الرئيسية / اقلام دزاير

استعراض المحمدية العسكري: درع الجزائر المتأهب في وجه الأعداء… بقلم الإعلامية حنان مهدي

حجم الخط : +-

حنان مهدي

 

شهدت المحمدية اليوم استعراضا عسكريا مهيبا تزامنا مع الاحتفالات الوطنية بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، والتي تستذكر نضالات الشعب الجزائري وبطولاته الخالدة في سبيل نيله الاستقلال والحرية.

 

ويأتي هذا الاستعراض العسكري البري والجوي والبحري ليحمل بين طياته رسائل قوية على مختلف الأصعدة، فيؤكد بحزم على قوة الجيش الشعبي الوطني بصفته درع الجزائر الحامي والمتأهب في وجه الأعداء أمام كل التهديدات الخارجية وبمن يتربصون بها؛ ويعكس استمرار الجزائر في تعزيز قوتها العسكرية ورفع جاهزيتها الدفاعية وتطوير مختلف التقنيات العسكرية والبرامج الاجتماعية التي تعزز من الروابط والتلاحم بين الشعب الجزائري وجيشه الأبي.

 

ومن جهة أخرى، يعد هذا الاستعراض الضخم تأكيدًا للعالم أجمع على مدى استعداد الجزائر لحماية سيادتها ومكتسباتها، والتزامها بالأمن والاستقرار في المنطقة، ونقدم لكم في هذا الصدد بعض القراءات للحدث ودلالاته:

 

التمسك بالإرث النضالي

 

لقد جدد هذا الاستعراض فرصة ارتباط الشعب الجزائري بالقيم التي رسختها الثورة الجزائرية المباركة، حيث استعرضت بعض الفرق العسكرية جانبًا من الأحداث التاريخية الرئيسية التي تعزز روح الفخر والانتماء، وهو ما من شأنه المساهمة في الحفاظ على الذاكرة التاريخية وتعزيز القيم النضالية في المجتمع.

 

إبراز القوة العسكرية والجاهزية الدفاعية

 

لقد أبرز الاستعراض العسكري بوضوح التطورات التكنولوجية والعسكرية التي حققها الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة، إذ تم عرض أحدث الأسلحة والمعدات التي أصبحت جزءًا من ترسانة الجزائر الدفاعية برا وجوا وبحرا؛ من بينها دبابات القتال كدبابة “تي 90 أس” المجهزة بأحدث التجهيزات لتدمير الدبابات والعربات المدرّعة، وعروض جوية شملت 12 طائرة من طراز “L39” التي افتتحت الاستعراض العسكري، وكذلك سلالم الاقتحام المختصة في اقتحام المباني والطائرات، كما تم تقديم استعراضات مميزة لأفراد الدرك الوطني وغيرها من الاستعراضات لمختلف الفرق والتشكيلات الأمنية.

 

المحروسة آمنة.. والدرع الحامي بالمرصاد

 

ومن جهة أخرى، شمل الحدث استعراضًا للدبابة “تي 55” التي شاركت في الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني، وهو ما يمكن اعتباره رسالة مباشرة لأعداء الجزائر وهم المخزن المغربي وحليفه الكيان الصهيوني وفرنسا الذين يتربصون بها، بأن الجزائر المحروسة المساندة للقضية الفلسطينية العادلة وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، قوية وقادرة على الوقوف في وجه كل التحرشات وستقف بالمرصاد لكل مخططاتهم التي تهدف إلى زعزعة استقرار أمن البلاد.

 

رمزية المكان والزمان في الاستعراض

 

اختيار جامع الجزائر بالمحمدية ليكون مسرحًا لهذا الحدث لم يكن اعتباطيًا، بل هو كذلك يحمل دلالات تاريخية عميقة؛ فهو رمز ديني وثقافي يجسد تلاحم الشعب حول قيم الاستقلال، باعتباره كان في السابق مركزا للتنصير والتبشير المسيحي إبّان الاستعمار الفرنسي فها هو اليوم من أعظم المساجد الإسلامية في العالم؛ يقف شامخا ليثبت فشل فرنسا في طمس هوية الجزائريين وقيم الاسلام الحنيف محطما مشروعها التنصيري وكل آمالها بفرنسة الجزائريين، ويبرز ثباتهم على دينهم رغم الجهود المبذولة والأموال الطائلة والأساليب الدعائية المستعملة لسلخهم من هويتهم.

 

وحدة الشعب والجيش

 

جاء خطاب الاستعراض العسكري ليسلط الضوء على التلاحم بين الشعب الجزائري وجيشه وكذلك على البرامج الاجتماعية التي ينفذها الجيش لدعم المجتمع. فبجانب مهامه الدفاعية، يقوم الجيش بدور فاعل في مشاريع التنمية المحلية وتقديم المساعدات في الأزمات، وهو ما يعكس روح التعاون والتضامن الوطني.

وفي هذا الصدد، فقد أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على أن عقيدة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير عقيدة دفاعية وأن سلاحه موجه حصراً للدفاع عن الجزائر وحماية سيادتها الوطنية والمساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين.

 

وأخيرا؛ إن الاستعراض العسكري في المحمدية ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو تجسيد لإرادة الشعب الجزائري وقوة جيشه في مواجهة التحديات الراهنة، فالجزائر التي ظلت على مر السنين داعمة للقضية الفلسطينية وحق كل شعوب العالم في تقرير مصيرها، تتأهب دائمًا لحماية سيادتها وأمنها من أي تهديدات خارجية، لا سيما من المخزن المغربي والكيان الصهيوني اللذين يحاولان النيل من استقرارها، لذلك فإن الوحدة الوطنية والتلاحم بين الجيش والشعب هما الضمانة الحقيقية لمستقبل الجزائر والحفاظ على أمنها واستقرارها وإرث ثورة أول نوفمبر المجيدة وشهدائها الأبطال.

مقالات ذات صلة

السجل التجاري الذكي .. بقلم الباحث الدكتور زكي كوريبعة 

04 ديسمبر 2024

سيول الكورية تفاجئ العالم

04 ديسمبر 2024

ما الذي خسره الكيان الصهيوني في اتفاق وقف إطلاق النار؟ بقلم الدكتور سمير باكير

01 ديسمبر 2024