أن تضع أموالك في البنوك لحمايتها من السرقة، ثم تنصدم أن المصرف هو الذي قام بسرقتها، وساهم في دمار بيتك، وتشريدك، وضياع مستقبلك، وأحلامك وضياع شقاء عمرك.
هو أمر عجيب وغريب وغير منطقي، لكنه حدث في لبنان، حيث تشردت العائلات، وضاع مستقبلهم بسبب لصوص المصرف الذين استولوا على أموال الناس عبثا، فكم من شخص قد مات لأنه لم يتمكن من تسديد مصاريف عملية جراحية، لأن أمواله في المصرف قد تم منعه من التصرف فيها.
وهل يصدق العقل أن البعض وصل بهم الحد إلى النهب والاعتداء على الأموال العامة، وبعد سنوات من الشقاء والعناء تم إلقاء القبض على حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، واستجوابه بقضية اختلاس الأموال.
وتعتبر هذه أول مرة يمثل فيها سلامة أمام القضاء منذ انتهاء ولايته في 31 يوليو/تموز 2023.
ويواجه سلامة، البالغ من العمر73 عاما، اتهامات في لبنان بارتكاب جرائم مالية تشمل غسيل الأموال والاختلاس والثراء غير المشروع.
ويشكل سلامة منذ ثلاثة أعوام محور تحقيقات محلية وأوروبية تشتبه بأنه راكم أصولاً عقارية ومصرفية بشكل غير قانوني، وأساء استخدام أموال عامة على نطاق واسع خلال توليه حاكمية مصرف لبنان، عدا عن تحويله الأموال إلى حسابات في الخارج والإثراء غير المشروع.
وشغل سلامة، منصب محافظ مصرف لبنان لثلاثين عاما، وبسببه شهد القطاع المصرفي أزمة مالية متفاقمة ولازال غيره الكثيرون الذي اكتسبوا أموالاً غير مشروعة على حساب شعب بأكمله عاش بسببهم الفقر والتهميش والتدمير الكلي، حيث بسبب هؤلاء تدمرت حياة الملايين ومنهم من خسر حياته وأحلامه.