التوترات الجيوسياسية والظروف المناخية تهدد نمو الاقتصاد المغربي في 2025

كشفت تقارير رسمية مغربية أن آفاق نمو اقتصاد البلاد على المدى القصير لا تزال محاطة بهوامش غير مؤكدة، حيث تواجه تحديات متصاعدة ناجمة عن الظرفية الاقتصادية الدولية والتوترات الجيوسياسية في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا. وقد تؤدي هذه التوترات إلى تصاعد الضغوط التضخمية.

من جهة أخرى، أشارت مذكرة للمندوبية المغربية للتخطيط، إلى أن الاقتصاد المغربي يواجه عاملًا سلبيا مهما يتعلق بتطور الظروف المناخية الشتوية. فقد انخفض إجمالي الأمطار منذ بداية الموسم الفلاحي وحتى نهاية دجنبر بنسبة 60.6% مقارنة بموسم عادي. وفي حال استمرار الظروف الجافة خلال الفصل الأول من عام 2025، قد يؤدي ذلك إلى فقدان ما لا يقل عن 0.8 نقطة من النمو مقارنة بالسيناريو المتوقع.

سياسات المخزن لم تحقق نتائج في خفض البطالة والغلاء

أكّد الأمين العام لحزب “الاستقلال” المغربي، نزار بركة، أنه لدى الشباب المغربي أسبابٌ موضوعية ومشروعة للشعور بالقلق تجاه المستقبل، ومخاوف من اللايقين، مما يساهم في خلق أزمة ثقة مركبة ومتعددة الأبعاد، ومن بين هذه المؤشرات الارتفاغ المتزايد للبطالة التي سجلت في السنوات الأخيرة مستويات عالية جدا، بحيث بَلَغَتْ حسب الإحصاء الأخير21,3%، وهي أكثر ارتفاعا بخصوص الشباب بنسبة 39,5%، والنساء بـ 29,6%؛

وتحدث بركة أيضل عن اندحار الطبقة الوسطى جَرَّاءَ غلاء المعيشة وتعميق الفوارق الاجتماعية، رغم الجهود المبذولة من خلال التغطية الصحية والدعم الاجتماعي والرفع من الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل، وكذا قلة وهشاشة مناصب الشغل المحدثة، وبالتالي محدوديةُ فرص الارتقاء الاجتماعي بالنسبة للشباب.

وأكد انحسار الجواب السياسي والثقافي أمام هذه التحديات المعقدة، في مقابل تفشي منطق التقطابات الحادة التي تذكي التوترات والشروخ داخل المجتمع، وتخلق مناخًا من عدم اليقين والقلق، والتي تؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة وفي الأحزاب السياسية.

واعتبر أن المغرب في حاجةٍ ماسة إلى جرأة الشباب من أجل تغيير العقليات وقيادة الإصلاح في المجالات العنيدة، واستشراف الممكنات، وضَخِّ دماءٍ جديدةٍ في الذكاء المغربي من أجل اغْتِنَامِ الفرص المتاحة على المستوى الدولي والإقليمي في الأفق المنظور، وتَمْنِيعِ قدراتنا على الصمود أمام الأزمات الطارئة أو المتوقعة، اقتصاديا واجتماعيا ومناخيا.