أضحت تحركات رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، على الصعيدين المحلي والقاري تزعج العديد من الأطراف التي تسعى جاهدة للتشويش على عمله وقطع الطريق أمامه نحو استعادة نفوذ الجزائر في الاتحادية الإفريقية للعبة. وشنّ المخزن حملة شرسة على رئيس “الفاف” وليد صادي، الهدف منها هو ضرب استقرار الاتحادية الجزائرية التي نجحت في ظرف وجيز في تحقيق ما عجزت عنه العديد من الاتحاديات الكروية الأخرى، الأمر الذي أثار الرعب في نفوس المغاربة وخاصة فوزي لقجع رئيس الإتحاد المغربي الذي يرى صادي بمثابة تهديد حقيقي له، إذ يدرك جيّدا السمعة الطيبة التي يمتلكها هذا الأخير لدى الأفارقة بالإضافة إلى خبرته الكبيرة التي اكتسبها منذ سنوات خلت، حينما كان ضمن المكتب الفدرالي للرئيس الأسبق محمد روراوة.
سلاح المغاربة أخبار كاذبة وفيديوهات مفبركة وشراء صفحات فيسبوكية..
ويسعى النظام المغربي بشتى الطرق لإيقاف الثورة التي يقوم بها الرجل الأول في مبنى دالي براهيم منذ توليه زمام الأمور شهر سبتمبر الماضي، خلفا لجهيد زفيزف الذي لم يعمر طويلا في الاتحادية الجزائرية، حيث شنّ المخزن حملة قذرة ضدّ صادي مستغلا قضية الناخب الوطني جمال بلماضي الذي فشل في قيادة “الخضر” لتحقيق الأهداف المسطرة خلال كأس أمم إفريقيا التي اختتمت فعالياتها سهرة أمس، عقب خروجه المذل من الدور الأول بتذيله ترتيب المجموعة الرابعة برصيد نقطتين. وشرعت “الفاف” إثر النكسة الثالثة لبلماضي، في البحث عن مدرب جديد يعيد هيبة المنتخب الوطني وذلك بعد إعلان الناخب الوطني استقالته من منصبه قبل أن يتراجع عنها، ويرفض كل محاولات “الفاف” لفسخ عقده بشكل ودي، وهو الأمر الذي استغله المغاربة من أجل تأجيج الأوضاع ومحاولة إشعال نار الفتنة بين الجماهير الجزائرية من خلال الترويج لأخبار كاذبة وفيديوهات مفبركة. واستغلت الأطراف المذكورة وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتيك توك من أجل الوصول لأهدافها الخبيثة، حيث قامت بشراء صفحات فيسبوكية كبيرة وعملت على إثارة الفتنة في الشارع الرياضي الجزائري الذي كان متفطنا لهذه المحاولات البائسة.
الجماهير الجزائرية تفطنت لهذا لمخطط وتؤكد دعمها لرئيس “الفاف”
وأمام كل هذه الهجمة، يبدو أن أساليب المخزن وأتباعه لم تنطل على الجماهير الجزائرية التي تفطنت لهذه المؤامرة والمخطط المريب، مؤكدة دعمها المطلق لرئيس “الفاف” وليد صادي الذي لم تمر سوى 5 أشهر عن توليه هذه المنصب، خاصة وأن الظروف الحالية التي يمر بها المنتخب الوطني والكرة الجزائرية بصفة عامة، تستدعي تكاتف الجهود والالتفاف حول المسؤولين والتشكيلة الوطنية لصد هذه الحملة من خلال دعم خطوات صادي ووضع كامل الثقة في شخصه بما أن ما يقوم به سيكون حتما في صالح كرة القدم الجزائرية، مذكرة بما حدث في أواخر سبتمبر الماضي، حينما قرر الانسحاب من الترشح لاحتضان كأس إفريقيا 2025 عشية الإعلان عن الفائز، محبطا مخططات لقجع وأتباعه في الاتحادية الإفريقية للعبة.
أطلقت “هاشتاغ” مضاد لكبح المؤامرة
في ذات السياق، لم تتأخر الجماهير الجزائرية بشن حملة مضادة لصفحات المحرضين والذين يصطادون في المياه العكرة من أتباع المخزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشر في الساعات الماضية “هاشتاغ” داعم لوليد صادي تحت #كلنا_مع_صادي_من_أجل_منتخب_قوي، وهذا بالتزامن مع مواصلته التحرك في أروقة “الكاف” لإعادة بناء علاقات الجزائر الرياضية على مستوى الهيئة القارية، وذلك على هامش نهائي كأس إفريقيا الذي جرى أمس بين كوت ديفوار ونيجيريا، وأيضا في ظل خطواته لإنهاء ملف الناخب الوطني الجديد وخليفة بلماضي عبر اللجنة التي عينها وباشرت عملها بالتنسيق مع المكتب الفيدرالي، وهي كلها مؤشرات تؤكد أن الجماهير الجزائرية تتابع باهتمام ما يحدث خلف الكواليس وما يتعرض له المنتخب ومسؤولي الكرة من مؤامرات.
