استقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا… ماهي الأسباب والدوافع؟

كشفت مؤسسة النفط في ليبيا في بيان لها يوم الخميس، عن استقالة رئيسها فرحات بن قدارة من منصبه بسبب “ظروف صحية”، مشيرة إلى أن الحكومة كلفت نائبه الحلول محله مؤقتا لحين اختيار مجلس إدارة جديد.

 

وأكدت المؤسسة في بيان لها، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وافق على الاستقالة التي تقدم بها بن قدارة “نتيجة لظروف صحية طارئة” حالت دون تمكنه من أداء مهامه ومسؤولياته بالشكل الأمثل.

 

كما أوضحت المؤسسة أن رئيس الحكومة كلف مسعود سليمان، عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، “تولي مهام رئيس مجلس الإدارة مؤقتا، إلى حين انعقاد الاجتماع المرتقب لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار تشكيل مجلس إدارة جديد” للمؤسسة.

 

وأثار هذا الخبر ضجة كبيرة، بحثا عن الخلفية الحقيقية عن أسباب قبول هذه الاستقالة، حيث كشفت بعض المصادر في وقت سابق، عن لقاء فرحات بن قدارة مع مديرة الاتصالات الخارجية بشركة إيني الإيطالية، إريكا ماندرافينو، والذي خلص بالاتفاق على إعطاء إيني صلاحيات حق العمل في حوض غدامس وحقل الشرارة ومنطقة الحمادة الحمراء، حيث تم تداول محادثات سرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مساعدة مديرة الاتصالات بشركة “إيني” جوفانا فرانتشيسكو، وعضو مجلس الإدارة المكلف حاليا بأعمال المؤسسة مسعود سليمان موسی، حول تفاصيل رحلة العمل وموعد اللقاء المقرر انعقاده بين بن قدارة وماندرافينو في روما، لتعلن فجأة شركة “إيني” أنها تعتبر ليبيا دولة رئيسية لأنشطة المنبع وهي تخطط لبدء التنقيب في حوض غدامس العام المقبل.

 

ومن جهتها، أعلنت شركة الطاقة التركية عن رغبتها الشديدة في الانفراد بالصفقات الاستثمارية في حقل الحماده، وحسب بعض المصادر فقد نجحت تركيا في إقصاء إيطاليا عن طريق الاتفاق مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة في الصفقة.

 

وفي هذا الصدد، أكد الخبير في الشأن الليبي جلال حرشاوي أن استقالة فرحات بن قدارة من إدارة المؤسسة الوطنية للنفط لا ترتبط بمشكلات صحية، مؤكدا أن السياسة التي انتهجها بن قدارة ذهبت أبعد من ذلك، وقال: “قبل بضعة أشهر، لم يتم النظر في إقالته، لكن الأحداث الأخيرة غيرت الوضع”.

 

كما أشار حرشاوي إلى أن التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة قد عجلت على الأرجح برحيله، مما يثير التساؤلات حول الرواية الرسمية للأسباب الصحية.

 

من جهته، وفي أول تصريح له أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف مسعود سليمان أن ليبيا بحاجة ماسة لتمويل الشركات الوطنية لتطوير الحقول وصيانتها مع وجود أكثر من 1000 بئر مغلق

 

وأوضح مسعود أن شركة الواحة وحدها قادرة على إنتاج 800 ألف برميل يومياً، وأن المؤسسة لم تتلقَّ سوى المرتبات لعام 2024 مما يهدد معدلات الإنتاج الحالية، مشيرا إلى أن المؤسسة رفعت إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل في العامين الماضيين.

 

كما أوضح رئيس المؤسسة أن الأموال التي استلمتها المؤسسة الوطنية للنفط في عام 2022 بلغت 34 مليار دينار، وُزعت بين 6 مليارات للمرتبات، و7 مليارات مصاريف تشغيلية، و6.5 مليارات لتعويض سنوات سابقة، لافتا أن المؤسسة لم تستلم خلال عام 2024 سوى مخصصات المرتبات، ما يهدد استمرارية الحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية.

 

فيما دعا سليمان، الجهات المعنية إلى دعم المؤسسة ماليًا لضمان استمرارية عمليات الإنتاج وزيادة القدرات الإنتاجية، بما يعزز من عائدات البلاد النفطية.

 

والجدير بالذكر، أن ليبيا تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط في أفريقيا، وهي تنتج 1.4 مليون برميل يوميا، بحسب إحصاءات رسمية.