أرض الجزائر الطبية المسقية بدماء الشهداء الذين طردوا المستعمر يخرُج نباتها بإذن ربها قمحاً مباركاً وفيراً، حتى تطعم الشعب الجزائري من خيرها وممّا أنتجته سواعد أبنائه، إنها أرض تحرص على أن تظلّ مستقلّة وقرارها في أيدي الجزائريين، ولهذا السبب تسعى قيادتها الحكيمة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يقطع كل طريق إلى التبعية إلى الخارج وما تجلبه من تدخلات أجنبية.
في المقابل أرض المغرب التي يصرّ نظام المخزن على أن يحوّلها إلى أرض خبيثة حينما جلب الصهاينة إليها ومنحهم كلّ التسهيلات للاستيلاء على مقدّراتها، وقبْلها عندما أصرّ على الاستيلاء على الأراضي الصحراوية واحتلالها، اليوم هذه الأرض تُخرج الحشيش وأنواع المخدرات، فالمخزن الذي يزعم أنّه قنّن زراعة القنب الهندي من أجل أغراض طبية، هو يستغل هذه الأرض بغرض إنتاج الزطلة والمتاجرة فيها.
عصابة القصر العلوي روّجت لفكرة “تقنين القنب الهندي” مدعية كونها مشروع اقتصادي قومي هام، للتغطية على مشروعها التخريبي، في سبيل أن يجني ملك المغرب وعائلته أموالا طائلة أقنع المغاربة بزراعة الحشيش وأوهم شعبه بأنّه سيدّر موارد لخزينة الدولة، وفي الحقيقة ما هي إلا عوائد الزطلة التي ستمتلئ بها مخازنه الخاصة.
المخزن جنّد أبواقه من أجل شنّ هجوم على الجزائر للتشكيك في جدوى مشاريعها الاقتصادية الكبرى، وأوعز إلى ذبابه الإلكتروني شنّ حملة كبرى لغسيل أدمغة المغاربة وإيهامهم بأنّها مشاريع غير حقيقية، عبر نشر الأوهام والمزاعم الكاذبة أمام، في محاولة بائسة لتضليلهم وتشكيكهم في مقدرة الجزائريين على صنع المعجزات وتخطّي المستحيل، بعد أن أظهروا أنّهم قادرون على تحويل رمال الصحراء إلى كنز ثمين يجنبهم ويلات التبعية إلى الخارج والتدخلات الأجنبية والارتهان إلى تذبذب أسعار المحروقات.
الشعب الجزائري الملتف حول قيادته السياسية الحكيمة والجادة لا تنطلي عليه مثل هذه المزاعم المغرضة، فهو يعرف الفرق الكبير بين المخزن ومشروع الزطلة القومي الذي سيقضي على الدولة المغربية، وبين الجزائر التي تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع إستراتيجي وحيوي كقطاع الفلاحة، ما جعل الدولة الجزائرية تطلق استثمارات ضخمة في شعبتي الحبوب بأنواعها والحليب ومشتقاته، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الدخل وحماية السيادة الوطنية من التدخلات الأجنبية.
الجزائر الجديدة تراهن على استقلال حقيقي بالوصول إلى اكتفاء الذاتي تحمي من خلاله سيادتها الوطنية وقرارها، أمّا المخزن فهو يرهن مستقبل المغاربة ويسلّم المغرب إلى الصهاينة وإلى قوى مشبوهة في العالم، كما أنه يدمر المجتمع المغربي بآفة الزطلة التي لا يتوانى في زراعتها والاتجار بها في سبيل الحصول على الأموال القذرة من أجل تمويل عملياته القمعية ضدّ الشعبين الصحراوي والريفي.
هذا النظام الخبيث يستخدم أراضي الريف الخصبة من أجل زراعة القنب الهندي، ما يعني أنه يسعى إلى خراب الريف الذي تفطن أبناؤه عبر حراك الريف للمطالبة بالاستقلال عن المخزن الذي استولى على المغرب، فمتى ينتبه المغاربة بدورهم ويسقطوا العرش العلوي الذي رهن حياتهم وباع المغرب للصهاينة؟ على المغاربة أن يمنعوا المخزن من تدمير بلدهم قبل أن يغرق بالحشيش ويدمن أبناؤهم على استهلاك الزطلة.