دزاير توب ترصد شهادات حية لمواطنين ضحايا للغش والتسويق الإلكتروني المضلل للمنتجات الصحية والطبية

حنان مهدي

أصبحت التجارة الإلكترونية أحد المجالات التي تشهد انتشارا كبيرا في السنوات الأخيرة بالجزائر، ومع تزايد الإقبال على شراء المنتجات الصحية عبر الإنترنت، تفشت ظاهرة تسويق المنتجات الصحية بشكل مضلل مثل المكملات الغذائية والأدوية غير المعتمدة ومواد التجميل غير الآمنة وعقاقير لعلاج العقم وزيادة الطول.. وهو ما يهدد صحة المواطنين إذ أصبحت العديد من المنتجات تروج على أساس علاج سحري أو حل سريع، دون أدنى اعتبار للمعايير الطبية أو الصحة العامة وعلى الرغم من فرض الرقابة عليها إلا أن الكثير من التجار لا يلتزمون بالقوانين.

 

منتجات صحية تضر بالصحة

 

مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في شراء المنتجات الطبية والصحية، يواجه المواطن الجزائري تحديا كبيرا في التمييز بين المنتجات الفعّالة والمنتجات المضللة.. إذ تنتشر على مواقع الإنترنت العديد من المكملات الغذائية التي تُسوق على أنها علاج للأمراض المزمنة مثل السكري، ضغط الدم، أو حتى مشاكل الوزن.. كما تروج بعض المواقع لمنتجات عشبية أو زيوت طبيعية تدعي قدرتها على علاج الأمراض الجلدية.. وفي الغالب، تفتقر هذه المنتجات إلى أدلة علمية تثبت فعاليتها، بل وتخلو من موافقات صحية رسمية.

 

وفي حديثها لدزاير توب تقول “أمينة.ع”: “كثيرا ما تصادفني إعلانات عن مواد التجميل ولأنني عانيت من حرق في البشرة كنت أجرب كل شيئ.. وبما أن السلع الإلكترونية غالبا ما تتميز بالسعر المرتفع وهو ما يوحي بجودتها العالية كنت أشعر بأمل في فعاليتها، لكنني للأسف في إحدى المرات تعرضت بشرتي لحساسية شديدة بسبب إحدى المنتجات التي تسوق على أنها تقضي على الحروق بشكل نهائي.. لقد كنت ضحية للغش حقا لأنها لم تكن فعالة البتة بل تسببت في تهيج بشرتي كليا ولم أستطع الخروج من المنزل قرابة ستة أشهر كاملة”.

 

التسويق المضلل.. استغلال للضعفاء

 

إن ما يثير القلق اليوم هو الأساليب التسويقية التي تعتمد على الاستغلال العاطفي للمستهلكين، حيث تستخدم الإعلانات صورا مغرية أو شهادات ناجحة من أشخاص لم يستخدموا هذه المنتجات، بينما تروج بوعود مبالغ فيها عن نتائج فورية أو معجزات صحية.. هذا النوع من التسويق المضلل يهدف إلى جذب الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية أو يبحثون عن حلول سريعة، مما يدفعهم للشراء دون التحقق من مصداقية المنتج أو مصدره.

 

وفي هذا الصدد، تقول المواطنة “ي، م” لدزاير توب: “أواجه مشكلات مع الوزن، ولأن خوارزمية الفيس بوك تدعم الإعلانات بناء على اهتمامات المستخدم، بدأت تظهر لي إعلانات مغرية لمنتجات إنقاص الوزن بسرعة في ظرف قياسي.. لقد قررت تجربة أحد هذه المنتجات، ولكن حين وصلني اكتشفت أنها علبة زجاجية شفافة مصنوعة بالبيت من أعشاب ولم يكتب نوعها وحتى رائحة المنتج كانت غريبة للغاية.. وبعدما تناولتها لمدة ثلاث أيام شعرت بألم غيري طبيعي في الجنب الأيمن أسفر عن دخولي للمستشفى لمدة أيام”.

 

أما المواطنة “د. ع” فتقول: ” منذ سنوات أستهلك بإفراط المكملات الغذائية والفيتامينات في شكل عقاقير دون وصفة طبية وغالبا ما أحظى بها عبر الإنترنت.. لكن للأسف ذلك تسبب لي بالحصى في الكلى التي لا أزال أعاني منها إلى غاية اليوم”.

 

 

غياب الرقابة.. من المسؤول!

 

رغم وجود قوانين تنظم بيع الأدوية والمكملات الغذائية في الجزائر، إلا أن الرقابة على السوق الإلكتروني لا تزال ضعيفة جدا..فمعظم المنتجات التي تباع عبر الإنترنت لا تخضع للفحص الطبي أو اختبار فعالية، مما يجعلها عرضة للغش.. وفي كثير من الأحيان، يصعب على المستهلك التحقق من مصداقية الموقع أو المنتج، حيث تفتقر معظم المنصات إلى معلومات قانونية واضحة أو توثيق علمي عن المنتجات المعروضة.

 

كيف يحمي المواطن نفسه؟

 

الوعي هو السلاح الأول ضد هذه الظاهرة، لذلك يجب على المواطن أن يكون أكثر حذرا عند شراء أي منتج صحي عبر الإنترنت، وأن يتحقق من مصدره ومصداقيته، وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري وجود دور أكبر للهيئات التنظيمية في الجزائر لمراقبة المواقع التي تروج للمنتجات الصحية وضمان سلامة ما يعرض للمستهلكين.. كما يجب على المستهلكين البحث عن شهادات طبية أو دراسات علمية تدعم فعالية المنتجات قبل الإقدام على شرائها.