تستعد الجزائر لاحتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين المزمع إجراؤها مطلع العام المقبل وذلك تزامنا مع الانتهاء من أشغال تشييد الملاعب ويتعلق الأمر بكل من ملاعب براقي وهران والدويرة بالإضافة إلى ملعب وهران الذي احتضن منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهي المرافق الرياضية التي تعتبر مكسبا ثمينا للجزائر يرشحها لتكون في المستقبل القريب قطبا رياضيا واقتصاديا بامتياز خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققته الجزائر في سبيل استضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها الـ 19 وهو ما أكسب الجزائر ثقة أكبر مع تحرك الدبلوماسية الرياضية الجزائرية التي تبذل قصارى جهدا للعودة إلى الواجهة.
21 مليار دينار جزائري تكلفة انجاز ملعب الدويرة
في ذات السياق بلغت تكلفة ملعب الدويرة حسب تصريحات الرسميين حوالي 21 مليار دج أي ما يعادل 2100 مليار سنتيم وهو ما يعني بأن تشييد ملعب الدويرة يعتبر أقل تكلفة من ملعب سيق بولاية معسكر الذي بلغت قيمة إنجازه 150 مليار سنتيم
وكان وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي قد عقد مؤخرا بمقر الوزارة لقاء تقنيا خاصا بملعب الدويرة مع مدير الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء وشركة الإنجاز ومكتبي الدراسات المكلفين بالدراسة والمتابعة، يأتي على خليفة الزيارة الأخيرة التي لوحظ فيها بعض من الخلل في مطابقة المخططات لأشغال السباكة وإنجاز قنوات الصرف الصحي وقنوات المياه
وأكد وزير السكن والعمران والمدينة طارق بلعريبي بأن ينبغي الاعتماد على مخططات موحدة، ضروري لحسن سرعة العمل على مستوى الملعب خاصة وان عدة متدخلين شاركوا في إنجازه
وفيما يخض اشغال الكهرباء ذات الضغط العالي فقد قدم مدير الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء تفاصيل عن رفع جميع التحفظات التي تم معاينتها من طرف اللجنة المعنية بالاعتماد على المخططات المنجزة سابقا
كما أمر الوزير مكتب الدراسات المكلفة بمتابعة المشروع بالمتابعة التقنية للمخططات الخاصة بأشغال الكهرباء، التهوية، السباكة، وهذا حتى يتم الاعتماد على المخططات التي تشتغل على أساسها مؤسسات الإنجاز، والغرض من ذلك عدم اتاحة الفرصة لمؤسسة الإنجاز لتوقف عن العمل لهذه الحجج
ليتم بعد ذلك عرض فيلم قصير يوصل الواجهة الخارجية للملعب وكيفية تصميمها من طرف مكتب الدراسات المكلف بالمتابعة بالإضافة للألوان الواجهة التي ستعكس الصورة الجمالية للملعب
رئيس الكاف معجب بملعب الدويرة ووتيرة الأشغال
في سياق متصل أبدى رئيس الكاف باتريس موتسيبي، اعجابه بملعب الدويرة، وديناميكية سير الأشغال فيه خلال زيارته للملعب الجديد بالدويرة، المرشح لاحتضان منافسة شان 2023
وكان رئيس الكاف باتريس موتسيبي، مرفوقا في زيارته التفقدية لملعب الدويرة، برئيس الفاف جهيد زفيزف، وأعضاء الفاف
كما استفسر موتسيبي، عن نسبة الإنجاز التي بلغها هذا المشروع، وتكلفته الإجمالية، بالإضافة لموعد تسليمه.
بطولة ” الشان” فرصة لاستعراض المنشآت الرياضية الجديدة
وستكون بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين المقررة إجراؤها شهر جانفي من عام 2023 فرصة من أجل استعراض العضلات وإظهار مدى قدرة الجزائر على تنظيم مختلف التظاهرات والبطولات الأفريقية والإقليمية وحتى الدولية من خلال المكسب الرياضي الثمين الذي تعزز به قطاع الرياضة في الجزائر وهو الأمر الذي بإمكانه ان يستميل عيون الكاف ومسؤولي الاتحاد الأفريقي من أجل منح الجزائر شرف استضافة بطولة كأس أمم أفريقيا 2025
الديبلوماسية الرياضية تتحرك لنيل شرف التنظيم
وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد أكد لرئيس الكاف استعداد الجزائر لاحتضان التظاهرات الكروية الأفريقية مستقبلا وبدرجة أكبر بطولة كأس أفريقيا 2025 وهو ماوقف عليه موتسيبي شخصيا من خلال تفقد المشاريع الرياضية في البلاد.
وحضر هذا الاجتماع وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرزاق سبقاق، وكذلك الرئيس الجديد للاتحاد المحلي لكرة القدم جهيد زفيزف، حيث جرى الحديث عن العديد من الأمور التي تخص الملاعب الجديدة في البلاد وآخر الاستعدادات لاحتضان شان 2023.
وأكد رئيس الجمهورية لرئيس الكاف باتريس موتسيبي استعداد الجزائر لاحتضان بطولة كأس أمم أفريقيا عام 2025، وهذا مع الحديث عن رغبة مسؤولي الكرة الأفريقية سحب تنظيم هذه النسخة من غينيا لوجود تأخر كبير في الملاعب والبنية التحتية التي تسمح بتنظيم العرس القاري.
