الجزائر وسيادتها فوق كل اعتبار….لا تنازل ولا مساومة/ بقلم الإعلامي والكاتب الصحفي كريم قندولي

من البداية هذا ما أرادوه، مباراة سياسية في ملاعب الرياضة، وذلك مخالف للوائح الفيفا، وفعل يعاقب عليه القانون الرياضي الدولي.
#لقجع الفاسد وعصابته لم يأتوا إلى الجزائر للعب مقابلة في كرة القدم، بل أتوا وفي يدهم مخطط سياسي وخريطة وهمية لا تعترف بها الدولة الجزائرية، وقطعت من أجلها علاقاتها الدبلوماسية مع بلدهم، واندلعت من أجلها أزمة حادة تشبه القطيعة مع إسبانيا، بعد تغيير مدريد موقفها المفاجئ من قضية #الصحراء_الغربية.
كانوا على علم تام بأن الجزائر لن تنطلي عليها مؤامرة سيئة الإخراج، محبوكة في مخابر الصـ….ـهاينـ.ـة لاستفزازها وجرها نحو التصعيد وليّ ذراعها.
أبناء مدينة بركان التي أسسها الجزائريون الزيانيون، بقيادة الفقيه المالكي سيدي محمد أبركان، تنكروا لتاريخ أجدادهم وجاؤوا إلى ملعب خمسة جويلة وفي أجندتهم ثلاثة أهداف:
1 – إما فرض الأمر الواقع وانتصار مسعاهم بارتذاء قميص الدحميس مع الخريطة الوهمية، وحينئذٍ سيعودون بانتصار حقيقي بتمريغ أنف الجزائر، وذلك حلم لم يكن ليتحقق إلا في قيلولة ما بعد العصر، أو بعد نشوة تعاطي المخد.را.ت المقننة لديهم والتي أغرقوا بها شبابنا.
2 – إما رفض الجزائر للخريطة “السراب” وتمسكهم بها ما يعني عدم إجراء المقابلة، وعودتهم بنصر وهمي مثل الذي في الصورة، باستقبال شعبي بالزرنة والبارود والورود، تصاحبه صولات وجولات واستضافات وتصريحات تهاجم الجزائر، في حـ.ـرب إلكترونية لا تبقي ولا تذز، عبر محطات الإعلام المخزني وأبواقه من الإعلام الدولي المأجور.
3- والهدف الثالث، تجريد اتحاد العاصمة بطل الكاف من تاجه الإفريقي، ليس في مبارتي ذهاب وإياب يلعب فيها 11 لاعبا ضد 11 لاعب في الميدان، وإنما باتباع أساليب المكر اليـهـ…….ـودية، التي تطبعوا عليها بعد التطبيع مع حلفائهم، لإسقاط حامل اللقب بضربة تحت الحزام.
” النيف والخسارة” – ” أخسر وفارق ” – ” واش خسر لي عمرو ما ربح” – الخبز والماء والراس في السماء –
أكثر أربعة أمثلة شعبية متداولة في الجزائر، يقولها المواطن الجزائري، في مواقف تستدعي تنازله عن مبادئه وكرامته، لها دلالات عميقة على عنفوان الشعب وأنفته وعزة نفسه، في أرض مخضبة بـ.ـد.ماء 5,6 مليون شـ.ـهيد ارتقوا خلال 132 سنة من مقاومة الاستـ.ـد.مار الفرنسي.
مع كل التضامن المطلق والمتناغم شعبا وحكومة مع اتحاد العاصمة، من لاعبين وفنيين وإداريين على تعرضهم لمؤامرة مخزنية دنيـ.ـئة، خالص التحية لأبناء البهجة، وخاصة الجمهور الذي جاء بقوة وملأ أكبر ملعب في الجزائر، حيث فاز 60 ألف مشجع بدار الشرع، بروحهم الرياضية وتفهمهم بأن لا قرار يعلو فوق سيادة الوطن.
سيخوض الاتحاد الجزائري لكرة القدم معركة يحمل فيها ملفا ثقيلا لدى الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية… أليس موعد لوزان بقريب.
بعد كل ما حدث من هرج ومرج ومهازل يندى لها الجبين، لا يهم الجزائر ما سينجر عن قرارها السيادي -وهذا ليس مجرد كلام – حتى لو عوقب اتحاد العاصمة أو عوقبت الفاف أو توققت البطولة، أو حتى لو عوقب المنتخب الجزائري.
الجزائر وسيادتها فوق كل اعتبار: لا تنازل ولا مساومة.
بقلم الإعلامي والكاتب الصحفي كريم قندولي