الجـــــــــزائر تكســـب رهـــان “الشان” وتصوّب أنظارها نحو “الكان”

الجـــــــــزائر تكســـب رهـــان “الشان” وتصوّب أنظارها نحو “الكان”

أسدل الستار مساء أول أمس عن فعاليات كأس أمم إفريقيا للمحليين التي جرت على مدار 23 يوما كاملا (13 جانفي إلى 04 فيفري)، وسط إشادة واسعة من قبل المتتبعين والرسميين وكل المشاركين في “شــــــان” 2022.

ومثلما وعدت به، نجحت الجزائر في كسب الرهان مجدّدا وهذه المرة بتنظيم النسخة السابعة لكأس أمم إفريقيا للمحليين، أشهر قليلة بعد استضافتها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة وهران (25 جوان إلى 05 جويلية)، لتؤكّد مجدّدا أنّها استعادت مكانتها على الصعيدين الإفريقي والعالمي، وأنّها قادرة على احتضان كل المنافسات الإفريقية وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 بشهادة الجميع. ورغم أنّ المنتخب الوطني المحلي أخفق في نيل لقب “الشان” للمرة الأولى في تاريخه، بعد هزيمته على يد السنغال في اللقاء النهائي الذي احتضنه ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي سهرة أول أمس، بعد الاحتكام لضربات الترجيح، إلا أنّ الجزائريين عبّروا عن افتخارهم بما وصلت إليه الجزائر من تقدم كبير على مستوى البنى التحتية والمرافق الرياضية التي تمّ تخصيصها لإنجاح هذا الحدث.

ملاعــــــب عالمية خطفت الأنظار

وكان الأفارقة شاهدون على المرافق الرياضية والملاعب العالمية التي تمّ تخصيصها لهذا الحدث الكروي،حيث سخّرت السلطات العليا في البلاد كل الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذا الحدث، وذلك من خلال إعادة تشييد ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي الذي كان تحفة بكل المقاييس، ما جعل الحاضرون يؤكّدون أنّه جوهرة حقيقية، لا نرى مثله إلا في نهائيات كاس العالم، ومثله ملعب ميلود هدفي الذي تمّ تدشينه خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة، بالإضافة إلى ملعبي 19 ماي بعنابة الذي تحوّل في ظرف وجيز إلى جوهرة حقيقية شأنه في ذلك شأن ملعب الشهيد حملاوي، مع العلم أنّ هذان الأخيران تمّ إعادة تهيئتهما خصيصا لـ “الشان”

“الشان” من بطولة مغمورة إلى مفخرة لإفريقيا

وما يحسب للجزائر أنّها تمكنّت من رفع مستوى بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين التي كانت في وقت مضى بطولة مغمورة لا تحظى بأي اهتمام،قبل تنظيمها بالجزائر في الفترة الماضية، أين شهدت تهافت من كبرى الوسائل الإعلام العالمية لنقل هذا الحدث القاري، ومتابعة المباريات بأدق التفاصيل، لتصبح بذلك بطولة تفتخر بها القارة الإفريقية.

جمهــــور من ذهب يؤكّد عشقه لكرة القدم

وعلى غرار الإمكانيات الكبيرة المسخرة لإنجاح هذا الحدث، كان الجمهور الجزائري العلامة الأبرز في كل مباريات النسخة السابعة من بطولة “الشان”، حيث صنع الحدث لدى مسؤولي الاتحادية الإفريقية لكرة القدم الذين انبهروا بالحضور الغفير في جميع المباريات، حتى تلك التي لا تعني البلد المنظم، حيث كان ملعبي 19 ماي بعنابة والشهيد حملاوي بقسنطينة شاهدان على شغف الجزائريين بكرة القدم، وذلك على حد تعبير رئيس “الكاف” باتريس موتسيبي، لتدخل بذلك نسخة “الشان” التاريخ بالحضور القياسي للجماهير. وهكذا نجحت الجزائر بامتياز في تنظيم إحدى أكبر التظاهرات الرياضية في القارة السّمراء، بعد أن سخرت إمكانيات مادية وتكنولوجية وبشرية معتبرة، فضلا عن ملاعب عالمية، ومراكز تدريب عالية الجودة، وفنادق وعناية طبّية ووسائل نقل وجمهور وجوانب أخرى، سَتُكتب بِأحرف من نور وذهب في سجّل الجزائر. وبذلك بقي الدور على الإتحاد الإفريقي لتحديد هوية منظم كأس أمم إفريقيا 2025 بدلا من غينيا التي تمّ سحب شرف التنظيم في وقت سابق.