الجماهير الجزائرية تصنع الحدث في مونديال الدوحة

الجماهير الجزائرية تصنع الحدث في مونديال الدوحة

تصنع الأعداد المعتبرة من الجماهير الجزائرية المتواجدة في العاصمة القطرية الدوحة، سواء من الجالية المقيمة هناك أو تلك التي تنقلت قبل أيام، أجواء رائعة على هامش مباريات كأس العالم، حيث أضفوا حالة من الاحتفال والبهجة بشوارع المدينة بفضل أهازيجهم وطريقة احتفالهم، وهذا بشهادة الأجانب الذين يتواجدون بقطر من أجل مناصر منتخباتهم أو من أجل السياحة، والذين أعجبوا كثيرا بما يصنعه المناصرون الجزائريون.

أكدوا أنهم تأهلوا للمشاركة في المونديال في وقت غاب منتخبنا الوطني

وعلى الرغم من أن المنتخب الوطني فشل في بلوغ المونديال والتواجد في هذا المحفل العالمي الكبير، إلا أن الجزائريين الذين قرروا التنقل إلى قطر أكدوا أن الاقصاء وخيبة ملعب مصطفى تشاكر لن تحرمهم من مقاسمة العالم هذا الحدث التاريخي، وأنهم بقدومهم إلى الدوحة فكأنما تأهلوا هم في مكان منتخب بلدهم الذي يعتبر من أكبر الغائبين عن المنافسة الرياضية الأكبر في العالم.

رغم أقليتهم إلا أنهم عرفوا كيف يلفتون الأنظار

ويخيل لك عند التجول بشوارع مدينة الدوحة وعلى مقربة من الملاعب التي تحتضن مباريات كأس العالم أن الجماهير الجزائرية متواجدة بأعداد غفيرة تفوق الآلاف بالنظر إلى ما يصنعوه من أجواء خرافية وضجة كبيرة، إلا أنهم وفي حقيقة الأمر أعدادهم ليست كبيرة وهذا بالنظر لعدة عوامل منها عدم تأهل المنتخب الوطني وكذا تزامن منافسة كأس العالم مع ارتباط العديد بالعمل وكذا كلفة التنقل والبقاء هناك والتي ليست في متناول الجميع.

التجمع كل يوم بعد صلاة العشاء وسط سوق واقف والمغادرة في وقت متأخر من الليل

ولقد تعود الجزائريون المتواجدون في قطر خلال هذه الأيام على برنامج أصبح محددا مع مرور الوقت، حيث يتجمعون في سوق واقف الشهير مباشرة بعد صلاة العشاء، أين يكون الجميع قد انتهى من ارتباطاته، سواء أولئك الذين يملكون تذاكر ويشاهدون المباريات، أو أولئك الذين يفضلون السياحة والتجول، حيث يبقون لساعات طويلة في هذه السوق قبل أن يغادروه في ساعة متأخرة من الليل.

الحركة في سوق واقف تتغير بقدومهم والكل يبحث عن الجمهور الجزائري وحماسه

ولعل ما يمكن أن يجمع عليه مرتادي سوق واقف وحتى العاملين به من تجار وحرفيين وغيرهم، هو أن الأجواء تتغير بشكل كلي عند وصول الجماهير الجزائرية إليه، حيث أن الحركة تزيد بشكل ملحوظ وينقلب السكون إلى ضجة كبيرة بفعل الأهازيج والأغاني التي يرددونها والتي تذاع أيضا عبر مكبرات الصوت، الأمر الذي يجعل الجميع يبحث عن الجزائريين من أجل الانضمام إلى احتفالاتهم والاستمتاع بالأجواء الرائعة التي يصنعونها

كل يوم في هذ السوق التي يعتبر سوقا تاريخيا في قطر.

تواجد الجماهير التونسية والمغربية جعله وكأنه داربي مغاربي بين الجماهير

وبالإضافة إلى الجزائريين المتواجدين في قطر، فإن تواجد الجماهير المغربي والتونسية هناك، والتي رافقت منتخباتها التي تمكنت من التأهل إلى المونديال، أضفى على مدينة الدوحة جوا من التنافس في التشجيع ما بين هؤلاء المشجعين، حتى أن العديد وصف الأمر وكأنه داربي مغاربي على مستوى الجماهير، تسوده الروح الأخوية والاحترام المتبادل بين جماهير البلدان الثلاثة.

