أبدى الحارس الدولي السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد داود عميروش حسرته الكبيرة على الإقصاء المخيب لـ “الخضر” من مونديال 2025 الجاري حاليا بـ الدنمارك، النرويج وكرواتيا، مؤكّدا أنّ النتائج كانت كارثية بكل المقاييس وهي متوقعة بالنظر إلى سوء التسيير من قبل الاتحادية الجزائرية للعبة..
بداية ما هو تعليقك على نتائج المنتخب الوطني في مونديال كرة اليد؟
النتائج كانت كارثية بكل المقاييس والوقت منحني الحق، حينما قلت بأنّ المنتخب الجزائري أنهى البطولة الإفريقية كنائب بطل لأننا لم نواجه تونس، هناك من استغل ذلك الأمر وادعى بأنّهم أعادوا كرة اليد الجزائرية إلى مكانها الطبيعي، لكن الحقيقة أنّ مستوانا لا يزال ضعيفا.
كيف ترى المستوى الذي ظهر به المنتخب في المواجهة أمام تونس مقارنة بلقائي الدنمارك وإيطاليا؟
لعبنا ضدّ الفريق الذي أعتبره من أضعف المنتخبات بالنظر إلى المشاكل التي يعاني منها، وبما أننا لم نفز يعليهم في هذه الوضعية لن نفوز عليهم مستقبلا، منذ نهائي البطولة الإفريقية في سنة 2014 لم نستطع تحقيق الفوز أمامهم، ولو كنا قد فزنا على تونس كانوا سيدعون بأنّ المنتخب حقق نتائج إيجابية في المونديال، كلا المنتخبان لم يكونا في المستوى، والمقابلة أكّدت بأنّ المنتخب الجزائري كان ضعيفا وليست تونس هي القوية.
في رأيك ما هي الأسباب التي جعلت المنتخب يغادر من الدور الأول للمونديال؟
لم أفهم كيف لفريق وطني يعتمد على 4 لاعبين فقط على بركوس، والحارس خليفة غضبان، وأيوب عبدي وداود هشام، هذه رياضة جماعية فيها 18 لاعبا في القائمة و16 لاعبا يشارك في المباراة، المدرب وجّه الدعوة لـ 7 لاعبين من فريق سكيكدة لأنّه هو مدرب لنادي سكيكدة، والمشكل الكبير أنّ فاروق دهيلي إلى جانب منصبه كمدرب لنادي سكيكدة، هو مدرب المنتخب الوطني والمدير الفني، إلى جانب مدير الفرق الوطنية لذلك عليه أن يتحمل مسؤوليته بعد النتائج الكارثية، بصفتي حارس سابق للمنتخب الوطني، لم أفهم قرار المدرب فاروق دهيلي، بتنحية حارس مرمى في المنتخب وتوجيه الدعوة لحارس آخر من سكيكدة ليذهب في سياحة، كل اللاعبين السبعة الذين استدعاهم من فريق سكيكدة ولا أحد فيهم تألق.
وأرى بأنّ مدرب المنتخب الوطني استعان بلاعبين قدامى (2) وهما غربي رابح ولوكيل أحمد، ثم لا يعطيهما الفرصة للتكلم أو تقديم آرائهم، كما أنّ المنتخب لا يمتلك مدرب حراس، يبدو أنّه لم يفهم بعد ما هو المستوى العالي، لأنّه لم يسبق له أن لعب في المنتخب الوطني، ومع ذلك هو يشرف على تدريب لاعبين دوليين لديهم مسيرة أكبر منه.
برأيك من يتحمل مسؤوليــــــة تدهور مستوى المنتخب ؟
للأسف.. أنا أحمل المسؤولية للوزير السابق حماد عبد الرحمان، هو الذي جعل المشاكل تتراكم، بعدما ترك رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد كريمة طالب، تقوم بما تريد، هناك سوء التسيير والعديد من الثغرات.
وما هو تقييمك لعمل الاتحادية الجزائرية لكرة اليد حتى الآن؟
أنا أحملها المسؤولية وخاصة أعضاء المكتب التنفيذي، أتمنى أن يتدخل وزير الرياضية لطردهم وحتى رئيس الاتحادية التي تعمل لوحدها، المشكل بدأ منذ تنحية المدرب السابق بوشكريو من المنتخب الوطني حيث كان يقوم بعمل جبار، ولا يسمح بـ “السوسيال” ويختار أحسن اللاعبين لتمثيل المنتخب الوطني وليس جلب لاعبين من فريقه كما يفعل المدرب الحالي، وهناك أمر آخر..
تفضل ؟
هذه الرئيسة التي لم تمارس يوما كرة اليد وليست لها حتى شهادة في كرة اليد، تدعي أنّها تعرف أفضل من صالح بوشكريو، قامت بمؤامرة رفقة رابح غربي لإبعاد بوشكريو وهذه هي النتيجة أمامكم، أضعف فريق منذ تأسيس الاتحادية التونسية لم نستطع الفوز عليه.
ألا ترى بأنّ سقوط مولودية الجزائر إلى القسم الثاني كان أحد الأسباب في تراجع مستوى المنتخب؟
سقوط مولودية الجزائر إلى القسم الثاني كان له تأثير كبير على تراجع مستوى المنتخب الوطني، لأنّ “سوناطراك” كان تقوم بجلب أفضل اللاعبين في البطولة حتى أنّه في بعض الأحيان وصل إلى درجة أن دكة احتياط المولودية كانت أفضل من عدة فرق، لكن للأسف سقوط الفريق كان أحد أسباب تراجع المنتخب.
وما هي الحلول المقترحة لإعادة كرة اليد الجزائرية إلى مكانتها؟
يجب أن يستعينوا بأهل الاختصاص واللاعبين السابقين لكرة اليد، الذين يمتلكون الشهادات والخبرة، المشاكل بالنسبة لكل الرياضات وخاصة كرة اليد هو الجمعية العامة، يجب أن يرحلوا جميعا ويتم بالاستعانة بالرياضيين السباقين، أصبح من هب ودب يدخل الجمعية العامة وكل الرؤساء يعملون من أجل مصالح أنديتهم ولا أحد يهمه المنتخب الوطني، كما يجب أن تعود البطولة الوطنية بـ 8 فرق وليس 10.
هل ترى بأنّ المنتخب قادر على العودة في المواعيد المقبلة ؟
حينما يعتزل بركوس، لن يكون لدينا منتخب وطني، لأنّه لا يتم منح الإمكانيات للاعبين الشباب ، من أجل التحضير في الخارج والاحتكاك بالفرق القوية مثلما تقوم به الأندية المصرية، لست متفائل باللاعبين خاصة وأنّهم لا يلعبون مع فرق أوروبية ويكتفون بالمشاركة في البطولة العربية التي مستواها ضعيف رفقة البطولة الإفريقية التي يسيطر عليها المنتخب المصري.
كلمة أخيرة؟
أتمنى أن تتدخل السلطات وتضرب بيد من حديد وتحاسب المسؤولين عن مهازل كرة اليد الجزائرية.