الرئيسية / الحدث

إسبانيا تفضّل الجزائر وتتخلّى عن المغرب لهذه هي الأسباب

حجم الخط : +-

أكدت صحيفة “إل باييس” الإسبانية أن سعي مدريد لجعل علاقاتها متوازنة مع الجزائر والمغرب، أصبح شبه مستحيل بعد تصاعد التوتر بينهما، على إثر اتهام الجزائر للرباط بالضلوع في اغتيال ثلاثة رعايا جزائريين بعد قصف شاحنات كانوا يقودونها في الصحراء الغربية، ما سيجعل من الصعب على مدريد أن تحقق توازنا في علاقاتها بين البلدين، وسيتحتم عليها الانحياز، لا محالة، إلى أحد الجانبين على حساب الآخر.

وقد أثار الخطاب الأخير للملك محمد السادس، السبت الماضي بمناسبة إحياء الذكرى 46  لما يسمى بـ”لمسيرة الخضراء”، حفيظة إسبانيا كثيرا، على خلفية التحذيرات التي أطلقها ضد إسبانيا والاتحاد الأوروبي، حيث صرح: “نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية (…) ننتظر من شركائنا مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الصحراء.”، وقد أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن كلام ملك المغرب يأتي كرد فعل على إلغاء محكمة أوروبية لاتفاقيتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، لكونهما تشملان منتجات مصدرها الصحراء الغربية.

وتوجد المغرب وإسبانيا في حالة من العلاقات المتأزمة منذ استدعاء المغرب سفيرته لدى مدريد في ماي الماضي، والتي أعربت عن “استيائها” و”رفضها” بعد “الدخول الكثيف لمهاجرين مغاربة إلى سبتة”، الجيب الإسباني على ساحل المغرب، حيث عبر نحو 6 آلاف مغربي في ليلة واحدة، سباحة إلى سبتة، قامت بعدها مدريد بنشر قوات من الجيش في سبتة لحراسة الحدود بالتعاون مع رجال الشرطة.

وقد عرفت العلاقات الإسبانية مغربية توترا جديدا يضاف لأزمة اللاجئين، تسبب فيه استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج في أبريل الماضي، حيث أثار ذلك غضب المغرب وتحوّلت القضية إلى أزمة بين البلدين.

وفي 31 أكتوبر الماضي، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شركة سوناطراك بعدم تجديد عقد أنبوب المغرب العربي-أوربا المار عبر الأراضي المغربية، بسبب استمرار المخزن في القيام بأفعال عدائية ضد الجزائر.

وقد سعى المخزن للتحايل على الخطوة الجزائرية فتوجه إلى إسبانيا بطلب غريب، يتمثل في تزويده بالغاز الجزائري، في عكس اتجاه تدفق الغاز في أنبوب المغرب العربي أوروبا، ليأتيه الرد الصادم من شركة “ناتورجي” الإسبانية، التي أكدت للجانب المغربي بأن الغاز المورد عبر “ميدغاز” موجه حصريا للزبائن المحليين في المملكة الإسبانية، سواء السكان أو التجار أو المصانع.

وقد قام المغرب، بعد أن تأكد له أن الجزائر ماضية في تنفيذ وعيدها بعدم تجديد عقد الأنبوب، حيث شرعت في إطلاق مناقصات إقليمية ودولية من أجل إمدادها بالغاز مع حلول موسم البرد واقتراب فصل الشتاء بعد أن كانت تحظى بامتيازات كبيرة جعلتها تستفيد من أنبوب الغاز الجزائري العابر لأراضيها عن طريق ضمان التزود به وكذلك من خلال ما يدره عليها من مداخيل بالعملة الصعبة، لكن المغرب أصر على استعداء الجزائر التي قررت معاقبة نظام المخزن على خياراته المضرة باستقرارها الداخلي.

وكانت مصادر من المخابرات الإسبانية قد كشفت خلال هذا الأسبوع، أن الهجوم المغربي الذي استهدف ثلاثة جزائريين منذ أيام نفذته طائرات مسيرة، حيث نقلت صحيفة “الباييس” أن “المخابرات الإسبانية تشكك بجدية في أن يكون الهجوم قد وقع بالخطأ مما يفتح الباب أمام عمل مغربي مدبر”، و”حذرت المخابرات الإسبانية من خطورة الوضع في المنطقة”.

ويأتي هذا الاتهام من مدريد لنظام المخزن في ارتكاب جريمة قتل رعايا جزائريين، ليؤكد أن إسبانيا قررت وضع حد نهائي لحيرتها وترددها وأخذ موقف واضح ومحدد بخصوص الانحياز إلى جانب على حساب الآخر، في علاقاتها مع المغرب والجزائر، حيث تكون قد قررت تفضيل الجزائر على حساب المغرب، نظرا لما بات يسببه نظام المخزن من مشاكل متأصّلة ومعقّدة لمدريد.

أحمد عاشور

مقالات ذات صلة

وزير الداخلية يستقبل السفير التركي بالجزائر…وهذا أهم ما دار بينهما

03 ديسمبر 2024

الوزيرة مولوجي في خرجة ميدانية لمؤسسات التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة

02 ديسمبر 2024

وزارة الخارجية تصدر بياناً هاماً لأعضاء الجالية الوطنية المقيمين بسوريا

02 ديسمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.