئيس تبون على تدشين ملعب المجاهد حسين آيت أحمد، الواقع بالمدخل الغربي لولاية تيزي وزو.
وأكد رئيس الجمهورية، أن تدشين ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو يعد “ثمرة جهود كبيرة” بذلت من طرف رجال مخلصين.
وفي تصريح له بمناسبة تدشينه لملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، أثنى على الجهود المبذولة من طرف “رجال واقفين في الميدان من عمال وشركات وإطارات”، مذكرا بأن استلام هذا الملعب “لم يكن ممكنا لولا هذه الجهود”.
وبالمناسبة، هنأ الرئيس تبون”الجزائر وولاية تيزي وزو بهذا الصرح الرياضي الذي دخل حيز الخدمة بعد 14 سنة”، كما أبرز أهميته كمحفز لفريق شبيبة القبائل، وهو ما من شأنه –يضيف رئيس الجمهورية– “إعطاء انطلاقة جديدة لهذا الفريق العتيد”.
ويتوفر هذا المرفق الرياضي العصري على كافة التجهيزات والمرافق الضرورية المنجزة وفق المقاييس الدولية، حيث يعدّ تحفة معمارية مصممة وفق المعايير الدولية من أجل ترقية الرياضة في هذه الولاية.
وبفضل هذا الملعب، الذي يتسع ل50 ألف متفرج والكائن بقطب الامتياز بوادي فالي والمدمج ضمن مشروع المركب الأولمبي المتعدد الرياضات، يحظى النادي الأكثر تتويجا في الجزائر، فريق شبيبة القبائل لكرة القدم، بمنشأة حديثة تليق بمكانته وتستجيب للمعايير الدولية.
وقد تمت دراسة كل التفاصيل بعناية لضمان أن يتوفر هذا الملعب، المزين بألوان نادي شبيبة القبائل، على جميع الشروط اللازمة لإقامة المباريات ودخول المناصرين والتغطية الإعلامية وراحة اللاعبين والجمهور.
وتم تزويد الملعب بعدة مداخل خصوصا من جانب الطريق الوطني رقم 12 والطريق الاجتنابي الشمالي ومحول بوعيد للسماح بخروج المناصرين بعد نهاية المباريات وبالتالي تجنب الازدحام.
كما جهز الملعب الجديد بنظام الإدارة التقنية المركزية الذي من شأنه ضمان السير الحسن لهذه المنشأة الكبيرة من خلال تسيير عرض الفيديوهات وكاميرات المراقبة عن بعد والتحكم في التكييف والتهوية و الإضاءة ب400 كاشف.
ويندمج هذا الملعب ضمن مشروع مركب رياضي يتضمن أيضا فضاء لألعاب القوى يتسع لنحو 6500 مقعد وأرضية ملحقة بالعشب الطبيعي وموقفا لركن السيارات يتسع ل3800 مركبة.
ويحمل هذا الصرح الرياضي اسم المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، أحد الوجوه التاريخية للحركة الوطنية الذي بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة في صفوف حزب الشعب الجزائري، قبل أن يتولى رئاسة المنظمة الخاصة سنة 1947 بعد وفاة محمد بلوزداد.
وقد ساهم بفعالية في تحضيرات الهجوم الذي استهدف بريد وهران سنة 1949 وشارك في مؤتمر باندونغ (إندونيسيا) سنة 1955 ومثل وفد جبهة التحرير الوطني بمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك سنة 1956.
وفي 22 أكتوبر 1956، كان آيت أحمد من بين القادة التاريخيين الخمسة للثورة التحريرية الذين تعرضت طائرتهم للاختطاف من قبل الجيش الاستعماري الفرنسي، حيث تم سجنه إلى غاية الاستقلال سنة 1962.
مركز استشفائي جامعي جديد لرعاية صحية نوعية
أشرف رئيس الجمهورية على وضع حجر الأساس لإنجاز المستشفى الجامعي الجديد لتيزي وزو بسعة 500 سرير.
وسيضمن المركز الاستشفائي الجامعي الجديد رعاية صحية نوعية فضلا عن تطوير البحث في المجال الطبي، كما سيسمح بتلبية احتياجات المواطنين في مجال الرعاية الصحية النوعية وتطوير البحث.
