ستكون فترة الانتقالات الصيفية المقبلة المقرر انطلاقها في الفاتح من شهر جويلية الداخل، حافلة بالنسبة للعديد من اللاعبين الجزائريين الذين يسعون لتغيير الأجواء بحثا عن تحد جديد يسمح للبعض منهم بتطوير إمكانياتهم وآخرين لبعث مشوارهم بعد موسم متذبذب عاشوه مع أنديتهم في مختلف الدوريات الأوروبية. ويحظى معظم لاعبي “الخضر” باهتمام لافت من قبل أندية البطولة الفرنسية التي فتحت أمامهم أبواب العودة مجدّدا إلى “الليغ1” هذه الصائفة في صورة عيسى ماندي، أندي ديلور، هاريس بلقبلة، إسلام سليماني، عوار وغيرهم.
ويعتبر الدوري الفرنسي الوجهة الأقرب بالنسبة لنجوم المنتخب الجزائري أملا في استعادة إمكانياتهم وذلك قبل الاستحقاقات الكروية التي تنتظر “محاربي الصحراء” بداية من شهر سبتمبر المقبل المتمثلة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 المقرر إجراؤها بالمغرب والتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المزمع إجراؤها بالولايات المتحدّة الأمريكية، كندا والمكسيك.
ورجّحت تقارير صحفية، عودة مدافع المنتخب الوطني عيسى ماندي، إلى الدوري الفرنسي مجددا خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، وبالضبط إلى ناديه السابق ريمس الذي تدّرج بمختلف فئاته السنية، وذلك في ظل الوضعية الصعبة التي عاشها خلال الموسم الماضي مع ناديه فياريال الإسباني، حيث عانى ماندي من التهميش في جل مباريات الفريق في الدوري الإسباني وكذا المنافسة الأوروبية، وهو ما أثّر كثيرا على أدائه وأدى لتراجع مستواه وخاصة من الناحية البدنية.
وعاش حسام عوار متوسط ميدان نادي روما الإيطالي وضعية مشابهة لماندي، بعدما فشل في التأقلم مع أجواء “الكالتشيو” في أول موسم له خارج البطولة الفرنسية، ليقضي معظم لقاءاته في دكّة احتياط “الذئاب” سواء مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أو خليفته دانييل دي روسي، ما جعل إدارة روما تفكّر في التخلص منه في فترة التحويلات الصيفية رغم أنّ عقده مع الفريق ينتهي جوان 2028، وفي هذا الصدد تلقى عوار طوق نجاة من ناديي ليل ونيس الفرنسيين اللذان أبديا رغبتهما في التعاقد مع اللاعب مستغلين وضعيته مع “الجيالوروسي”، في خطوة قد تعيده سريعا إلى أجواء “الليغ1”.
وبدوره، يترقب مهاجم “الخضر” أندي ديلور قرار إدارة ناديه السابق مونبولييه الفرنسي، بعدما أبدى رغبته في العودة مجددا إلى صفوف الفريق في الميركاتو المقبل، إثر تجربة قصيرة في الدوري القطري كللت بفسخ عقده مع أم صلال شهر فيفري الماضي، وإلى جانب ذلك، يراقب ناديا لانس وسانت ايتيان وضعية الدولي الجزائري على أمل ضمّه في حال فشلت صفقة انتقاله إلى مونبولييه.
كما يعدّ هاريس بلقبلة (30 عاما) من اللاعبين الجزائريين المرشحين للعودة إلى الدوري الفرنسي لكرة القدم خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بعد موسم واحد في دوري الدرجة الأولى السعودي بقميص فريق أحد، الذي لعب معه 30 مباراة، إذ يخوض اللاعب الذي تألق في نادي بريست مفاوضات متقدمة مع نادي سانت إتيان العائد إلى دوري الأضواء.
وأظهر الهداف التاريخي لـ “محاربي الصحراء” سليماني، رغبة وإصرارا كبيرين على البقاء في الدوريات الأوروبية، رغم تقدّمه في السنّ (36 سنة) وتراجع حسّه التهديفي مقارنة بالسابق، رافضا بذلك عروضا عربية وجزائرية، حيث إنّ اللاعب الذي ينتهي عقده مع نادي ميشلين البلجيكي نهاية جوان الجاري، دخل في مفاوضات مع نادي أوكسير الفرنسي.
وإلى جانب اللاعبين المذكورين، يتواجد مهاجم المنتخب الوطني محمد الأمين عمورة، محل اهتمام كبير من قبل نادي مارسيليا الفرنسي الذي أبدى رغبته في التعاقد معه ابن مدينة جيجل بعد موسم حافل له في الدوري البلجيكي مع ناديه سانت جيلواز، فرغم المنافسة الشرسة من قبل عدّة أندية إنجليزية وألمانية على الظفر بخدمات عمورة إلا أنّ إدارة “لوام” أبدت استعدادها لتلبية الطلبات المالية لنادي البلجيكي من أجل خطف اللاعب هذه الصائفة، ولا يعتبر عمورة الهدف الوحيد للنادي الفرنسي، حيث يراهن مسؤولو مارسيليا أيضا على الظفر بخدمات نجم نادي فارينسي البرتغالي بشير بلومي، الذي قدّم أداء كبيرا في أول موسم له مع الفريق الأول، ما جعله محل أنظار عملاق الدوري البرتغالي بنفيكا وعدّة فرق أخرى، غير أنّ الصحافة الفرنسية أكّدت أنّ نجل أسطورة كرة القدم الجزائرية لخضر بلومي يرغب في الانتقال إلى “الليغ1” بعدما أعجب بالمشروع الرياضي لمارسيليا.