بعد إخفاقات سنة 2022، كان المنتخب الوطني بالتدارك في العام 2023 لمحو خيبة الخروج المبكر من كأس إفريقيا بالكاميرون والفشل في التأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث استطاع الناخب الوطني جمال بلماضي وأشباله إعادة “الخضر” إلى الواجهة بعد سلسلة من النتائج الممتازة، مسجلين سنة رابعة دون هزيمة توجت بالتأهل إلى “كان” كوت ديفوار المقررة شهر جانفي الداخل، والأهم هو استعادة ثقة الجماهير الجزائرية وشغفهم، وقد استطاعت التشكيلة الوطنية تحطيم رقم قياسي جديد تمثل في قضاء موسم رابع دون هزيمة على رأس “الخضر” على غرار سنوات 2019، 2020 و2021، بعد المباراة العاشرة في نوفمبر الماضي أمام موزمبيق بمابوتو (فوز: 2-0)، ضمن تصفيات كأس العالم-2026.
فبعد 2019 التي عرفت تتويج “الخضر” باللقب القاري في مصر، ثم عامي 2020 و2021 التي ميزتهما تسجيل سلسلة 35 مباراة دون انهزام، أنهى الناخب الوطني سنة 2023 دون تذوق طعم الهزيمة في 10 مباريات منها ست رسمية وأربع ودية بحصيلة 7 انتصارات و3 تعادلات، مع تحقيق أرقام مميزة بتسجيل رفاق القائد رياض محرز 18 هدفا مقابل 6 أهداف دخلت شباكهم.
واستخلص بلماضي الدروس السابقة، مقررا ضخ دماء جديدة في التشكيلة واعتماد سياسة التشبيب وإعادة بناء المنتخب من خلال اصطياد “العصافير النادرة”، حيث تعزز الفريق بلاعبين أمثال آيت نوري وبوعناني وشايبي وغويري وعوار ولعروسي وغيرهم الذين يعدون دعما نوعيا للتشكيلة للسير بها إلى الأمام، وشهدت المباريات السابقة ظهور ثمار هذا التغيير تماشيا مع خطة بلماضي في استعادة اللقب القاري بالأراضي الإيفوارية ونهائيات كأس إفريقيا التي سيسجل فيها المنتخب الجزائري مشاركته العشرين بعد تأهله عن جدارة واستحقاق للعرس القاري بسيطرته الساحقة للمجموعة السادسة بحصوله على 16 نقطة في ست مباريات، متقدما على التوالي تانزانيا المتأهلة، وأوغندا والنيجر.