الرئيسية / الدولي

استقصاء جديد لـ “مركز التقارير العالمية” يؤكد: في حملة منسّقة على الإنترنت.. نظام المخزن متورّط في استخدام حسابات وهمية على فيسبوك لمهاجمة صحفيين مغاربة محتجزين داخل سجونه 

حجم الخط : +-
أعضاء نقابة الصحفيين التونسيين يعربون عن دعمهم للراضي والريسوني في اليوم العالمي لحرية الصحافة في تونس العاصمة.

مع تدهور حرية الصحافة في المغرب، يواجه الصحفيون هجمات تستهدف مصداقيتهم، من قبل حسابات مزيفة على فيسبوك ووسائل إخبارية موالية لنظام المخزن.

من المحتمل أن عمر الراضي كان يعلم أن اعتقاله سيأتي في 29 يوليو 2020.
طيلة سنوات، هاجمت وسائل الإعلام الموالية للمخزن الراضي، وهو واحد من عدد قليل من الصحفيين المغاربة الذين ينتقدون النظام علانية.

قبل خمسة أيام من اعتقال الراضي بتهم مشكوك فيها ، بما في ذلك “تقويض أمن الدولة”، من خلال تلقي تمويل أجنبي والتعاون مع المخابرات الأجنبية، والاغتصاب، نشرت قناة “شوف تي في” مقالاً دعت فيه إلى اعتقاله.

وقد تمت مشاركة هذه المقالة وغيرها من المقالات التي تدين الراضي بإقبال كبير من طرف مستخدمي فيسبوك، حيث أضاف البعض تعليقات وصفت الراضي بـ “الخائن الملعون” و “الجاسوس” و “الخداع”.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب الصحفي كريس تينوف، في مقال له الأسبوع الماضي على “مركز التقارير العالمية” أن العديد من حسابات الفيسبوك هذه، لم تكن على ما كانت تبدو عليه.

وقد حدد تحقيق أجراه “مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي” ومقره الولايات المتحدة، والذي يعمل مع مركز التقارير العالمية، ومشروع المعلومات المضللة التابع لجامعة سيمون فريزر، شبكة من 43 حسابًا على فيسبوك تستخدم بروفايلات مزيفة ورسائل متزامنة وتكتيكات أخرى كجزء من حملة منسقة عبر الإنترنت لإيذاء عمر الراضي.

وردًا على هذا التحقيق، قامت “ميتا”- الشركة الأم لـ فيسبوك- بإغلاق الحسابات الـ 43 في ماي 2022.

لم يكن الراضي الصحفي المغربي الوحيد الذي يواجه هذا النوع من المضايقات.

وقد قامت نفس الشبكة المكونة من 43 حسابًا بتضخيم حملة على الإنترنت ضد سليمان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المستقلة.

مثل راضي ، واجه الريسوني هجمات من قناة “شوف تي في” وغيرها من المنافذ الإخبارية الموالية للدولة قبل وبعد اعتقاله في ماي 2020.

كلا الصحفيين الآن في السجن بسبب ما ذكرت لجنة حماية الصحفيين أنه “اعتداء جنسي ملفق” و “اتهامات أخلاقية” عقب محاكمات انتهكت معايير الإجراءات القانونية.

وكان مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي قد نشر تقرير فريق “مركز التقارير العالمية” الاستقصائي، والذي يوفر تفاصيل حول الموقف.

حملات التشهير عبر الإنترنت تستخدم لخنق حرية الصحافة في المغرب

جاءت الحملات على الإنترنت ضد الصحفيين المغاربة على خلفية تراجع حرية الصحافة في البلاد ، بحسب لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود، ويُعتقد أن الراضي والريسوني وخمسة صحفيين مغاربة آخرين قد استُهدفوا ببرامج تجسس إلى جانب العديد من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين الذين ينتقدون النظام.

يُظهر تحقيق “مركز التقارير العالمية” المشترك كيف تُستخدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات لإسكات الأصوات المنتقدة لحكومة المخزن، ويكشف عن كيفية استخدام حسابات فيسبوك المزيفة للترويج للادعاءات المضللة والكاذبة عن الصحفيين. وقد وجدت أيضًا:

العديد من الحسابات في الشبكة استخدمت الصور المخزنة لصور الملف الشخصي على فيسبوك، و “أعجبت” بمنشورات متطابقة لبعضها البعض، ونشرت محتوى مشابهًا في فترات زمنية متقاربة أو متطابقة، بما في ذلك المنشورات التي تضخّم المقالات من مصادر وسائل الإعلام الموالية للدولة.

كما نشرت الشبكة التي تستهدف الراضي والريسوني رسائل مهينة أو مضللة عن المدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين ومستخدمي يوتيوب المعارضين.

واتخذت “ميتا” إجراءات بشأن 43 حسابًا تم تحديدها من خلال تحقيق الموقع بعد التأكد من أنها مرتبطة بشبكة سابقة مكونة من 385 حسابًا وست صفحات على فيسبوك و 40 حسابًا على إنستغرام قامت “ميتا” بنشرها في فبراير 2021.

كما نشرت الحسابات في الشبكة مزاعم مضللة ومغالطة حول جهود منظمة العفو الدولية ومشروع بيغاسوس لفضح استخدام تقنيات المراقبة للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وأصوات أخرى منتقدة.

ملاحظة: هذا التقرير هو جزء من دراسة أشمل لـ “مركز التقارير العالمية” و “لجنة حماية الصحفيين” حول الجهود المبذولة لتشويه سمعة الصحفيين ومضايقتهم في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

تأسيس تكتّل إسلامي ويساري مغربي للمطالبة برد الاعتبار وجبر الضرر للمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والحراكات الاجتماعية

07 ديسمبر 2024

الجزائر-جنوب إفريقيا.. محور إفريقيا الواقف في وجه المشاريع التوسعية والساعي لتصفية الاستعمار وتحقيق السلام والازدهار في القارة

07 ديسمبر 2024

مظاهرات بالمدن المغربية رفضا للتطبيع وتنديدا بالإبادة الجماعية في غزة

07 ديسمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.