إستراتيجية مدير عام “شيري” الجزائر أيمن شريط لجلب العلامة الصينية وتسويقها أسهمت في إقناع الزبون والتفاف الجزائريين حول “سيارة الشعب”

حلّت السيارة الصينية “شيري” بالجزائر في وقت شهد فيه سوق السيارات المستعملة ارتفاعا جنونيا تبخرت معه آمال المواطن الجزائري في الحصول على سيارة تجمع بين الحالة الجيدة رغم سنتها القديمة نسبياً، والسعر المناسب، حيث نغصت هذه المعادلة الصعبة على الحلّ يوميات الجزائريين؛ خاصة أولئك الذين لا تستقيم أمورهم المعيشية إلا بوجود سيارة.

ومع عرض “شيري” الجزائر لموديلاتها السبعة التي ستتيحها على مستوى جميع صالات العرض التابعة لها عبر التراب الوطني، وإعلانها عن أسعار نماذجها التي أبهرت الجمهور الجزائري، التفّت مختلف شرائح الشعب الجزائر حولها، ووجدت كلّ شريحة ضالتها في طراز معيّن، حيث عثر كلّ من يبحث عن صفة أو شرط محدّد لشراء سيارة مناسبة على ما يريده ويرغبه في أحد موديلات “شيري” على الأقل، إنها أوّل شركة سيارات لا يخيب معها أمل جزائري واحد، ومن هنا استحقت لقب “سيارة الشعب” بعد أن حظيت بإجماع الجزائريين عليها.

وبعد أن أقنعت “شيري” الجزائريين ونالت رضاهم وهم يشاهدون تصاميم موديلاتها، خلال حفل افتتاح العلامة، بدؤوا يقارنونها بما هو متاح في السوق من سيارات، خاصة الأوروبية منها على وجه التحديد، وبأسعارها الباهظة بالنسبة إلى سنة صنعها البعيدة جدا وحالتها المتواضعة، حينها فقط تأكّد للجميع أنّ علامة “شيري” هي الوحيدة التي بإمكانها حلّ معادلة ومعضلة “سيارة جيدة بسعر معقول” التي استعصت على جميع العلامات.

لقد كان هذا الإقناع سببا كافيا لتوافد عشاق السيارات في الجزائر على صالات العرض وتزاحمهم عند أبوابها في مختلف ولايات الوطن، من أجل الظفر بالسيارة الحلم، وفي أوّل يوم تمّ فيه فتح باب التسجيل الأولي بلغ عدد الملفات المودعة رقما قياسا لم يسبق له مثيل في تاريخ سوق السيارات الجديدة بالجزائر، بعد أن تجاوز 25 ألف تسجيل أولي خلال 24 ساعة فقط، ولا يزال إيداع الملفات قائما طالما لا يزال الجزائريون يتلهفون للحصول على “شيري”، لتكون العلامة الصينية السيارة الأولى في الجزائر من حيث عدد الطلبات التي تم تقديمها في وقت جد وجيز ولا يزال الآلاف من الشعب الجزائري ينتظرون دورهم.

لم يكن الإقناع بضرورة الظفر بالسيارة الصينية مقتصرا على ميزاتها في الهندسة والتصميم والمحرك أو باقي أجزائها، فقد كان للمدير العام لشركة “أوتو ليدر كومباني” مدير “شيري” الجزائر، أيمن شريط، الفضل في صنع هذا المشهد الجماهيري المحتفي بموديلات “شيري” في الجزائر، فقد كان ذلك ثمرة إستراتيجية طموحة راودت تفكيره، بدأت بفكرة جلب علامة “شيري” إلى الجزائر ولا تزال تحقق نجاحات مستمرة، خاصة حينما أعلن أن مدة التسليم لن تتجاوز 45 يوما، وحتى إذا ما سجلت زيادة في هذه المدة فسيكون ذلك بسبب مدة الشحن أو التأخر في توصيل الشحنات.

