الأربعاء 22 جانفي 2025
حنان مهدي
يعد نقص فيتامين دي أزمة صحية تتفاقم في الجزائر، إذ تشير الدراسات إلى أن 75% من النساء و63% من الرجال يعانون من نقص هذا الفيتامين الحيوي، وهو ما من شأنه أن يسبب الاكتئاب و أمراضا خطيرة أخرى مثل هشاشة العظام وضعف المناعة.
وأوضح الدكتور محمد أمين بوكفوسة لدزاير توب أن السبب الرئيسي وراء هذا النقص يعود إلى عاملين رئيسيين، يتمثل الأول في التغذية غير السليمة باعتبار أن التغذية تلعب دورا حاسما في إنتاج فيتامين دي في الجسم، إذ يوفر النظام الغذائي الصحي المغذيات اللازمة لهذا الفيتامين، أما السبب الثاني هو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، إذ أن الشمس تعد شرطا أساسيا لتحفيز الجسم على إنتاج فيتامين دي بشكل فعال.. وبالتالي فإن نقص أي من هذين العاملين يؤدي إلى انخفاض مستوى الفيتامين في الجسم.
وأضاف الدكتور بوكفوسة قائلا: “يمكن تشخيص نقص فيتامين دي عن طريق التحاليل الطبية، ولكن غالبا ما يتوجه المرضى إلى الأطباء بعد ملاحظتهم لبعض الأعراض المبدئية مثل التعب الشديد، آلام المفاصل، وألم أسفل الظهر الذي قد يمتد إلى الفخذين؛ وتستدعي هذه الأعراض إجراء التحاليل لتأكيد التشخيص واتخاذ التدابير اللازمة”.
وحول الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين دي، أشار الدكتور محمد أمين إلى أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية فقيرة بالفيتامينات، بالإضافة إلى أولئك الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ هم الأكثر عرضة لهذا النقص، كما أن كبار السن، النساء الحوامل والمُرضعات، الأطفال الرضع، النساء في سن اليأس، أصحاب البشرة الداكنة، النباتيين، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم ضمن الفئات الأكثر تأثرا.
وفيما يتعلق بالأعراض التي يجب الانتباه لها، أوضح الدكتور بوكفوسة أن التعب المفرط، الاكتئاب، تشنج العضلات، آلام العظام، وتساقط الشعر تعد من أبرز الأعراض التي تدل على نقص فيتامين دي، وهي أعراض ينبغي التعامل معها بجدية واستشارة الطبيب فور ملاحظتها.
أما عن تأثير نقص فيتامين دي على صحة الجسم، أكد الدكتور محمد أمين أن هذا الفيتامين يعد أساسيا لصحة العظام، حيث يؤدي نقصه إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور، كما أن له تأثيرا بالغا على الجهاز المناعي إذ يساعد الجسم في مقاومة الأمراض، وعلاوة على ذلك يؤثر نقص فيتامين دي بشكل سلبي على صحة الأطفال، إذ أنه يسبب التهابات عضلية وكساح العظام، وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي إلى تقوس العظام وتشوهات في المفاصل.
وعن طرق الوقاية والعلاج شدد المتحدث على أهمية متابعة صحة الأطفال وتغذيتهم بشكل جيد لتجنب حدوث هذه المشكلات الصحية، داعيا إلى ضرورة زيادة الوعي حول أهمية فيتامين دي وتوفيره في النظام الغذائي وكذلك التعرض الكافي لأشعة الشمس لضمان صحة المجتمع بشكل عام.
وفي ذات السياق قال الدكتور بوكفوسة: “ومن أفضل الطرق لرفع مستوى فيتامين دي هي تحسين التغذية من خلال تناول الأطعمة الغنية به، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن 15 دقيقة يوميا.. وعند استشارة الطبيب يمكنه أن يصف مكملات غذائية لتعويض نقص الفيتامين بناء على شدة الحالة، مع تقديم النصائح اللازمة حول اتباع نظام غذائي يساعد في رفع مستوياته في الجسم”.
وينصح الطبيب محمد أمين بوكفوسة بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د لتعزيز صحة العظام والمناعة من بينها الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة وزيت كبد السمك الذي يعد من أغنى مصادره؛ بالإضافة إلى ذلك يعتبر الكبد بأنواعه، سواء كان كبد البقر أو الدجاج، خيارا ممتازا للحصول عليه، كما يُستحسن تناول صفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة به، مثل الحليب والزبادي، لتعزيز مستوياته في الجسم، ولا يمكن تجاهل أهمية الفطر، خاصة الأنواع التي تتعرض لأشعة الشمس، وكذلك الحبوب المدعمة بالعناصر الغذائية مثل فيتامين د.