إعلام المخزن يبكي وشعب المغرب يضحك
صحيفة هيسبرس الإلكترونية المغربية كانت منذ زمن وإلى أمد قريب تصب جام حقدها على الجزائر، فلا تكاد تمر بضعة دقائق حتى تنشر على صفحتها التي يتابعها الملايين من المغاربة والجزائريين الذين يفاجؤون بمناشير وكاريكاتورات تتهجم على الدولة الجزائرية ومؤسساتها السياسية والعسكرية، بل إنها تتطاول على الشعب الجزائري بشتى صنوف البذاءات والأوصاف الشائنة، هذا عدا عن محاولاتها لبث الفتنة داخل الجزائر.
والغريب في الأمر أن هذا الدكان الإعلامي نشر قبل أيام فقط كاريكاتورا موضوعه كان الإعلام الجزائري، الذي صوّره على أنه متفرغ بشكل حصري لكل ما يدور بالمغرب وينسى هموم المواطن الجزائري، بزعمه، ويبدو أن صحيفة هيسبرس كانت أحق بوصف كاريكاتورها من غيرها، فكيف لها أن تنتقد الآخرين بما هي موبوءة به، وتتطاول عليهم بما هي مؤاخَذة به.
ومثل هذا الدكان هناك صحف وقنوات عديدة ومواقع وصفحات عدّة لم يعجبها تشخيص قناة الشروق لملك المغرب في هيئة دمية، فزادت من سعارها وراحت تتهجم بأضعاف ما كانت تفعل من قبل، وكأنها تبكي ملكها “المهان” من قبل الصحافة الجزائرية.
الصحافة المخزنية تناست كل الشتائم والسّباب والقذف الممنهج الذي كانت تطال به الدولة الجزائرية ومؤسساتها ورموزها وشعبها، وراحت تندب وتولول لمجرد “مزحة إعلامية” ليست بتلك الغرابة التي حاولت تصويرها، فمثل هذه البرامج منتشر في محطات تلفزية عالمية كثيرة، وما هذه “المزحة” سوى غيض من فيض القذارات التي تلقي بها قنوات الصرف الإعلامي المخزنية يوميا وعلى مدار الساعة.
صحيح أن تبادل السب والشتائم والاستفزاز، والاستفزاز المضاد ليس بالأمر الجيد، ولا هو في صالح الشعوب المغاربية، التي ترنو إلى مستقبل أفضل يسوده التعايش والأخوة والمحبّة، لكن دائما ما يقال أن البادئ أظلم، فكيف إذا كان هذا البادئ ممعن في غيّه لا ينزجر ولا يرتدع، وهو في الرايحة والجاية والطالعة والهابطة يتعرض للدولة الجار بالمجان وبدون سبب يدعوه للوقوع في مثل هذا الانحطاط، ثم بعد ذلك إذا ما أتاه من ذلك الجار ردّة فعل هي من حقّه، وخصوصا إذا ما كانت لا شيء ولا حدث، بالنسبة لما يرتكبه هو من فواحش وموبقات في جنبه، تقوم قيامته وتثور ثائرته فينطلق في بكاء حاد وحارق من أجل الملك، الذي ما هو إلا شخص وإنسان، وليس إلها أو كائنا خارقا.
من المفروض أن الإعلام في الدولة الجارة يعرف جيدا المثل الذي يقول: “إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الآخرين بالطوب”، ومن الطبيعي أن الإنسان لا يسبّ الآخرين ولا يتناولهم بالانتقاص أو يتعرض لهم بالاعتداء، خاصّة وهو يدرك أن هؤلاء الناس لهم هم أيضا ألسن وأيدي يردون بها عن أنفسهم، فحقّ الرّد مكفول كما يقال.
أحمد عاشور
عبدو داني
18 فبراير، 2021 14:27أجل أن أتابع تلك الصفحة من 2014 والايمضي يوم وقد إنتقدت في الجزائر تطاولوا على تاريخ الشهداء كذبا وبهتانا وحقدا من عند أنفسهم الملك خط أرجواني كستنائي فاقع