خلق هذه الأجواء جعل الكل ميتحسر على ضياع التأهل أمام الكاميرون

وفي مقابل إعجاب أغلب من يتواجد في العاصمة القطرية الدوحة ومن حضروا تجمعات الجماهير الجزائرية، فقد كان هناك حالة من الحسرة على غياب المنتخب الجزائري عن منافسة كأس العالم، حيث أن تأهله كان سيجعل الجزائريين بأعداد كبيرة هناك وكانت الأجواء ستكون أروع، وهذا ما زاد من التأسف، والذي أبداه العديد من المناصرين الأجانب الحاضرين في قطر والذين لم يخفوا تمنياتهم لو كان “الخضر” حاضرون في هذا المحفل الكروي.

لا يستغنون على العلم الفلسطيني والأهازيج لهذا البلد

وكعادتهم، فإن الجزائريين المتواجدين في قطر، سواء أولئك الذين يحضرون المباريات أو الذين يبقون في الخارج، لا يستغنون أبدا عن العلم الفلسطيني الذي يظل ملازما العلم الجزائري فوق الأكتاف، كما يردد الجزائريون الأهازيج والهتافات الممجدة للبلد في صورة تؤكد عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري، وأن القضية الفلسطينية تكون دائما حاضرة لما يحضر الجزائريون.

الأجانب انبهروا واندهشوا لما يصنعه جمهور منتخب بلاده موجود في المونديال

وتسببت الأجواء الرائعة التي صنعها الجزائريون في قطر خلال المونديال في دهشة العديد من الأجنبيين من كون هاته الجماهير حضرت من دون أن يتأهل منتخبها إلى كأس العالم، حيث تساءلوا عما الذي كان سيفعله هؤلاء المناصرين لو تمكن فريقهم من التأهل وحضروا بأعداد مضاعفة لتلك المتواجدة حاليا في الدوحة، حيث أن العديد أكد أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها بأعداد معتبرة من أنصار منتخب لا يتواجد أصلا في تلك المنافسة.

.. دخلوا كل المباريات وتعليق الراية الوطنية في كل زوايا الملاعب

ولعل من يتابع مباريات كأس العالم حاليا سيلاحظ أن العلم الجزائري حاضر في كل المباريات حتى تلك التي لا تمت بأي صلة للجزائر سواء جغرافيا أو برابط آخر، حيث أن

عدم تأهل المنتخب الوطني لهذه المنافسة لم يمنع العاشقين للمستديرة من الجزائريين المتواجدين في قطر من الاستمتاع بالمواجهات المقامة هناك وكذا التواجد في الملاعب الرائعة التي تم تشييدها من احتضان هذه المنافسة.

شجعوا كل المنتخبات التي لعب أمامها منتخب الكاميرون

وكما كان متوقعا ومنتظرا، فقد قام المناصرون الجزائريون بتشجيع كل المنتخبات التي واجهها المنتخب الكاميرون خلال المنافسة، حيث كان العلم حاضرا بجانب كل من سويسرا، صربيا والبرازيل، وهذا كتعبير على احتجاجهم لعدم تواجد منتخبهم في هذا المونديال، خاصة بعد التصريحات المستفزة التي كان يطلقها رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو في كل مرة.

ساندوا ودعموا كل المنتخبات العربية داخل وخارج الملاعب

وكعادتهم فقد سجلت الجماهير الجزائرية حضورها في المباريات التي كان أحد طرفيها منتخب عربي وساندوه بقوة، مؤكدين أنهم يتحلون بالروح الأخوية العربية، وأنه على الرغم من “المشاحنات الرياضية” مع البعض منها، كما أنهم احتفلوا بفوز هاته المنتخبات خارج الملعب وقاسموا أنصارها الفرحة، ما يعكس الروح الرياضية العالية التي يتمتعون بها.

اثنوا على التنظيم الرائع من دولة قطر والترحاب من الشعب القطري

وفي ظل كل هذا، عبر الجزائريون المتواجدون في قطر عن اعجابهم بهذا البلد وخاصة التنظيم الرائع للمنافسة ولما يحيط بها، والذي نجحت فيه إلى حد بعيد دولة قطر، يضاف إلى هذا اعجابهم بالترحاب الذي لقوه من الشعب القطري، ما يؤكد العلاقة الوطيدة بين الجزائر وقطر على كل المستويات، سواء على المستوى الرسمي وكذا على مستوى الشعبين.

تحرير: نزيم – تغطية : سمير بادي