استنكر الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، “الصمت المتواطئ وغير المبرر” للأمانة العامة للأمم المتحدة وإحجامها عن تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية ومحاسبة دولة الاحتلال المغربي على عواقب انتهاكها الموثق لوقف إطلاق النار، مجددا رفض الجبهة لأي مقاربة تنحرف عن خطة التسوية الأممية-الإفريقية.
جاء ذلك في رسالة بعث بها الرئيس غالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش – أوردتها وكالة الأنباء الصحراوية (واص) – ضمنها موقف الطرف الصحراوي بشأن عدة عناصر واردة في تقرير غوتيريش الأخير عن الحالة فيما يتعلق بالصحراء الغربية.
وذكر الرئيس الصحراوي بقرار جبهة البوليساريو المؤرخ 30 أكتوبر 2019 بخصوص إعادة النظر في مشاركتها في عملية السلام ككل وبتأكيدها على أنها لن تقبل أبداً أو تدعم أي مقاربة تنحرف عن خطة التسوية، التي قبلها الطرفان أو تسعى إلى تجاوز الطبيعة القانونية لمسألة الصحراء الغربية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار.
كما وقف الرئيس غالي في رسالته على العديد من الملاحظات والتوصيات، منها مسألة عودة الحرب بين جبهة البوليساريو والمغرب إثر خرق الجيش المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث أعاد تذكير المنظمة بـ “الحقيقة التي لا يمكن إنكارها ويشهد عليها التطور السريع للأحداث على الأرض وعواقبها الملموسة والمتمثلة في إن دولة الاحتلال المغربي هي التي تسببت في انهيار وقف إطلاق النار”، مؤكدا بالقول : “هذه هي الحقيقة الناصعة وهذه هي حقيقة الوضع، ولا فائدة من التلاعب بالألفاظ حول هذا الموضوع”.
واعتبر غالي، ما وصفه ب”الدبلوماسية الهادئة والغموض المدمر”, تشكلان “أداتان خطيرتان, خاصة عندما لا يؤدي التقاعس وعدم الحزم في هذه الحالة إلا إلى تشجيع المعتدي على الاستمرار في عدوانه وتحديه”، مضيفا أن الأمين العام والأمانة العامة للأمم المتحدة اختار مع ذلك، مرة أخرى التزام الصمت إزاء هذه الحقيقة، حتى عندما يعترف التقرير مرة أخرى بـ “استئناف الأعمال العدائية” ويشدد على أن “استمرار عدم وجود وقف فعال لإطلاق النار يهدد استقرار المنطقة مع خطر التصعيد مع استمرار الأعمال العدائية” .
وفي الختام، أكد رئيس الجمهوري العربية الصحراوية والأمين العام للجبهة التزام جبهة البوليساريو بالمساهمة في التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ذات الصلة وعلى أساس الولاية التي أنشئت من أجلها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).