غدر الفرنسيين وجرائمهم: اعترافات ماكرون حول استشهاد العربي بن مهيدي

في تطور لافت، اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن القيادي في جبهة التحرير الوطني الجزائرية، العربي بن مهيدي، “قتله عسكريون فرنسيون”. يأتي هذا الاعتراف ليُسلط الضوء على إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبتها القوات الاستعمارية الفرنسية خلال فترة الاستعمار، ويفتح النقاش حول غدر الفرنسيين وجرائمهم في الجزائر.

 

العربي بن مهيدي، الذي يُعتبر رمزًا من رموز المقاومة الجزائرية، قاد النضال ضد الاحتلال الفرنسي وشكل أحد أبرز القيادات في جبهة التحرير الوطني، ألقي عليه القبض في عام 1957، وتعرض لتعذيب وحشي قبل أن يتم إعدامه، مما ترك أثرًا عميقًا في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.

 

إن اعتراف ماكرون يمثل خطوة نحو الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي، ولكنها أيضًا تثير تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة الفرنسية للاعتراف بمسؤولياتها تجاه ما حدث خلال الحقبة الاستعمارية. فقد عانت الجزائر من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، شملت القتل والتعذيب والتنكيل بالمقاومين.

 

على الرغم من أن الاعترافات قد تُعتبر خطوة إيجابية نحو المصالحة، إلا أن الكثيرين يرون أنها غير كافية. تحتاج فرنسا إلى اتخاذ خطوات عملية لتعزيز الاعتراف بالتاريخ المرير، مثل تقديم الاعتذار الرسمي وتعويض الضحايا.

 

إن الجرائم الفرنسية في الجزائر لا تزال تؤثر على العلاقات بين البلدين حتى اليوم، وتُعبر عن ضرورة مواجهة التاريخ بصراحة وشفافية، فالتاريخ لا يمكن أن يُمحى، والاعتراف بالحقيقة هو الطريق نحو مصالحة حقيقية وتفاهم بين الشعوب.

 

بقلم موسى بوغراب