الرئيس تبون كان قد نبّه الولاة إلى أنّ المواطن هو أساسُ الجمهورية وهو خطٌّ أحمر، على جميع المسؤولين أن ينتبهوا جيدا إلى مسألة ضرورية جدا وهي الاستماع إلى انشغالاته وحل جميع مشاكله، وكانت رؤية رئيس الجمهورية هذه ضمن مساعيه الحثيثة لإعادة الكرامة للمواطن الجزائري.
لقد جعل رئيس الجمهورية رفاهية المواطن على رأس أولوياته، ففي 16 فبراير 2020 وبعد انتخابه بشهرين فقط، فتح آفاقاً جديدة خلال اجتماع الولاة من خلال حديثه عن المعيشة الصعبة لبعض الجزائريين المحرومين من كلّ شيء، حينها قدّم صورا قاسية صدمت الجزائريين الذين اكتشفوا وجود “مناطق ظلّ” بعضها في أطراف المدن.
هذه الصور البشعة أثارت غضب رئيس الجمهورية، فقرّر تغيير الحياة اليومية للمواطنين الذين يعيشون “في عصر آخر” في مناطق الظّل العديدة؛ بالنسبة إليه فإنّ الأمر كان يتطلب وقتها جذبَ أكثر من 8 ملايين جزائري نحو النور، وعلى هذا الأساس تمّ فصل المسؤولين المحليين المدانين بسوء الإدارة والغش في أوت 2020.
الرئيس تبون شدّد على أنّ هذا السلوك ليس له مكانٌ في الجزائر الجديدة، وبعد مرور ما يقرُبُ من أربعِ سنوات كانت هذه السلوكيات نفسها هي السببُ وراء إقالة والي غليزان وبعضِ المسؤولين المحليين يوم الاثنين 27 نوفمبر 2023.
رئيس الجمهورية الذي يتابع بنفسه ملف مناطق الظل يوميا قرّر إيفاد مسؤولين من رئاسة الجمهورية، نهاية هذا الأسبوع، إلى دوار سرارجة في بلدية زمّورة بولاية غليزان، هؤلاء المسؤولون عادوا بصورٍ مؤلمة تكشفُ حجم الغشِّ وعدم مسؤولية السلطات المحلية وبإخفاقات خطيرة جداً في معالجة مشاكل هذا الدوار.
الرئيس تبون الذي لم يعد يريد الحديث عن مناطق الظلّ التي من حقّ سكانها الحصول على حياة كريمة، قرّر على الفور إنهاء مهام مسؤولين من ولاية غليزان.
من الآن فصاعدا على جميع المسؤولين أن يحذروا من مثل هذه التجاوزات الخطيرة، فلن يكون هناك تساهلٌ مع أحد وعلى الجميع أن يدركوا حجم مسؤولياتهم في التكفل بانشغالات المواطن.