تطرقت الخبيرة المستشارة بكنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، الدكتورة البيطرية هدى سميرة جعفري، في تصريح لدزاير توب، إلى داء إنفلونزا الطيور ومسبباته، وكذا طرق الوقاية منه.
وعن ماهية هذا المرض، قالت جعفري على هامش انعقاد الأيام الوطنية الأولى حول أنفلونزا الطيور في إطار الصحة الواحدة والأمن الغذائي بالبليدة، أنه مرض فيروسي يصيب الحيوانات، بالأخص الطيور البرية والاليفة، كما يمكنه أن ينتقل إلى الإنسان، وتؤدي الإصابة بالمرض إلى حدوث خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة لنسبة النفوق المرتفعة جدا، وكذلك الخطورة على الصحة العمومية لانتقاله للإنسان.
وكشفت محدثتنا عن مسببات هذا المرض، حيث قالت أن فيروسات الانفلونزا صنف A، والأنواع الفرعية H7،H5 و H9، تلعب دوراً رئيسياً في ظهورها.
وفي إجابة لها، عن سؤالنا المتعلق بكيفية إنتقال المرض بين الحيوانات، قالت هدى سميرة جعفري، أن هنالك عديد العوامل المساعدة في ذلك، سيما الاحتكاك المباشر مع الطيور المصابة، ملامسـة أسطح وأدوات تربيـة الحيوانات الملوثة بإفرازات طيور، واستنشاق الفيروس الموجود في براز وافرازات الطيور المصابة.
وأكدت محدثتنا، أن معظم فيروسات انفلونزا الطيور لا تسبب إصابة الانسان بالمرض، غير أن البعض منها حيواني المنشأ له القدرة على إصابة الانسان وإمراضه، كمثال على ذلك النمط الفرعي “H7N9_H5N1″ الذي يتواجد حاليا في بعض مناطق من آسيا، وشمال شرق أفريقيا وقد تسبب في وفيات منذ عام 1997.
كما كشفت، عن تواجد أنماط فرعية أخرى من الفيروس ” H9N2_H7N7 ” أصيب بها الانسان وكان بعض تلك الإصابات مميتا، ولكن في غالب الحالات الإصابة تكون خفيفة وحتى بدون أعراض.
وعن أعراض الإصابة عند الحيوان، أفادت الخبيرة، بأن هنالك عديد الأعراض، سيما سعال مع خرخرة، إسهال أبيض، أو مشوه بالدم، التوقف عن التبيض، إنتفاخ الرأس، إحمرار القدمين، وإحتقان الدم في العرف والغبب.
أما عند الإنسان، فتتمثل أعراض الإصابة، وفقاً لذات المتحدثة، في السعال، الحمى، الصداع، التهاب الحلق، آلام العضلات، ضيق في التنفس.
كما هنالك أعراض مميتة، سيما التهاب الرئوي، التهاب الملتحمة، فشل الجهاز التنفسي، فشل وظائف الكلى، مشاكل في القلب، تضيف محدثتنا.
وعرجت هدى سميرة جعفري، على كيفية تشخيص المرض، حيث قالت أنه يتم تشخيص هذا المرض، عند الحيوان في المخابر البيطرية التابعة للمعهد الوطني للطب البيطري، وذلك عن طريق العينات التي ستؤخذ على الحيوانات الحية، متمثلةً في عينات الدم والمساحات “écouvillons”، القصبة الهوائية وفتحة الشرج، التي تحفظ داخل محلول المضادات الحيوية ذو درجة الحموضة 4.7.
وبالنسبة للحيوانات الميتة، فتؤخذ عينات من القصبة الهوائية، والرئتين، الحويصلات الهوائية، الطحال، والكبد، في حين يكون التشخيص المخبري، من خلال تحليل مصلي من خلال “اختبار الإليزا” أين يتم التأكد من وجود الأجسام المناعية المضادة للفيروس.
إلى جانب عزل الفيروس عند الحيوان المصاب عن طريق تقنية “RT-PCR” أو عزل الفيروس بالحقن في أجنة بيض الدجاج “ذات 09-11 يوما”، وحظر أو تقيـيد حركة انتقال الحيوانات من وإلى المناطق المصابة، للحد من عملية انتشار الفيروس من المناطق المصابة إلى المناطق الخالية من الإصابة،
كما يجب دفن الدجاج الميت، ورميه بين طبقتين من الجير، تطهير المداجن، وإبلاغ المصالح البيطرية.
وعن طرق الوقاية من الإصابة بالمرض، شددت الخبيرة على ضرورة العناية بنظافة اليدين، واستخدام القفازات، وغيرها من معدات الوقاية داخل المداجن، ووضع مشابك حديدية بالنوافذ، إضافة إلى تغطية خزانات المياه والآبار، مع نزع كل ما يجلب الطيور البرية من أكل وماء حول المدجنة.
كما دعت محدثتنا، إلى ضرورة إزالة أعشاش الطيور حول المدجنة، وتطهير المداجن بين كل فوجين مع احترام مدة الفراغ الصحي،
ومنع دخول الاشخاص، ووسائل النقل الغير تابعين للمدجنة، وضع مطهر الأرجل وعجلات السيارات في مدخل المدجنة، وتجنب أماكن تبادل الطيور كالأسواق والمعارض وغيرها.
في ذات السياق، كشفت الخبيرة هدى سميرة جعفري، عن ظهور بؤر لمرض انفلوزا الطيور في الجزائر “H5N1” خلال شهر سبتمبر من العام الماضي، أين قامت السلطات العليا بشراء 20 مليون جرعة لقاح ضد هذا المرض.