الباحث كوريبعة يتحدث لدزاير توب عن رهانات الدفع الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر
تحدث اليوم الأربعاء، الباحث في المجال الرقمي، الدكتور زكي كوريبعة، في تصريح لدزاير توب، عن رهانات الدفع الرقمي في تعزيز الشمول المالي في الجزائر، من أجل اقتصاد رقمي.
وقال كوريبعة، أنه وفي ظل التحول الاقتصادي إلى اقتصاد رقمي، سعت الجزائر لاستخدام وسائل وقنوات الدفع الإلكتروني، في إطار تحديث جهازها المصرفي، ومسايرة للتطورات التي تحدث في العالم، من خلال تسهيل وصول الخدمات المالية لكافة فئات المجتمع واستخدامها في كل المناطق، في ظل الاهتمام الدولي المتزايد بموضوع الشمول المالي.
وأكد الباحث في المجال الرقمي، أن وسائل الدفع الرقمية والوسائط الإلكترونية الناتجة عن تطور التكنولوجيا المالية أو المصرفية لها دور فعال في تعزيز الأبعاد الاستشرافية وإرساء الشمول المالي في الجزائر، والتحول من خدمات مالية تقليدية إلى خدمات رقمية، في ظل التطور والتقدم الذي تعرفه التكنولوجيا الرقمية المالية “Fintech”حول العالم ككل.
ووفقاً لما أورده كوريبعة، فإن هذا راجع للفرص الكامنة والكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلال الخدمة الرقمية في دعم التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحقيق العدالة الاجتماعية في الوصول إلى الخدمات المالية لمختلف شرائح المجتمع من أفراد وشركات، والتي جعلتها الدولة في صلب اهتمامها.
وأضاف محدثنا، أن التجربة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، وخاصةً منذ سنة 2020، وإلى يومنا هذا، قد أثبتت مدى تطورها وانتشار ثقافة التعامل بها، تطورا سريعا وأكثر ديناميكية، من خلال تطوير البنى التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال وحتى أنظمة حماية البيانات وشبكات المعلومات باعتمادها في تسوية المعاملات التجارية لمختلف القطاعات، حيث أن قنوات وسائل الدفع الإلكتروني تساهم في تعزيز الشمول المالي في الجزائر من يوم لآخر.
ويتجلى هدا التطور في الأرقام المسجلة من طرف تجمع النقد الآلي “GIE”، حيث أنه تم تسجيل 545 378 38 معاملة عبر الأنترنت مند انطلاقها ، مما يدل على الإقبال المتزايد على هذا النوع من الدفع، الذي مكن حاملي بطاقة ما بين البنوك “CIB” أو البطاقة الذهبية لبريد الجزائر “EDAHABIA” من دفع الفواتير وكذا الخدمات عبر الإنترنت على المواقع الالكترونية بعدد إجمالي لحاملي البطاقات المصرفية ناهز 622 701 16 إلى غاية شهر جانفي 2024، يسترسل محدثنا.
وتابع قائلاً، أن كل بطاقة يقابلها تلقائيا حساب مصرفي، حيث شهدت سنة 2023 لوحدها 354 351 15 معاملة دفع عبر الأنترنت، بمبلغ مالي يقدر بأكثر من 32,196 مليار دج، أي بزيادة مقدرة بـ 234 بالمائة، مقارنةً بسنة 2020.
ويأتي هذا – وفقاً لمحدثنا – في ظل وجود 475 تاجر جزائري منخرط في نظام الدفع الرقمي البنكي على الواب، إضافة إلى على مجهودات الدولة فيما يخص تطوير هدا النوع من المعاملات عن طريق قوانين وتشريعات مشجعة مما ينتج عنه شمول مالي ورقمي يتضح من خلال الأرقام المسجلة خلال السنوات الأربعة الأخيرة.
أما فيما يخص نهائي الدفع الإلكتروني، قال ضيف دزاير توب، أنه يعتبر شكلاً من أشكال وسائط الدفع الإلكترونية المفتوحة، إذ يمكن للمتعامل الذي يستعمله من سداد مبالغ المشتريات من السلع والخدمات إلكترونياً، كما عرف نشاط الدفع عبر “TPE” منحى تصاعدياً منذ سنة 2016، وإلى غاية جانفي من العام الجاري، من خلال عدد نهائيات الدفع الإلكتروني المستعملة بعدد إجمالي بلغ 765 53 أو حجم المعاملات النقدية التي تمت عبر نهائيات الدفع، إذ تم تسجيل حوالي 4 ملايين عملية خلال سنة 2023، بنسبة زيادة بلغت 47 بالمائة، مقارنةً بسنة 2022.
