الجمال باب للتعاسة / بقلم الإعلامية  فريهان رؤوف

كحلوش محمد

يعتقد  الكثيرون أن الجمال مفتاح السعادة و أنه باب لكثرة المعجبين بالشكل الحسن و أنه باب للوظيفة خاصة لو تعلق الأمر بمضيفات الطيران أو الاستقبال أو الممثلات أو غيرها من المهن التى تتطلب الجمال بدرجة أولى ،لكن ما يخفى على الناس أن الجمال ليس دائما باب للسعادة ،فالجمال نقمة لأنه يدمر صاحبه.

الجمال يجلب الحسد والنقمة فالكثيرات من ملكات الجمال اللواتي عرفهن التاريخ قد تم قتلهن في ظروف غامضة ،كما أن الجمال سبب للإكتئاب السؤال المطروح كيف ؟.

عندما تشعر الفتاة أنها لا تختلف عن الدمية في شيء و أنها مجرد شكل جميل أو مجرد تحفة ينبهر بها الناس دون أن يفهموا قصتها و محتواها.

الجمال قد يجلب كثرة المشاكل و كثرة المعجبين ليس أمرا جميلا مثلما يظنه الناس بل على العكس مستزف للأعصاب و الرفض المستمر قد يولد النقمة و الرغبة في الثأر و الإنتقام ولا ننسى أن الفتاة الجميلة محسودة من صديقاتها و زميلاتها و هو ما قد يفقدها القدرة على كسب صداقات حقيقية ،بل سيغيب الوفاء و الحب و تزداد الغيرة و الحسد حتى في العائلة و بين الأقارب لا لشئ سوى لجمالها و من ترغب أن تكون الأخرى مميزة عنها ؟ فتدبر لها المكائد و تخونها و تكيد لها كيدا ،إضافة إلى أن هذه الجميلة التى يحسدونها سوف تجد العنف و الحدة و الخوف الشديد عليها من زوجها أو خطيبها أو أباها أو أخاها بسبب جمالها الذي يجذب انتباه الناس و يسجن حريتها و راحتها النفسية ،تخيل أن زوجها أو خطيبها سوف يغار من كل معجب بها من زميلها في العمل و حتى من عابر سبيل في الطريق و سوف تزداد المشاكل و تسيطر الخلافات على الحب.

من النادر جدا أن تجد جميلة سعيدة و تعيش حياة مثالية بالعكس وراء هذا الجمال وجه حزين يخفي الكثير من الوجع و الضغوطات.

ليت الجمال مثلما يظنه البعض محقق للأحلام و جالب للحظ ،بالعكس هو لا يجلب الحظ و قد يصبح هاجسا يدمر صاحبه و الآخرين فكم من الجرائم قد ارتكبت بسبب الجمال بما فيها الاختطاف و القتل و غيرها و كم من مشاكل بسبب الجمال و منها الطلاق و مشاكل مهنية و الوحدة و الاكتئاب.

كل من ينظر لفتاة جميلة يحسدها و يتمنى أن يكون مثلها حتى صديقتها تحسدها دون أن تكون لها صديقة بأتم معنى الكلمة متخيلة بذلك أن الجمال سوف يلغي كل المشاكل و يجلب كل شئ بما فيه السعادة ،فكم يدمر الجمال حياة صاحبته و يسرق اطمئنانها في كل وقت وفي كل مكان أمام كل هذه الطوابير التى تنتظر منها كلمة واحدة لزواج بها لا تجد فيهم فارس أحلامها الحقيقي و المثالي و شريك حياة يمكنها الوثوق به و يبقى سؤالها المطروح دائما بينها و بين نفسها : هل يحبني لذاتي أم لجمال وجهي ؟.

هذه قصة الجميلة التى ينظر الناس لعنوان كتابها الشيق و اللافت ،لكن لم يفكر أحد في النظر لمحتوى كتاب الجميلة و هو الجميلة التعيسة بسبب جمالها و العاجزة أن تطير باحلامها و تناشد وجودها الحقيقي.

بقلم الإعلامية  فريهان رؤوف

 

 

شارك المقال على :