وسيتم انجاز المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بطاقة 500 سرير بقطب الامتياز غرب تيزي وزو) على مساحة تقدر ب 50,18 هكتار. وهو يندرج في إطار سياسة السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز وتحسين التكفل بالمرضى على مستوى الولاية وتخفيف الضغط على المركز الاستشفائي الجامعي الحالي نذير محمد، الذي يستقبل مرضى من الولايات المجاورة ويعرف ضغطا كبيرا.
وسيكون هذا المستشفى الجديد، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 10 مليار دج, بمثابة الحجر الزاوية لاعتماد البطاقة الصحية المدمجة والموحدة للولاية والتي ستكون في قمة هرم العلاج, حسبما علم لدى مديرية الصحة والسكان.
رئيس الجمهورية يدشن ويعاين عدة مشاريع تنموية وحيوية بولاية تيزي وزو
استمع رئيس الجمهورية بالمناسبة الى عرض شامل حول المشاريع التنموية الكبرى بولاية تيزي وزو من سنة 2020 الى 2024 قدمه والي الولاية، كما تابع عرضا مفصلا حول القطب الحضري بعزازقة، بالإضافة الى عرض آخر حول مشروع انجاز محطة تحلية مياه البحر بتامدة أوقمون.
كما استمع رئيس الجمهورية الى عرض حول انجاز سد بسيدي خليفة ببلدية أزفون وسد سوق نتلالة بمعاتقة، بالإضافة الى عرض حول مشروع انجاز الطريق النافذ الرابط بين تيزي وزو والطريق السيار شرق-غرب.
رئيس الجمهورية: نظام “تاجماعت” مثال للديمقراطية التشاركية ونموذج لتسيير الشأن المحلي
أشاد رئيس الجمهورية بنظام “تاجماعت”، معتبرا إياه “مثالا للديمقراطية التشاركية ونموذجا ناجحا لتسيير الشأن المحلي”.
وقال الرئيس تبون بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، على هامش لقاء مع فعاليات المجتمع المدني بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها لهذه الولاية، أن النظام الاجتماعي المعروف بـ “تاجماعت” يعد “مثالا لترسيخ الديمقراطية التشاركية ونموذجا ناجحا لتسيير الشأن المحلي”، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه القيم.
وأضاف أنه “بعد أكثر من 60 سنة من الاستقلال، حان الوقت لوضع تنظيم ملائم لمستقبل البلاد”، معتبرا أن إعادة التقسيم الاداري ومراجعة قانوني البلدية والولاية “أولوية قصوى” لترسيخ الديمقراطية على المستوى المحلي، وقال رئيس الجمهورية بهذا الخصوص: “إذا اقتضت الظروف”.
وأكد رئيس الجمهورية أن ولاية تيزي وزو “تستحق كل التقدير”، لكونها قدمت العديد من التضحيات خلال مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وذكر في هذا السياق بمقاومة “لالا فاطمة نسومر” و”بوبغلة” وغيرهما, مشيرا الى أن تيزي وزو “منطقة غالية أنجبت رجالا أشاوسا ساهموا في تحرير الوطن, على غرار علي زعموم، سي الصادق ده،ليس وعبد الحفيظ ياحة”.
كما أعرب عن سعادته لحفاوة الاستقبال التي حظي بها من طرف مواطني هذه الولاية المضيافة والمجاهدة.
وفي رده على انشغالات مواطني الولاية، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن يشكل المستشفى الجامعي الجديد “قطب امتياز” وعلى أن يتم إنجازه “قبل نهاية 2025″، مشيرا إلى أنه “سيتم إنجاز مستشفيات أخرى بطاقة استيعاب تتراوح بين 60 و 100 سرير لتفادي الضغط على المستشفى الجامعي الجديد”.
وبعد أن نوه بمجهودات “الجيش الأبيض” من الطواقم الطبية وشبه الطبية، أكد رئيس الجمهورية أن المطالب المهنية والاجتماعية لهذا السلك سيتم تلبيتها.
وتوجه, في هذا الصدد، بـ “تحية إكبار وتقدير للمسؤولين الذين أقروا، غداة الاستقلال، مبدأ مجانية التعليم والعلاج”، مؤكدا أن الجزائر تمكنت من “القضاء على كل الأمراض والأوبئة التي تعاني منها الدول المتخلفة”.
بدورهم، قام مواطنو الولاية بطرح انشغالاتهم امام رئيس الجمهورية بكل عفوية وصراحة، كما أشادوا بالجهود التي تبذلها الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، لتنمية البلاد وازدهارها.