إنّ هذه الإستراتيجية لا ترتكز فقط على البعد الاقتصادي المحض، وإن كان بارزا فيها ومبررا من حيث أن رجل الأعمال الناجح يضع نصب عينيه تحقيق الربح لشركته، بل لها أبعاد وطنية واضحة ضمنّها مدير “شيري الجزائر” أيمن شريط في أجندته لجلب العلامة الصينية إلى السوق الجزائرية التي عانت من مضاربة السماسرة لسنوات طويلة، قبل توصل حكومة الرئيس تبون لصياغة دفتر شروط يلتزم من خلاله وكلاء السيارات بمراعاة حق المواطن الجزائري، الزبون، في اقتناء سيارة، وكذا على أهمية أن تكون أسعار سيارات العلامة الصينية “شيري” في متناول المواطن، مع الاهتمام بخدمات ما بعد البيع.

هذه البعد الوطني النابع من حرص، السيد أيمن شريط على أن تتأسس خطط شركته الطموحة بالسوق الجزائرية على الموضوعية وتراهن على الجودة، وتسعى إلى كسب الزبون وفق منافسة شريفة مع مختلف العلامات التي تقتحم سوق السيارات، وفق نهج تسويقي مباشر، وتضع إجراءات صارمة لمنع المضاربين والمتلاعبين، وتعمل على الحد من سيطرة السماسرة، ما يضمن عملية تجارية شفافة وفعالة وفق الأطر المحددة في دفتر الشروط، وتؤدي إلى نهاية “كابوس” التهاب أسعار السيارات حينما تكون هناك وفرة في المعروض في ظلّ وجود خيارات متعددة.

مدير عام شركة “أوتو ليدر كومباني” أكّد أنّ جودة المركبات الموجهة إلى الجزائر مطابقة لجودة سيارات “شيري” الموزعة في جميع أنحاء العالم، ما يضمن مستويات ثابتة من القوة والجودة، خاصة وأن العلامة اليوم باتت مطلب العديد من الدول الأوروبية، حيث ستكون في السنة القادمة بالبرتغال، إسبانيا، هولندا وألمانيا، كما أنها متواجدة أيضا في السوق الإيطالية، ما أكسبها تجربة جيدة.

هذه الثقة التي وضعها شريط في علامة “شيري” لم تأت من فراغ فهي وليدة معاينة عن كثب ومتابعة دقيقة لها من قبله، كما أنّ المُصنّع الصيني للعلامة يقدم سياراته الجديدة إلى السوق الجزائرية بضمان سبع سنوات، وهو ما يكشف إلى أيّ مدى يعتني هذا المُصنّع بمسائل التقليل من حوادث المرور والأمان، إلى جانب التحكم بشكل أفضل في السيارة.

جودة “شيري” التي وضعت ثقتها في وكيلها بالجزائر السيد أيمن شريط تتأكد أكثر من خلال المصنع الذي سيتم إنشاؤه في ولاية برج بوعريريج، حيث سيشرع بإنتاج 24 ألف سيارة سنويا ليصل إلى 100 ألف سيارة خلال العام الثالث، بالإضافة إلى كونه يخطط لخلق منصة تصدير في الجزائر باتجاه العديد من الدول.

رئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، أكد في تصريح لـ “دزاير توب” أن دخول السيارات إلى السوق الجزائري، بعد إعلان “شيري” عن جلب 10 آلاف سيارة فقط خلال ما تبقى من سنة 2023، سيسهم في تحقيق الوفرة وهو مؤشر جيد، وهذا ما انعكس بجمود في سوق السيارات.

زبدي أشار إلى أن السماسرة وخاصة الكبار الذين يحتكرون السوق متخوفون جدا من هذا الوضع، وهو ما دفعهم لإطلاق حملة إشاعات تهدف إلى “تخوين” السيارات الجديدة وادعاء وجود عيوب فيها.