استفزازات المخزن الخائبة لن تفرض على الدولة الجزائرية واقعاً إقليمياً مصطنعاً خارج إرادتها أو فوق سيادتها

أحمد عاشور

أثبتت تصرّفات مسؤولي المخزن الاستفزازية، خاصة في المناسبات الرياضية التي سرعان ما يستغلها هؤلاء المغرضون لمحاولة فرض تصورات سياسية على الجزائر، أنّ هذا النظام بلغ درجة من التردي والانحطاط التي تعكس وصوله إلى مأزق سياسي خطير، حيث لم يعد يقنع شعبه المغربي بجدوى قراراته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ما أجبره على خلق عداوة مع الجزائر الجارة الشرقية التي يحاول إلباسها إخفاقاته وأزماته.

الشعب الجزائري بدأ يتفطن لهذه الحيلة الماكرة منذ أن انطلت حيلة الكيان الصهيوني على المخزن، وتبين أن وعوده له بالحصول على اعتراف دولي، خارج إطار الأمم المتحدة، بأكذوبة “مغربية الصحراء”، ما هي إلا ذر للرماد في العيون من أجل كسب دولة مطبعة جديدة تسكت عن جرائمه في حق الشعب الفلسطيني وتدعمه لإبادته وتغض الطرف عن هضم جميع حقوقه.

لقد أدرك الشعب الجزائري الآن المغزى من تصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حينما قال: “قطع العلاقات مع المغرب كان حلا بديلا عن الحرب والوساطة غير ممكنة بيننا”، نعم، الرئيس تبون حينها كان يصنف المغرب في خانة الأعداد بعد أن اكتشف أنّ نظامه المخزني من المستحيل أن يبقي على علاقة أخوة وصداقة قائمة بين الجارين، وقد جاء قرار الدولة الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية حتى تفوّت على هذا النظام الخبيث عشرات الفرص للتآمر على الجزائر وتدبير الخطط الكيدية ضدها.

الجزائريون تأكّد لهم من خلال هذه الاستفزازات التي تأتي دائما من طرف شياطين المخزن لاختبار صبر الجزائريين ومحاولة اقتناص أدنى فرصة لفرض واقع سياسي لا يوجد إلا في عقول المخازنية المتعفنة، أن العلاقات مع هؤلاء القوم قد وصلت إلى نقطة اللارجوع.

المغرب الآن لا يأتمر بأوامر الملك الغائب والمغيب عن المشهد السياسي في البلاد  أو حتى عائلته المالكة المنشغلة بملذات الحياة، ولا حتى نظام المخزن الذي بات مجرّد لعبة وأداة في يد الصهيونية يوفر لها بلدا مختطفا من قبل كيانها المحتل الذي حوّله إلى حديقة خلفية لأعداء الأمة العربية والإسلامية.

لم يضع الاستفزاز الأخير لكلاب المخزن السلطات الجزائرية في حرج مثلما كانوا يخططون له، فالجزائر حينما يتعلق الأمر بسيادتها لا تنافق ولا تخاف ولا تشعر بالإحراج، إنها فقط تقاتل من أجل فرض سيادتها وهيبتها ومواقفها ومبادئها، ضدّ كائن من يكون حتى ولا كانت أعتى قوة في العالم، ففي حساب الجزائر لا يوجد فرق في القوة بين دول العالم إذا ما كانت سيادتها عرضة للخدش.

شارك المقال على :