إيران تُؤكد على عمق العلاقات الثنائية مع الجزائر قبيل الزيارة المرتقبة لرئيسي
الجزائر العاصمة – أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في لقاء مع وفد إعلامي جزائري يزور إيران حاليا، على العلاقات القوية والمتجذرة بين الجزائر وإيران، مُشددا على المواقف الثابتة للبلدين الرافضة للهيمنة، كما وأشار المتحدث إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الجزائر، ولقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال قمة منتدى دول مصدري الغاز المقرر عقدها في نهاية فبراير، بهدف توقيع عدة إتفاقيات تعاون في العديد من المجالات، منها الثقافة والإعلام، حتى تكون رافدا من روافد الرقي بالعلاقة التاريخية بين البلدين.
وفي سياق متصل، أكد السيد كنعاني على دور الجزائر في التطورات الإقليمية والعالمية، ووصف الثورة الجزائرية بأنها مُلهمة للثورة الإسلامية في إيران، مثمنا مواقف الجزائر المشرفة مع بلده، إذ تُوجت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالوساطة الجزائرية في عهد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين سنة 1975 م بين العراق وإيران في الصراع الحدودي بشأن شط العرب، وعُرف ذلك باتفاقية الجزائر. ونجحت الوساطة الجزائرية أيضا في إيجاد حلٍ سلميٍ للأزمة الإيرانية الأمريكية سنة 1980م.
وفي معرض حديثه، شدّد كنعاني على دور الإعلام في الكشف عن الوجه الحقيقي والحضاري للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نهضت بشعبها إلى سماء العزة والكرامة والتطور التكنولوجي والعلمي والصناعي والإنتاجي، لتُصبح بذلك في مصاف الدول المتقدمة علميا على الرغم من الدسائس والمؤامرات الخارجية التي تُحاك ضدها، حاثا الوفد الجزائري على نقل الصورة الحقيقية لإيران، خاصة وأن بلده تواجه حملة إعلامية غربية مضللة شرسة جُندت فيها كل الوسائل للتعتيم على إنجازات هذه الثورة المباركة في شتى مجالات الحياة، مشددا على أن هذه المؤامرات فشلت بحكمة ووعي القيادة والشعب الإيرانيين.
لم يفت المتحدث المناسبة للتطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين المرتكزة على مبادئهما المعادية للهيمنة والإستبداد، فمرجعيتهما السيادية وحرصهما على الوحدة وقفا ولا يزالان سدا منيعا بوجه الإملاءات الغربية، واليوم، كما أضاف، نرى توافقا كبيرا بين طهران والجزائر تجاه الكثير من الأحداث الدولية، وتطابقا في قضايا أخرى، لاسيما القضية الفلسطينية المقدسة، هذا على المستوى الرسمي، أما على المستوى الشعبي الذي لا يختلف مع الموقف الرسمي، فكلا الشعبين يقفان في خندق واحد دعما للقضايا العادلة والشعوب المستضعفة.
غير أنه وعلى الرغم من الروابط التاريخية العميقة بين البلدين، لفت كنعاني إلى أن الزيارات المتبادلة بين الشعبين لا ترقى إلى مستوى هاته الوشائج، داعيا إلى تنظيم المزيد من النشاطات، ومثمنا في الوقت نفسه الجهود التي يبذلها السفير الإيراني بالجزائر، السيد محمد رضا بابائي، واللقاءات التي ينظمها مع مختلف مكونات الدولة والمجتمع الجزائري، والشأن ذاته بالنسبة لسفير الجزائر بطهران.
وفي هذا السياق، عرّج كنعاني على زيارة وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى إيران، ووصفها بالناجحة والإيجابية. كما أشار إلى الزيارة الأخيرة لرئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إبراهيم بوغالي، إلى طهران، مشيدًا بالأجواء الأخوية التي سادتها.
ختم كنعاني حديثه مهنئا الجزائر، قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة فوزها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن، قائلا: “إن تواجد الجزائر في هذه الهيئة من شأنه إسماع وإيصال صوت ومواقف الدول الإسلامية والعربية بشأن القضايا العادلة، في مقدمتها القضية الأم فلسطين وما يعانيه الآن الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة”. كما وحذّر المسلمين من التشرذم ومخططات البلقنة التي يُروج لها الغرب بهدف قطع حبل الأخوة بين المسلمين، وبث السموم من أجل بلوغ مراميه الخبيثة على حساب قضايا الأمة ووحدتها.
بقلم: د. هناء سعادة