أبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية اليوم ” ترأس السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اليوم الأربعاء 10 جانفي 2024، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، خُصّص لدراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل، وفي هذا الصدد أبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق.”
ويأتي بيان المجلس الأعلى للأمن متزامنا مع استفحال الأدوار العدائية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية في المناطق المجاورة للجزائر، رغم بعد المسافة بين البلدين، غير آبهة بتهديد المصالح الحيوية للدولة الجزائرية وعلاقاتها المتينة بالدول الجارة، والتي تسعى عبر دورها الشيطاني إلى تقويضها بهدف عزل الجزائر إقليميا ودوليا.
الإمارات لم تترك شرّا لم تفعله في منطقتي المغرب العربي والساحل، لقد تدخلت في شؤون الجارة تونس وتسببت في وتوقف مسار بناء الدولة الليبية الموحدة، والدور الإماراتي في تمويل النزاعات المسلحة وإثارتها في إفريقيا لا يخفى على أحد، وكلّ ذلك من أجل الاستيلاء على ثرواتها الطبيعية النادرة والثمينة.
إنّ تحالف حكام الإمارات مع الكيان الصهيوني كان الهدف منه في المنطقة العربية جرها إلى قاع التطبيع والرضا بوجود الكيان الصهيوني ومدّ علاقات طبيعية معه على حساب القضايا الإستراتيجية والحيوية للوطن العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لم تحلّ بعد، إذ لا يزال جيش الاحتلال يعربد في الأراضي المحتلة ويتمتع بالدعم الإماراتي “السخي”.
وفي منطقة المغرب العربي سعت دولة “المؤامرات” عبر تحالفها مع الكيان الصهيوني إلى استمالة المغرب، عبر تغذية الأطماع التوسعية لنظام المخزن وإيهامه بقدرته على الحصول على الأراضي الصحراوية مقابل التطبيع، وعندما فشلت هذه الخدعة المفضوحة راحت الإمارات تتآمر بوقاحة وبوجه مكشوف على الجزائر ومصالحها وأمنها واستقرارها.
هذه المرّة سعت لاستمالة المجلس العسكري في مالي ودفعه إلى تقويض العلاقات المتينة لهذا البلد مع الجزائر الدولة الجارة والصديقة/
لقد تجاوزت الإمارات جميع الخطوط الحمراء بتدخلاتها السافرة وتهديدها للمصالح الحيوية للدولة الجزائرية، رغم بعد المسافة بين البلدين، وهذا ما دفع المجلس الأعلى للأمن لكي يشير في بيانه إلى “البلد الشقيق” الذي وللأسف الشديد يصر حكامه على الإضرار بمصالح الجزائر الشقيقة وتهديد أمنها والعبث باستقرارها.
على حكام الإمارات أن يدركوا أن الجزائر صبرت كثيرا على هذا البلد الشقيق، ولكن عليهم أيضا أن يعلموا أن لصبر الجزائريين، قيادة وشعبا، حدود لا يمكن التغاضي عن تجاوزها بأي حال من الأحوال، وينبغي أن للمسؤولين في أبو ظبي أن يراجعوا تصرفاتهم ويعدّلوا سلوكاتهم غير السوية إزاء الجزائر، فإنّ المرحلة القادمة إن استمروا في غيهم لن في صالح العلاقات الجزائرية الإماراتية المعهودة.