الإعلام التركي يتهم فرنسا بتجنيد أفارقة للقتال في أوكرانيا… بقلم مروان الشيباني

أشارت وكالة “ايدينليك” التركية إلى مساعي فرنسية لتجنيد مواطنين من مختلف الدول الإفريقية التي تملك فرنسا على حكوماتها تأثير سياسي وعسكري مباشر، وهذا تحت غطاء ديبلوماسي أوكراني، حيث وبحسب الوكالة التركية، فإن نظام كييف كثف جهوده الدبلوماسية في إفريقيا بشكل غير مسبوق، وافتتح عددا من السفارات الجديدة.

وأكدت الوكالة التركية، أن الخطوات التي قامت بها أوكرانيا جاءت بتخطيط وتعليمات فرنسية للتغطية على عملية تجنيد المواطنين الأفارقة للقتال في الشرق الأوكراني، وتحت ستار “إرسال الحبوب” إلى القارة و”تعزيز العلاقات”، تقوم البعثات الديبلوماسية الأوكرانية حاليًا بتجنيد الشباب وإرسالهم إلى الجبهة.

وكانت كييف قد أعلنت في أبريل الماضي، عن افتتاح 3 سفارات لها في ساحل العاج وبوتسوانا وفي العاصمة الرواندية كيغالي، وقبل ذلك كانت قد قامت بنفس الخطوة في السنغال، الجزائر، أنغولا، إثيوبيا، مصر، كينيا، ليبيا، المغرب، نيجيريا، جنوب أفريقيا وتونس.

ووفقاً لموقع “بابل” الأمريكي الاخباري فمنذ أكتوبر 2022، أجرى وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا ثلاث جولات إلى الدول الأفريقية، وفي نهاية عام 2023، أعلنت أوكرانيا بشكل غير مباشر أنها تخطط لفتح عشر سفارات أخرى في أفريقيا.

وللتغطية على الهدف الرئيسي بإفتتاح هذه السفارات في أفريقيا، يزعم الساسة الأوكرانيون والفرنسيون أن كييف قامت بهذه التحركات لمواصلة توريد الحبوب إلى أفريقيا.

وفي الصيف الماضي، انسحبت روسيا من اتفاقية الحبوب، لأن الغرب فشل في الوفاء بشروط الاتفاقية بحسب التصريحات الروسية الرسمية.

وقررت أوكرانيا أيضًا إرسال الحبوب عبر “طرق بديلة”، ولكن لم تصل هذه الحبوب إلى أفريقيا والدول المحتاجة بل وكما هو متوقع فأن الدول الأوروبية استحوذت على معظم الحبوب الأوكرانية، وكما ذكر الصحفيان المجريان إستر هيجيدوس وبرناباس هاينز، فقد تم بيعها “لأغراض ربحية”.

وبحسب المحلل سياسي كاسي كواديو، تهدف أوكرانيا بدعم فرنسي إلى جعل ساحل العاج بالتحديد منصة رئيسية لتوسيع نفوذها الاستراتيجي في غرب إفريقيا.

وبحسب “ايدينليك”، “يبدو أن “رؤية كييف الجديدة لأفريقيا” لا تتعلق فقط بإرسال الأفارقة إلى الخطوط الأمامية للصراع الروسي الأوكراني ومنع موسكو من تعزيز موقفها في القارة. وقد يكون افتتاح أوكرانيا سفاراتها في غرب أفريقيا في البلدان التي يوجد بها نفوذ فرنسي، مثل ساحل العاج وموريتانيا، علامة على محاولات باريس العودة إلى القارة بعد كارثة العام الماضي. وقد تشكل عودة فرنسا أيضاً تهديداً لعلاقات أفريقيا المستقرة والمثمرة مع الشركاء التقليديين مثل تركيا.

وكان ماكرون قد صرح خلال مقابلة نشرتها مجلة إيكونوميست البريطانية، عن استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبرا أنه ينبغي طرح هذه القضية إذا ما اخترقت موسكو “خطوط الجبهة” وإذا ورد طلب أوكراني بهذا الشأن.

ومن الواضح أن ردود الأفعال الغربية لم تكن مؤيدة لتصريحات ماكرون، وبالتالي توجه ماكرون لإحياء خطة فرنسا القديمة بتجنيد الأفارقة وإرسالهم للحرب، ليستمر بتنفيذ مخططاته “العنصرية” والموجهة ضد مصالح الدول الأفريقية والإسلامية باستغلال شعوبها لتحقيق مصالح وأهداف فرنسية على حساب الدول التي تملك فرنسا على حكوماتها تأثير سياسي وعسكري منذ سنوات طويلة.