الأمم المتحدة تمدد مهمتها في الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو تؤكّد مسؤوليتها عن هجوم السمارة

تلقت جبهة البوليساريو “بارتياح” القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي يوم أمس الاثنين والذي يقضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) حتى 31 أكتوبر 2024، مطالبة “بتدابير ملموسة” للمضي قدما في حل الصراع المستمر منذ 46 عاما.

وقالت جبهة البوليساريو في بيان صدر في وقت متأخر من ليلة الإثنين، إن “مجلس الأمن يستذكر ويؤكد من جديد في قراره جميع قراراته السابقة بشأن الصحراء الغربية”.

ويواصل مجلس الأمن “تأكيد التزامه بمساعدة الطرفين، جبهة البوليساريو والمغرب، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم يضمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية” و”يعترف أيضا بالأهمية البارزة التي ينطوي عليها هذا الأمر”، الدور الذي تلعبه البعثة على الأرض وضرورة قيامها بالوفاء بولايتها بالكامل.

“الشعب الصحراوي سيواصل نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال”، بيان جبهة البوليساريو بعد اعتماد القرار 2703 (2023) لمجلس الأمن بشأن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في #الصحراء الغربية (مينورسو). pic.twitter.com/fkLUDJb2tr – السفير سيدي عمر (SidiOmarNY) 30 أكتوبر 2023.

الفرصة الضائعة

إلا أن جبهة البوليساريو تعرب عن أسفها “لأن مجلس الأمن أضاع فرصة أخرى لتبني إجراءات ملموسة من شأنها أن تسمح لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية بالوفاء الكامل بولايتها المنصوص عليها في القرار 690 (1991)”. ويضيف البيان أن “مجلس الأمن فشل أيضا في التصدي بشكل حاسم للقيود المطولة التي فرضتها دولة الاحتلال المغربي على بعثة المينورسو والتي تقوض بشكل خطير الطابع الدولي، فضلا عن مصداقية وحياد البعثة”.

وتابع البيان: “لا يسع جبهة البوليساريو إلا أن تعرب مرة أخرى عن رفضها لاستمرار صمت مجلس الأمن، وخاصة بعض أعضائه المؤثرين، إزاء العواقب الوخيمة لانتهاك ونسف وقف إطلاق النار لعام 1991 من قبل دولة الاحتلال المغربي”.

وصوت 13 عضوا في المجلس لصالح التمديد، وامتنعت روسيا وموزمبيق فقط عن التصويت لأنهما حاولتا دون جدوى إدراج بعض الإشارة إلى المهمة الأصلية لقوة السلام (استفتاء تقرير المصير)، فضلا عن مطالبة المغرب بقبول زيارة مقرري حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة إلى أراضيه.

البوليساريو تتبنى هجمات في السمارة

وأعلنت جبهة البوليساريو، يوم أمس الاثنين، صراحة أن الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي على مدينة السمارة الواقعة شرق الصحراء الغربية الخاضعة للاحتلال المغربي، يأتي في إطار “حرب نهاجم فيها جميع مواقع قوات الاحتلال المغربي”.

وقال ممثل جبهة البوليساريو، سيدي محمد عمر، في الأمم المتحدة، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي يوم السبت الماضي، “ليس سرا: نحن في حالة حرب (رغم أن) دولة الاحتلال لا تريد الاعتراف بها”. وبحسب المغرب، فقد خلف الهجوم قتيلاً وثلاثة جرحى، جميعهم من المدنيين.

وبحسب الدبلوماسي الصحراوي، فإن التنظيم نفذ ثلاث هجمات في “قطاعات المحبس والسمارة وفريسة”. وبسؤاله عما إذا كانت هذه الهجمات تتزامن مع تلك التي أدانها المغرب أيضا يوم السبت ضد مدينة السمارة، والتي راح ضحيتها مدني يبلغ من العمر 23 عاما وأدت إلى جرح ثلاثة آخرين، لم يرد سيدي عمر بشكل مباشر، بل أضاف أن حركته في ” حرب هاجمنا فيها كافة مواقع قوات الاحتلال المغربي”.

وأكد السفير الصحراوي أن جبهة البوليساريو لم تهاجم المدنيين أبدا، وأشار أيضا إلى أنه خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من الأعمال العدائية، التي قلل المغرب دائما من شأنها، تسببت الهجمات المغربية في مقتل 24 مدنيا، من بينهم صحراويون وجزائريون وموريتانيون.

وقبل وقت قصير من حديث ممثل البوليساريو عند باب مجلس الأمن، أكد سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، للصحفيين أن المقذوفات الأربع التي أصابت السمارة سقطت على حي مدني دون أي منشأة عسكرية قريبة. ومع ذلك، قال هلال إنه لا يملك حتى الآن أي دليل على أن الهجوم كان من طرف البوليساريو، رغم أنه كان لديه “مؤشرات”، وقال إن بلاده ستقدم نتائج التحقيقات في الأحداث إلى مجلس الأمن.

وإذا تأكدت مسؤولية البوليساريو، فإن هذا الهجوم سيكون الأخطر الذي حدث في المنطقة، لأنه خلال السنوات الثلاث التي تلت خرق وقف إطلاق النار من قبل البوليساريو، تركزت هجماتها فقط ضد الأهداف العسكرية المجاورة لجدار الدفاع. .

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن إلى أن بعثة المينورسو “تواصل توفير وجود استقرار لخلق بيئة مواتية للنهوض بالعملية السياسية” التي يوجهها مبعوثها الشخصي في الإقليم. ستافان دي ميستورا.