لم يعد موقف المخزن المنحاز بشكل سافر لعدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة يرضي أحدا في المغرب، ووصل الأمر بأن أثارت هذه الخيانة مشاعر الغضب لدى مجموعة من الضباط الأحرار في الجيش المغربي.
مصادر مطلعة أكدت لـ “دزاير توب” أن حراكا داخل الجيش المغربي قد بدأ، وسيخرج للعلن نهاية الأسبوع المقبل في “جمعة الغضب”، التي سينظمها ضباط في الجيش الملكي.
وعن أسباب هذه “الانتفاضة” أكدت مصادرنا، أن تراكم المواقف السلبية لنظام المخزن تجاه ما يحدث في قطاع غزة من انتهاكات وجرائم مروعة يرتكبها جيش الاحتلال بشكل يومي، حرّك مشاعر الغضب لدى شرفاء في الجيش المغربي.
كما دفعت عدم استجابة ملك المغرب لمطالب الشارع المغربي المنتفض، بضرورة وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني وطرد سفيره وسحب سفير المغرب من تل أبيب، الضباط الأحرار لأن يقفوا أمام مسؤولياتهم التاريخية بوصف الجيش المغربي من بيده إحداث تغيير ملموس في مواقف المخزن المتخاذلة بعد أن صمّ سمعه وغضّ بصره عمّا يحدث للشعب الفلسطيني الشقيق.
وتضيف مصادر “دزاير توب” أن الحراك داخل الجيش المغربي أصبح أكثر من ضرورة بعد أن رفض ملك المغرب، الذي آثر الصمت المطبق حول ما يجري، الإعلان عن موقف مشرّف واضح يثبت وقوف المملكة المغربية بشكل صريح مع الفلسطينيين واتخاذ موقف ثابت بالدفاع عنهم، وكذا الإدانة الصريحة للكيان الصهيوني وجيشه المحتلّ.
تجاوزات المخزن المخزية على إثر اتفاقيات التطبيع، وتحالفه العلني مع جيش الاحتلال الصهيوني، كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الغضب لدى الضباط المغاربة الأحرار، ودفعهم ليضمروا معارضتهم لنظام المخزن الذي أهان الجيش المغربي بتحالف يمثل مؤامرة دنيئة ضد المغرب وشعبه وتاريخه.
وقد بدا ذلك جليا من خلال تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين ضباط سامين من الجانبين أسفرت عن ربط علاقة تعاون في شتى المجالات العسكرية والأمنية، بما فيها إقامة قاعدة عسكرية على الحدود المغربية الجزائرية.
وبلغ هذا الاتصال المباشر والمخزي مداه البعيد خلال الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش المغربي، الجنرال فاروق بلخير، إلى الكيان الصهيوني، حيث وقع مع الجانب الإسرائيلي اتفاقيات أمنية وعسكرية كما أنه اطلع عن كثب على القوات الصهيونية الرابضة بالقرب من قطاع غزة.
وجاءت حرب جيش الاحتلال على غزة لتفضح مستوى التعاون الميداني، على إثر اتضاح وجود مجندين مغاربة ضمن الأسرى الصهاينة الذين وقعوا تحت أيدي المقاومة الفلسطينية، وكذا انخراط الجيش الملكي المغربي في مساعدة الكيان الصهيوني في جانب من العمليات القتالية واللوجستية والأمنية والاستخباراتية.
ولا تزال محاولات انقلابية قام بها ضباط مغاربة في السبعينيات ماثلة في الأذهان على الرغم من فشلها، على غرار انقلاب الصخيرات في سنة 1971، والذي خطط له كل الجنرال محمد المدبوح (العقل المدبر) والكولونيل أمحمد أعبابو (المنفذ الرئيسي) عبر مهاجمة القصر الملكي في الصخيرات جنوب العاصمة المغربية الرباط، بهدف اغتيال الملك الحسن الثاني خلال احتفاله بيوم 10 يوليو 1971 المصادف لذكرى عيد ميلاده ال42. وكانت هذه أول محاولة انقلاب ضمن العديد من الانقلابات التي ينجو منها الحسن الثاني، لتليها محاولة انقلاب الجنرال أوفقير أو عملية بوراق إف 5 وهي محاولة جرت في 16 أغسطس 1972م قام بها أفراد من سلاح الجو المغربي لاغتيال الملك الحسن الثاني عن طريق مهاجمة طائرة البوينغ الملكية القادمة من برشلونة، فهل يفعلها ضباط المغرب الأحرار ويطيحوا بالملك محمد السادس عميل الصهاينة؟