الإعلامي الموريتاني سعيد إبراهيم لفرك لدزاير توب: الشارع الموريتاني تعود على أخبار مقتل المواطنين عبر المسيّرات المغربية

أكد الإعلامي الموريتاني سعيد إبراهيم لفرك أنّ الجيش المغربي يتعمد قصف مواطنين موريتانيين فقط لأنهم ظلوا الطريق خلال مزوالتهم لنشاطهم في التنقيب، لافتا إلى أنّ الشارع الموريتاني تعود على أخبار مقتل المواطنين من قبل المسيرات المغـربية لأنها أصبحت متكررة كثيراً، كما أنّ هذه الحوادث زادت وتيرتها بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية

وأوضح لفرك في حوار خص به “دزاير توب” أن العلاقات الجزائرية الموريتانية بدأت تأخذ منحى جديداً وهي تسير في الطريق الصحيح حيث ستكون هناك علاقات أوسع عندما يتم تعبيد الطريق بين تندوف والزويرات، مشيرا إلى وجود نوع من الانفتاح خاصة بعد زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر.

وفي هذا السياق، أضاف المتحدث بقوله: “هذه الزيارة التي دامت لـ 03 أيام وأفضت إلى توقيع إتفاقيات تعاون سيما إنجاز طريق بري يربط تندوف بالزويرات بطول 800 كيلومتر والذي سيربط الجزائر بولايات موريتانية عديدة وبكل موريتانيا.”، مبرزا أنها خلصت إلى إبرام اتفاقيات عدة أخرى في مجالات متعددة؛ على غرار التعليم العالي والبحث العلمي، الصحة والتكوين المهني.”

وأشاد الصحفي الموريتاني بالعلاقات بين البلدين التي “أصبحت بالفعل أكثر قوة والتبادل بين الجانبين انتعش بشكل لافت”، معربا عن أمله في أن يكون للجانبين علاقات تنموية، اقتصادية، تجارية، وعسكرية مع الجانب الجزائري كما هو الحال مع كل دول الجوار.”

وأكّد الإعلامي الموريتاني أنّ هذه العلاقات بين الجانبين الجزائري والموريتاني يرى البعض أنها السبب وراء إقدام الجانب المغربي على هذا التصعيد وتنفيذ هذه الغارات الجوية التي لا تستثني أحداً من منقبين، تجار، أطفال ونساء، متسائلا بقوله: “لماذا لا يكتفي الطرف المغربي بإلقاء القبض على هؤلاء المنقبين ومحاكمتهم بطريقة عادلة مثلما تفعل الجارة الجزائر، التي سبق لها وأن ألقت القبض على منقبين موريتانيين داخل أراضيها لكنها لم تقصفهم ولم تقتلهم.”

وأضاف بقوله: “سبق لي وأن زرت شخصياً تلك المناطق وأخبرني بعض المنقبون أنه تم الاعتداء عليهم من طرف المسيرات المغـربية وقذائف الهاون، وهذا هو المشهد السائد على الحدود الشمالية.”

وأشار المتحدث إلى وجود غضب واستياء شعبي كبيرين في الشارع الموريتاني بسبب الهجمات المتكررة التي يشنها الجيش المغربي ضد منقبين موريتانيين عزل، مضيفا أن “الشارع الموريتاني غاضب وبشدة إزاء هذه الانتهاكات الوحشية لأنها أصبحت مجازر متكررة ودائمة داخل الأراضي الصحراوية حتى أن بعض الهجمات بالمسيرات تقع على الحدود الموريتانية.”

وأبرز أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، هو الآخر دعا المنقبين إلى إتباع إجراءات السلامة وعدم الخروج عن الحدود الموريتانية، مستغربا استهدافهم من خلال طائرات مسيرة، وهو ما يؤكد –حسبه- أن المغرب يعلم بأنهم منقبون.

وأكد لفرك أن موريتانيا ليست لها أي علاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب وقامت بقطع العلاقات معه سنة 2009 وهدم سفارته في نواكشوط، موضحا أن المسيرات التي يُغتَال بها الموريتانيون هي من أصل صهيوني نظراً للعلاقات التي تربط المغرب بالكـيان.”

وأضاف: “المغرب يستورد مسيرات ومعدات عسكرية صهيونية لتأمين حدوده وهذا الأمر سلبي أكثر مما هو إيجابي لأنه يزيد الطين بلة ويساهم في توتير العلاقات ويأزمها.”، لافتا إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة للاغتيالات المغربية في صفوف المنقبين الموريتانيين لكن الأكيد أنه منذ سنة 2020 بدأت موجة التصعيد والأخبار ترد من مناطق التنقيب عن الذهب بشكل متزايد.

وأبرز لفرك أن السلطات الموريتانية دعت إلى طرد السفير المغربي بسبب بشاعة الفيديوهات التي توثق القصف المغربي للمواطنين الموريتانيين، مشيرا إلى وجود دعوات لاستدعاء السفير المغربي وإبلاغه بصفة شخصية غضب الموريتانيين والوقوف دون حدوث هذه الجرائم البشعة واللاإنسانية.

وتابع بقوله: “الموقف الموريتاني لا يختلف كثيراً عن الموقف الجزائري حيث وحسب الصحف ووسائل الإعلام الجزائرية، فقد وُصِف الهجوم بأنه غير مدروس وهمجي لأن هذه الاغتيالات طالت تجاراً جزائريين داخل الأراضي الصحراوية في وقت سابق.”

وأكّد المتحدث أنّ الجيش المغـربي يصور جثث المنقبين الموريتانيين بعد قصفـهم ويقوم بإظهار تلك المشاهد البشعة، موضحا أن وسائل الإعلام المغربية تتكتم على هذه الأخبار، كما أنّ معظم القنوات الإعلامية الأجنبية المتواجدة داخل موريتانيا لم تتناقل هذه الأخبار كقناة الجزيرة وغيرها.

وأضاف: “لا أعرف لماذا لا تتناقل هذه القنوات حيثيات هذا القصف الهمجي وتوثيقه ميدانياً بالرغم من إمتلاكهم لمكاتب هنا في موريتانيا”، مؤكدا أن هذه القنوات ستجد الأخبار والمعلومات بكل سهولة لو تكلفت جهد التنقل إلى مناطق التنقيب داخل موريتانيا

وتابع: “لا أعرف لماذا لا يقومون بذلك أم أن هنالك ضغط مغربي عليهم، وتبقى هنالك استفهامات وتساؤلات كثيرة بهذا الخصوص.”، مبرزا أن “موريتانيا تحترم حرية الصحافة والتعبير بشكل كبير جداً والإعلام حر في نقل الأخبار مادامت صحيحة ومن مصادر موثوقة.”

ودعا الإعلامي الموريتاني المغرب لأن يدرك أنه “كما لموريتانيا علاقات معه فهي تطمح إلى أن تكون لها علاقات مع الجزائر، لأنه لا فرق بينهما بالنسبة لها وكلاهما بلدان عربيان جاران تربطهما معها حدود جغرافية وتاريخ مشترك.”

وأشار لفرك إلى أنه كان “هناك رد فعل موريتاني على المستوى الحكومي إزاء هذه الهجمات البشعة والشنيعة والناطق الرسمي باسم الحكومة شدد على أن موريتانيا مستاءة جداً إزاء هذه الانتهاكات.”