أكدوا أن الخلاف بين بلماضي وصادي قضية جزائرية خالصة
ولا يخفى على أحد أن الخلاف الذي نشب بين رئيس “الفاف” صادي والناخب الوطني السابق جمال بلماضي بعد الإقصاء من “الكان”، ومغادرة المدرب دون فسخ عقده، قد غذى الحملة التي شنتها مواقع مخزنية لضرب استقرار كرة القدم الجزائرية بنسج الكثير من الإشاعات ونشر الأخبار المغلوطة والتي لا تمت لأي صلة بالواقع، فقد أكدت الجماهير الجزائرية أن هذا الأمر يعتبر عاديا وهي قضية جزائرية خالصة سيتم حلها دون أية مشاكل ولا تستدعي كل هذا التهويل المختلق لزعزعة الثقة والاصطياد في المياه العكرة، خاصة وأن الجميع يتطلع للمستقبل ومن سيقود “الخضر”.
ترقب كبير لمعرفة الناخب الجديد وثقة كبيرة في لجنة الاتحادية
إلى ذلك، لا يزال الشارع الجزائري يترقب مستجدات الناخب الوطني الجديد والخطوات التي باشرتها “الفاف” بقيادة وليد صادي في هذا الصدد، والبداية كانت بإنشاء لجنة لاختيار خليفة بلماضي، ويبدو أن الجماهير الجزائرية تتطلع لأن يكون الطاقم الفني الجديد المستقبلي يليق بطموحات “الخضر”، مؤكدين ثقتهم الكاملة استطاعة وليد صادي باتخاذ الخيار المناسب ووضع حد لأي محاولة لضرب استقرار المنتخب من خلال تعيين طاقم فني قادر على إعادة رفقاء يوسف بلايلي للواجهة في أقرب فرصة، خاصة وأن الأسماء المتداولة تبدو مقنعة لشريحة كبيرة لعشاق “الخضر” في انتظار حسم هذا الملف نهائيا وبداية عهد جديد بطاقم فني جديد.
صادي قام بعمل كبير خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد
وتجمع الجماهير الجزائرية والعارفين بشؤون كرة القدم الجزائرية، على أن وليد صادي وكتبه الفيدرالي قام بعمل كبير في ظرف وجيز بعد انتخابه سبتمبر الماضي خلفا لجهيد زفيزف على رأس “الكاف”، والأبرز هو وضع مخطط لمحاربة كل أشكال الفساد في كرة القدم الجزائرية من خلال خطوات واقعية وظاهرة، وفتح عدة ملفات شائكة على غرار سلك التحكيم ومراجعة الأمور المالية والعقود المبرمة من طرف الاتحادات السابقة وكذا التغييرات في لجنة المنازعات وغيرها من القرارات التي تسير في صالح إعادة كرة القدم الجزائرية لوضعها الصحيح، وهذا ما جعله مستهدفا من عدة أطراف سواء داخلية أو خارجية. والأهم فيما قام به وليد صادي بشأن حملتاه لمحاربة الفاسد، وهو أنه يحظى بدعم كامل من السلطات العليا للبلاد وفقي مقدمتها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لمحاربة كل أشكال الفساد على مستوى كرة القدم الجزائرية، وهذا من أولويات المسؤولين الجزائريين في عهد الرئيس تبون، وصولا بوزاراته وكذا وزارة الشباب والرياضة التي تحرص هي الأخرى على دعم صادي في هذا الاتجاه، علما أن رئيس “الفاف” كان قد حظي باستقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أواخر شهر سبتمبر الماضي، بعد أيام من انتخابه رئيسا للهيئة الفيدرالية.
استقرار الاتحادية الموريتانية ونتائج منتخبها لم تأت من العدم
وتبدو مخططات المخزن لإيقاف صادي على مستوى “الكاف” جد واضحة، من أجل مواصلة لقجع في عبثه بالهيئة الكروية وعدم إيقافه من شخصيات وازنة في ظل الفراغ التي تعانيه الاتحادية القارية منذ عدة سنوات وهو ما فسح المجال للمسؤول المغربي في التغول في الفساد، لكن استقرار الاتحادات يستطيع مواجهة هذه المخططات، على غرار رئيس اتحادية موريتانيا أحمد ولد يحيى الذي استطاع فرض سلطته وكذا إظهار نتائج منتخب بلاده الذي يجني ثمارها حاليا في ظل سياسة الاستقرار، كما أقدم على تعيين حكم موريتاني على حساب آخر مغربي، عكس ما حدث للحكم الجزائري مصطفى غربال ومساعدوه الذين حرموا من إدارة النهائي أو المربع الذهبي رغم أدائهم الرائع في هذه النسخة.