الخوف من الجن أسبابه و كيف أتجاوزه …بقلم ../مستشارة التوجيه المدرسي و الإرشاد النفسي: نادية بلعربي

مروان الشيباني

بقلم / مستشارة التوجيه المدرسي والإرشاد النفسي ..نادية بلعربي

كثيرا ما يخاف الناس من حكايات الجن و يتخيلونهم بتصورات مرئية ، قد يعود هذا إلى أسباب عديدة قد ترجع عموما إلى اعتقادات رسخت في أذهانهم منذ الطفولة بسبب تخويف الوالدين أطفالهم بوجود الغول أو البعبع حتى يكف صراخهم أو يتوقفون عن سلوكات عنادية ما بغية حسم الموقف، لكن الخطير في ذلك أنه بهذا التصرف سيتربى و ينمو في الطفل هذا الخوف و فقدان الأمن النفسي بالإضافة إلى تكوين خيال مزيف مشوه بمخاوف و وساوس مخيفة، تستمر بنموها حتى الكبر، هذا من جهة و من جهة اخرى نقص في الإيمان و جهل كثيرا من الحقائق العلمية ، إذ يمكن لهذه المخاوف أن تتطور في نفوس الأفراد غير القادرين على مواجهة ضغوطات معينة مثلا كعدم قدرة الطالب على التحصيل بسبب نقص الثقة بالنفس ، وبالتالي ضعف الإرادة مما ينتج عنه عدم الرغبة فى إكمال الدراسة ،أو مثلا عدم التكيف في ظروف مختلفة في في ميادين الحياة الاجتماعية كالزواج ، الاقتصادية ، كالأزمات المالية و غيرها.. إذ تحدث تصورات مشوهة على مستوى الوعى مما يؤدي إلى حالات من الإغماء أو الصرع الهستيرى ، فيتصرف الشخص كأنه شخص آخر ليعبر عما لا يستطيع التعبير عنه فى حالاته العادية ، يصاحبها أحيانا تغير في الصوت ، و القيام بأفعال لا تمثل أصحابها في حالاتهم العادية ، مما يثير الدهشة في الناس و يفسح لهم المجال لخيالات عامة وتأويلات عديدة ،فيلجأون إلى بعض المعالجين الشعبيين، كما يمكنها أن تتطور بشكل آخر لتصير هوسا و وساوس قهرية تتكرر لديهم في كل وقت و حين ،فتفسد عليهم استقرارهم النفسي و هدوءهم الفكري ،و بالتالي تفسد عليهم حياتهم بالكامل.

لقد أكدت في هذا الصدد الاكتشافات الطبية فى مجال الأمراض النفسية أنها عبارة عن شكل من أشكال المرض النفسي الذي يكتسحه التوتر و القلق ، و لأن لكل عرض نفسي أسباب مباشرة أو غير مباشرة ساهمت في اختلال التوازن النفسي ،و من ثم تصعيد الأفكار السلبية من خلال عمليات اللاشعور ،هذا الأخير الذي يقوم بوظيفة دفاعية حتى يحافظ على استقرار توازن المريض ،منها مثلا : حالات الهستيريا التى استغلها المعالجون الشعبيون لإثبات صحة عملهم وفاعليته، قد ثؤثر هذه الأفكار و تقنع في علاجاتها الشخصيات غير الناضجة انفعاليا والقابلة للإيحاء ، لكن في الحقيقة ما هي إلا نتيجة لعدم القدرة على السيطرة على الضغوطات المختلفة و بالتالي عدم التكيف .

لأن الله خالق هذا الكون و المتصرف فيه فإنه ما خلق الجن و الإنس إلا ليعبدون ، و لتوضيح الموضوع سنتتحدث كمثال في هذا عن حكاية شارلي الجني الذي يستحضرون ،التي شاعت في اواسط المجتمع و دخلت حتى المدارس ، تلك الأسطورة التي لابد أن أيها المسلم المؤمن أكثر وعيا من تصديق مزور يشوه الحقيقة التي تعلمون ، كما فسرها و وضحها خالقك و خالقهم أجمعين.

حقيقتها: هي أسطورة أصلها مكسيكي تتمثل في : رجل شيطاني لديه عيون سوداء وحمراء يحضر بين الحين والآخر ،لم تكن مشهورة إلا داخل النطاق المكسيكي لتجتاح الغافلين منا اليوم في النت…!
من الحقائق العلمية أن :

ـ النظرية العلمية الفزيائية تقول أن :

أ ـ إن الجسم يظل ساكنا إذا لم تؤثر عليه أي قوة خارجية تغيره ، حيث أن الجسم الخارجي يتأثر بقوتان هما: الوزن ورد الفعل . و من هنا نستنتج أن طاقتك الداخلية لما تضع القلم و تنادي تشارلي يخرج ذبذبات الهواء فتحرك القلم، و لأنه لن يصمد على سح غير مستوي بسبب تقاطع القلمين الخفيفين فإن الجاذبية مع أنفاسك و حركاتك بأثارها التذبذبي في الهواء ستحركه.

ب ـ من حقائق الجن أخواني المسلمين:

1 ـ أكبرهم و أرزنكهم عقلا لا يتجاوز من عمره10سنين ; أي عمر طفل إنسان.

2 ـ مخلوقات من النار منهم المسلمين و منهم الكافرين.

3 ـ إذا استشعر الجني أنك تخاف منه و أنت الأقوى منه ، فإنه سيتسلط عليه و خير من يقويك إيمانك
الثابت بالله عز وجل في حقيقته الكونية كما فسرها القرآن الكريم.

منها ما قال تعالى:

ـ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) (سبأ)

4 ـ العبد الغافل المنقطع من الله فريسة سهلة لوسوسة الجن و ما خلقه الله و خلق إلا للعبادة: قال لله تعالى:

﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ(83) ( سورة ص )

5 ـ الجنّ يُوَسْوِسون ولكن ليس لهم سلطان على أيّ إنسان:

فعَالم الجنّ لا يعلمون الغيب، والدليل أنّ سيّدنا سليمان لمَّا توفَّاه الله عز وجل وكان متَّكئًا على عصاه،

وقد كلَّف الجنّ بأعمال شاقَّة قال تعالى:

﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ(14﴾( سورة سبأ ) لو كان يعلم الجن لأخبره…!

6 ـ شكل متقاطع هو صورة لرمز المسيحية.

أخيرا أنت ونحن نعلم أن الغفلة و النسيان من الشيطان لعنه الله ، لكن لما تقوي قلبك تلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، هو محل التقوى، قال صلى الله عليه وآلة وسلم: “التقوى ها هنا” وأشار إلى قلبه الشريف ثلاث مرات. ستتجاوز مثل هذه الأوهام التي صنعتها مخاوفك .

مستشارة التوجيه المدرسي و الإرشاد النفسي: نادية بلعربي

شارك المقال على :