الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي : هل سيعود راوراوة الى رئاسة الاتحادية ؟
نـــــــــــشر الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي مقالا على موقع ”الـجزائر الآن” تــحدث فيه عن العــودة المحتملة للحاج محمد روراوة من أجل رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم خلال الفترة المقبلة .
و قال حفيظ دراجي في مقاله : تنتهي اليوم الأحد في الرابعة زوالا آجال ايداع ملفات الترشح لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم دون أن يتقدم أي مترشح بملفه الى غاية مساء أمس السبت رغم البيان الذي نشرته لجنة الانتخابات تدعو فيها المترشحين للتواصل مع اللجنة من أجل تحديد موعد لتقديم الملفات.
وهو الأمر الذي لم يحدث حسب مصادر من الاتحادية ، ما أدى بالأمين العام منير دبيشي الى الاعلان عن تمديد أجال الترشح لأسبوعين أخرين حتى يفسح مجال الترشح لأسماء لم تعلن عن نواياها رسميا لحد الآن ، في سيناريو يبدو غريبا ، ينذر بحدوث مفاجئة كبيرة الأيام المقبلة ، يعود اثرها الرئيس السابق محمد روراوة الى الواجهة لإكمال ما تبقى من عمر العهدة الأولمبية واعادة ترتيب شؤون البيت الكروي الجزائري الذي بلغ درجة كبيرة من الرداءة والتراجع والإفلاس المادي والأخلاقي .
مصادر أعلامية عديدة تحدثت منذ أيام عن نوايا كل من رئيس الرابطة عبدالكريم مدوار، واللاعب الدولي السابق مزيان ايغيل، وعضو المكتب الفدرالي السابق وليد صادي الترشح لرئاسة الاتحادية ، دون أن يتقدم أي منهم بملف ترشحه لأسباب تبقى مجهولة ما دفع الأمين العام للاتحادية ولجنة الترشيحات الى إعلان تمديد الآجال لأسبوعين أخرين ، وأدى الى طرح عديد التساؤلات ومزيد من التكهنات في الأوساط الكروية و الاعلامية عن السيناريو المتوقع خلال الأيام المقبلة خاصة بعد اقناع محمد راوراوة بضرورة الترشح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الفترة المتبقية من عمر العهدة الأولمبية التي تنتهي بداية 2025 ، ومن ثم تحضير وليد صادي لتسلم المشعل .
مصادر مقربة من الرئيس السابق محمد راوراوة أكدت اقتناع الرجل بضرورة العودة لإعادة ترتيب البيت الذي تم تهديمه في ظرف ست سنوات مر عليه ثلاث رؤساء أنفق أولهم 700 مليار سنتيم ، بل ترك ديونا فاقت 300 مليار سنتيم ، و كتلة أجور سنوية تجاوزت 70 مليار سنتيم، وترك أخرهم ديونا إضافية خلفها تنظيم بطولة افريقيا للمحليين الذي كلف الخزينة 220 مليار سنتيم ، لايزال نصفها ديون متراكمة على الرئيس الجديد أن يجد مصادر تمويل لتسديدها ، و مصادر دخل جديدة لمواجهة تحديات المشاركة في نهائيات كأس أمم افريقيا في يناير المقبل وتصفيات كأس العالم التي تنطلق شهر نوفمبر القادم، وتحديات أخرى في مجال التكوين والتنظيم ، واعادة تأهيل مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الذي تحول الى مزرعة.
التركة تبدو كارثية من كل الجوانب بما في ذلك من الناحية الفنية رغم التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 وكأس العرب للمحليين 2021 ، والناشئين في 2022 ، حيث ضيع المنتخب الأول لقبه القاري سنة 2022 ، و ورقة التأهل الى مونديال قطر، وخرجت كل الفئات الشبانية بإخفاقات متتالية في مختلف المسابقات، دون الحديث عن إفلاس المديرية الفنية و الرابطة الوطنية المحترفة و الرابطات الجهوية والولائية التي تتخبط بدورها في ديون ومشاكل تنظيمية لا تعد ولا تحصى ، على غرار كل الأندية التي غرقت في ديون متراكمة نتيجة نزاعاتها مع لاعبين لم يتلقوا أجورهم لأشهر عديدة ، دون الحديث عن اختفاء منافسة كأس الجمهورية لسنوات قبل أن تعود هذه السنة بإلحاح من رئاسة الجمهورية ما يقتضي تشكيل لجنة تحقيق في تسيير الاتحاد الجزائري على مدى العشر سنوات الماضية على الأقل.
كل المؤشرات توحي بأن تمديد موعد تقديم الترشيحات يصب في صالح التصور الجديد الذي أفضى إلى إقناع واقتناع بضرورة العودة إلى تجربة روراوة وخبراته وقدراته في التسيير رغم تقدمه في السن ، وصعوبة المهمة التي زادتها تعقيدا تراكمات ممارسات عصابات مافياوية عاثت في الكرة فساد، وعبثت بأموال الاتحادية إلى درجة تفقيرها فصار مجرد ماناجير يتقاضى 75 مليون سنتيم، و موظفين بلا مستوى يتقاضون 25 مليون سنتيم شهريا ، وصارت الاتحادية تقتني مستلزماتها الرياضية عن طريق وسيط مقابل أموال باهضة بعد أن كانت تحصل عليها مجانا من مؤسسة أديداس الأم ، دون الحديث عن الأموال التي تم إهدارها من أجل بناء مراكز تكوين لم ترى النور لحد الأن.
يبدو أن السلطات العمومية اقتنعت هذه المرة بضرورة استعادة زمام أمور الكرة من خلال محاسبة المقصرين و مرافقة رئيس اتحاد ، يدرك جيدا ما ينتظره من مهام صعبة ومعقدة في الداخل والخارج بسبب سوء الاختيار وسوء التسيير وانعدام الرقابة، زادتها تعقيدا تلك الظروف التي مرت بها الجزائر قبل سنوات ، فهل ينجح الرئيس القادم في إصلاح ما أفسده المفسدون، وهل سيعود راوراوة بشكل مباشر أم عن طريق مرافقة وليد صادي، و تعود حينها قوى الشر لتشغيل ألة الدمار خوفا على مصيرها؟
الأيام القادمة كفيلة بالاجابة على كل التساؤلات .