عائدات مالية معتبرة في حال استضافة كأس أفريقيا 2025
هذا ويرى المتابعون أنه في حالة ما إذا قامت الجزائر بتعويض غينيا في احتضان التظاهرة الكروية سنة 2025 فستجني الجزائر أرباحا معتبرة نظير ذلك لعدة اعتبارات رغم العائدات المالية المتواضعة التي كانت تخصصها الكاف في السابق للدول المستضيفة للتظاهرة وهو الأمر الذي جعلت الدول تعزف عن احتضان كؤوس أفريقيا في السنوات القليلة الماضية
وكما هو معلوم فإن تعويض غينيا في استضافة البطولة الكروية الأفريقية يعتبر إنقاذ الإتحاد الأفريقي لكرة القدم من مأزق هذا من جهة ومن جهة أخرى عودة الجزائر للتموقع مجددا في الساحة الرياضية القارية خاصة مع تحرك الدبلوماسية الرياضية الجزائرية التي أبدت نيتها في تنظيم الحدث الكروي الأبرز في أفريقيا.
ملاعب جديدة وملف محترم مقابل عرض مالي مغري
وعلى المستوى ذاته، فإن الجزائر قادرة على تنظيم بطولة أمم إفريقيا سنة 2025 إذا تقدم الكاف بعرض لا يمكن رفضه والحصول على نسبة أكبر من عوائد البطولة على مستوى تذاكر المباريات، والبث التلفزيوني، للموافقة على استضافة البطولة وعليه كل ما سبق يفتح المجال أمام أمرين، الأول هو تقديم عرض بالشروط العادية التي يحددها الاتحاد الإفريقي لضمان استضافة البطولة، والثاني هو أن يقوم الاتحاد الجزائري بمطالب مشابهة للدول الأخرى التي تطمح هي الأخرى لاستضافة كأس أفريقيا 2025 لتحقيق فائدة مالية.
ووسط كل هذا، نحاول في هذا الملف أن نعرض كافة الأمور المتعلقة بالعوائد المالية، وما يمكن أن يحققه البلد المضيف، والنفقات التي سيتكفل بها، من خلال الحديث عن الفوائد التي ستتاح للجزائر على المستوى المادي، في حالة استضافة للبطولة.
20 بالمائة من عائدات الكاف للبلد المضيف
يحق للبلد المضيف بث مباريات البطولة بالكامل، مقابل 1500 دولار لكل لقاء يتم نقله، وهو ما يعني إمكانية تحقيق عائد مادى على مستوى الإعلانات التلفزيونية أمام البند الثاني الذي يمنح حقوق للبلد المضيف، هو أنه يحصل على 20% من كل العائدات التي يحصل عليها الاتحاد الإفريقي من وراء البطولة، سواء التذاكر، البث التلفزيوني، والإعلانات داخل الملعب وكل ما يحققه الاتحاد الإفريقي من عائد، لكن في المقابل، توضح لائحة البطولة أن كافة الأمور المتعلقة به داخل البطولة تتم بدون مقابل مادي، سواء الملاعب المخصصة للبطولة، أو عملية البث وإشارة القمر الصناعي للقنوات التي تتولى بث البطولة.
ويقوم البلد المضيف في المقابل أيضا بتحمل كافة التكاليف، الخاصة بإقامة الفرق المشاركة بالبطولة والانتقالات الداخلية للمنتخبات، والانتقالات الخاصة بالحكام، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي واللجنة التنفيذية والسكرتير العام
ويحصل الاتحاد الإفريقي على كافة الحقوق من وراء إقامة البطولة بما في ذلك، البث، وتذاكر المباريات، والرعاية وكل ما يمكن أن يستجد من حقوق، وبالرغم من أن البطولة ستقام
بمشاركة 24 فريق مثل نسختي مصر والكاميرون، أمر سيؤدي إلى زيادة على مستوى العوائد من جانب، والتكاليف من جانب آخر.
الفوائد المالية تتضاعف في نسخة 2025
ويمكن مقارنة ما سيحصل عليه البلد المنظم من عائد بما حدث في البطولات السابقة، فقد حصلت الغابون على مبلغ 12.4 مليون دولار، من وراء استضافة نسخة 2017، فيما حصلت غينيا الاستوائية على 7 مليون دولار في نسخة 2015، فيما حصلت الكاميرون على عائدات معتبرة خلال النسخة الماضي رغم المطبات وعدم جاهزيتها والتي فاقت 13 مليون دولار ينبئ بأن البلد المضيف لبطولة 2025 قد يحقق نسبة من العوائد بقيمة تتجاوز الضعف والتي تفوق حتما 20 مليون دولار.
الاستفادة من إعلانات البث التلفزي وزيادة معدلات السياحة
ويحصل البلد المضيف على كافة العوائد التي يحصل عليها من وراء الإعلانات في التلفزيون المحلي، ولا يتقاضى الكاف سوى المبلغ المنصوص عليه للحصول على حقوق إذاعة المباراة كما أن الفائدة الأساسية من تنظيم التظاهرة الأفريقية ومن بين العوائد التي يحققها البلد المنظم هو زيادة معدلات السياحة في تلك الفترة من الجماهير الراغبة في مشاهدة البطولة، وهو ما سيحقق عائد من الطيران والانتقالات والإقامة في الفنادق.
تأكيد التواجد الرياضي وقدرة الجزائر على التنظيم
أما عن إمكانية تحقيق عائد بشكل عام من وراء استضافة البطولة، فبطولات إفريقيا لا تحقق نتائج مالية كبيرة ولذلك دول كثيرة تعتذر عنها لأن المنتج ليس قويا بالمقارنة ببطولة أوروبا مثلا أو دورى الأبطال أو كأس العالم لكن الأهم من كل هذا فهي نوع من أنواع تأكيد التواجد الكروى على مستوى القارة الإفريقية والتأكيد على قدرة الدول على التنظيم ورسالة عالمية لقدرات الدول وهو الأمر الذي تصبو إليه الجزائر من خلال استغلال مرافقها الرياضية ومنشآتها العصرية.