ويؤدي هذا حسبه، إلى زيادة امتلاك الحسابات المصرفية أو البريدية، التي تعد من مؤشرات الشمول المالي، غير أن عدد نهائيات “TPE” يبقى محدوداً مقارنة بعدد البطاقات البنكية التي تجاوزت عتبة 16.7 مليون، منها أكثر من 12.6 مليون بطاقة لبريد الجزائر وحده، من أجل 53765 نهائي فقط.
وفي حال أجرينا مقارنة مع عدد التجار المقدر بحوالي 02 مليون تاجر، نجد أن نسبة تغطية نهائيات الدفع “TPE”، لا تتجاوز حدود 2.68 بالمائة، من العدد الإجمالي للتجار الفاعلين، وبالتالي فإن هده المقاربة تظهر لنا نسبة نمو ضعيفة نوعا ما، يسترسل محدثنا.
ودعا كوريبعة، إلى ضرورة العمل على توسيع نسبة التغطية لمثل هذه الوسائط على مستوى التجار بتطوير نظام بيئي ملائم ومشجع، عن طريق اتخاد إجراءات جبائية محفزة، وقوانين تلزم على الشركاء التجاريين كمرحلة أولى عند تسجيل سجل تجاري الكتروني جديد، امتلاك نهائي الدفع “TPE”.
وفي هذا السياق، قال الدكتور زكي، أن هذه الخطوة ستمكن من تعزيز العمليات المالية في هذا النوع من الدفع، إضافة إلى إلزامية الدفع باستخدام الواب أو تطبيقات الهاتف الذكي “APK”.
وفي سياق ذي صلة، قال ضيف دزاير توب، أنه من غير الممكن لـِ 475 تاجراً منخرط في الدفع الرقمي عبر الواب، من تغطية جميع عمليات التجارة الالكترونية، لنسيج اقتصادي في تطور منتظم من سنة لأخرى، زيادةً على أن الجزائر تحصي أكثر من 6000 مؤسسة ناشئة “Start Up”، بإمكانها أن تكون المحرك والقاطرة من أجل تطوير ثقافة الدفع الرقمي، وصولاّ إلى إدماج 16 مليون بطاقة في محور فضاء عملية المدفوعات الرقمية وتوسيع استغلالها.
وكشف كوريبعة، عن تسجيل أزيد من 53 بالمائة من المعاملات الاجمالية الرقمية خلال سنة 2023، على مستوى المؤسسات الوطنية التابعة لقطاع الاتصالات كمؤسسة اتصالات الجزائر وموبليس وغيرها، تمثلت في مجملها في تعبئة الإنترنت ودفع مستحقات خدمات الهاتف الثابت والنقال، بعدد إجمالي يزيد عن 8 ملايين معاملة.
ولفت ضيف أول قناة الكترونية في الجزائر، إلى التطور المسجل على مستوى الوسائل الالكترونية الأخرى، كأجهزة الصراف الآلي، هذا الأخير الذي أحصى إلى غاية جانفي 2024، 844 3 جهازاً، بحجم إجمالي فاق 03 مليار دينار جزائري.
وفي انتظار ولوج تقنيات أخرى من أجل تحقيق معادلة الدفع الرقمي بهدف الشمول المالي، كاستعمال محفظة النقود الإلكترونية “Digital Wallet”، والعملات الرقمية والافتراضية وكذا البطاقات الذكية “Smart Card”، وصولاّ إلى تطبيقات عبر الهاتف الذكي وتعميم نشاط الدفع بواسطة الهاتف، يُعَرِج محدثنا.
دعا الباحث في المجال الرقمي، في حواره لدزاير توب، إلى ضرورة تعزيز ثقافة التكنولوجيا المالية، وعلى رأسها الدفع الرقمي أو الالكتروني في النسيج الاقتصادي لدى المتعاملين الاقتصاديين الطبيعيين أو المعنويين، ما يعني أن كل من يمتلك سجل تجاري الكتروني، لابد من حيازته على وسائط الكترونية لنهائيات الدفع “TPE”، خاصةً وأنه قد تم من طرف مؤسسة بريد الجزائر، التي تملك أكثر من 12.6 مليون بطاقة ذهبية قيد الاستعمال من رفع قيمة الشراء المسموح بها عبر هذه الأجهزة، إلى 50 مليون سنتيم، فضلاً عن رفع سقف التحويلات المالية من حساب إلى آخر عبر تطبيقها “بريدي موب”، من 50 ألف إلى 200 ألف دينار جزائري.
وهذا ما سيعزز و يشجع اكثر – وفقاً لمحدثنا – في استعمالها كمحفزات للعمليات المالية الرقمية، بهدف جلب الأموال المتداولة في السوق الموازي غير الرسمي، إلى فضاء التداول الرسمي، تحقيقاً للشمول المالي بنظرة واضحة على كتلة النقدية وتحركاتها، إضافة إلى القضاء على مشكل السيولة النقدية الورقية، وتحويلها إلى سيولة رقمية.