الرئيسية / اقلام دزاير

قيس سعيد أنهى حكم النهضة في تونس للأبد … بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع 

حجم الخط : +-

شن البعض من المعارضة حملة تجاه الرئيس قيس سعيد، متهمين إياه بالدكتاتورية والقضاء على مسار الثورة، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا حدث بعد هذه الثورة ؟

 

عشر السنوات من حكم النهضة، عشر سنوات حدثت فيها كل المصائب، عشر سنوات وتونس تعيش الويلات وحدث خلالها ما لم يكن يتخيله العقل، اغتيال معارضين لحزب النهضة أمام منازلهم، تفجير حافلة الأمن الرئاسي، والعملية الإرهابية التى استهدفت متحف باردو وقُتِل فيها العديد من الضحايا.

 

وكل مرة كانت تحدث عملية إرهابية فظيعة هزت أمن تونس وسلامها واستقرارها، ثم جاء قيس سعيد هذا المواطن البسيط الذي لم يتحصل على أي منصب سياسي ولم يتبع أي حزب.

 

شخصيا لم أنتخبه، قلت كيف لشخص ليست له خبرة في سياسة الدولة الداخلية والخارجية و ليست له أي خبرة في العلاقات الدبلوماسية أن ينجح في حكم تونس.

 

إلى أن صدمنا عندما جمد البرلمان و عندما قضى على حزب مخرب و فعل ما لم يستطع أن يفعله غيره فقط لأنه وطني و يحب بلاده ويغار عليها.

 

تفاجأت في كل مرة عندما كان ينزل للشارع و يتفقد أحوال شعبه بنفسه، عندما كان ينزل لشوارع بليل و يزوز كل المناطق بتونس بشكل مفاجىء.

 

هذا الرجل لم يغره المنصب و لم يستغل هذا المنصب لمصالحه الشخصية، هذا الرجل قد حارب حزب الإرهاب وأوقف كل قياداته وأنقذ بلاده من براثن هؤلاء القيادات الذين طغوا في البلاد لسنوات، ووضع معظم الوزراء السابقين من هذا الحزب في السجن.

 

هذا الرجل وضع حدا لبعض القضاة الذين استغلوا مناصبهم لتستر على هذا الحزب ،الذي وضعهم في هذه المناصب من أجل تعطيل مسار القضايا و تظليل العدالة، والذي يتحجج اليوم ليس إلا خائن لأنه إن نسى فالعشر سنوات السوداء لن تحذف من مخيلتنا، فكيف ننسى أبناء الجيش الذين ماتوا في رمضان بأيد الغدر؟

 

عندما أعلنت تونس حينها الحداد و الحزن قد هيمن على كل قلوبنا بتلك الصاعقة التي هزت أرجاء تونس، ولم يكتف هذا الحزب عند هذا الحد بل قام باستدراج شباب و أرسلهم إلى سوريا، و قام باستدراج شباب من عدة كليات بتونس الذين كان معظهم من اتحاد الطلبة، و قد توصلت لهذه القائمة بعد عناء و شقاء، والمصيبة أن البعض منهم قد باعوا أنفسهم لهؤلاء من أجل المصالح و الوصول لاشياء لا يستحقونها، و أحدهم قد جمع 700 شاب وشابة براشد الغنوشي.

 

عندما كنت أشاهد هذا الفيديو كنت مصدومة كيف لشاب تونسي ويحمل الجنسية التونسية، أن يجلس هو و غيره مع هذا المجرم ويدعو الشباب لسماع هذا المجرم و يدعوهم لهذا الحزب، قائلا أن الشأن العام لا يمكن خدمته إلا بهذا الحزب، و الناس تقترب منه وكل شخص يهمس له ماذا يريد من راشد الغنوشي، مقابل ماذا مقابل بعض المصالح قد نسوا قضية دولة بأكملها.

 

فالرئيس قيس سعيد ليس مخطئا عندما اتهم البعض بالتآمر على أمن الدولة، فالذي يحدث ليس إلا تآمر، و من جهة اخرى بعض الصحافيين يحاولون تظليل الرأي العام، مستنكرين كيف يقع ايقاف راشد الغنوشي وغيره وبعض القضاة، وقد نسوا أن بلادهم قد عانت الأسى بسبب هؤلاء، من بينهم إحدى الصحفيات عندما كنت أقرأ مقالاتها كنت أشمئز من كل كلامها لأنها قد باعت وطنها من أجل هؤلاء الارهابيين.

 

يستنكرون ما فعله قيس سعيد لكن لم يستنكروا ما فعله حزب النهضة في تونس الذي دمر حياة الناس و سرق منهم الفرحة، هناك ناس لازالوا يعانون إلى حد الآن مما حدث لهم بسبب هذا الحزب، جرائم أفظع مما يتخيلها عقل كانت تحدث بسببهم، واايوم الذي يستنكر ليس إلا خائن قد باع قضية وطن بأكمله، البعض يصفون بلادهم انها اصبحت مقبرة للحريات، وإنها تنتهك حقوق الصحفيين وتلقي بهم في السجون.

 

أنا شخصيا لم يقع ولو لمرة واحدة إيقافي أو التحقيق معي أو إصدار بطاقة جلب في حقي أو مداهمة منزلي أو رفع اي قضية ضدي، لأنني لم أساوم على وطني من أجل المصالح التي أغرت البعض، واليوم الذي يتحجج فهو قد رفع راية حزب إرهابي قد فعل في بلاده أفعال الشياطين، ودمر أبناء بلاده والعائلات تلو العائلات وأنشأ بعض الجمعيات والمنظمات بأموال مشبوهة، إضافة إلى تبييض الأموال وإضافة إلى نهب المال العام، فهل هذا كله ليست جرائم في نظر البعض.

 

فهل يعقل أن رئيس الجزائر فهم وهو الذي ليس تونسي أن هناك مؤامرة تدبر للقضاء على أمن تونس، وساند رئيس الدولة التونسية وقال أن الذي يمس من أمن تونس قد مس أمننا، إضافة إلى أنه من كل الدول اختار رئيس تونس ليشاركه بالاحتفال بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير، وقد استقبله بكل حب وكأنه يقول تونس أمانة وسوف نفديها لأنها جارتنا، وفي المقابل أبناء الوطن قد باعوا الوطن من أجل مصالحهم مع حزب النهضة.

مقالات ذات صلة

ما الذي خسره الكيان الصهيوني في اتفاق وقف إطلاق النار؟ بقلم الدكتور سمير باكير

01 ديسمبر 2024

الجيل الصاعد في إفريقيا يرفض تواجد فرنسا

29 نوفمبر 2024

في لحظة تشتت… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

28 نوفمبر 2024