استغلت دعاية المخزن، المعروفة بنشرها الدؤوب للمحتوى الأعمى والكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخرًا التمرد القصير الذي قادته مجموعة فاغنر لنشر معلومات مضللة خبيثة، حينما ذهبت إلى حد الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد فر إلى مكان آمن وألمح إلى أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأخيرة لروسيا جلبت له سوء الحظ.
وصبّت هذه الآلة الخبيثة جام حقدها على الأجواء الإيجابية والنتائج الباهرة التي حقّقتها زيارة الرئيس تبون لروسيا، عبر تدخلها الأهوج والأرعن في الشأن الروسي الداخلي لاستغلالها ضد الجزائر، فمن المثير للاهتمام، أنه وبينما توخّت بعض وسائل الإعلام الغربية ذات الخط التحريري المناهض لروسيا الحذر، فإن الدعاية المخزنية استثمرت في الموقف دون ضمير، ومن خلال محاولتها إقامة صلة بين زيارة الرئيس تبون والأحداث العابرة في روسيا كشفت عمّا تضمره من كراهية عميقة للجزائر ومؤسساتها.
ومن خلال فحص هذه الحادثة عن كثب، نجد أن الدعاية المخزنية كشفت عن غير قصد عداء المغرب لروسيا، حتى عندما أخفت دعمها لأوكرانيا من خلال تزويدها بالدبابات، كان نفاق النظام واضحًا بشكل أكبر خلال تقلباته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث فشل في اتخاذ موقف مبدئي بشأن الحرب في أوكرانيا، وكشف عن نظام يعمل بشكل انتهازي على أساس ديناميات السلطة، فمثل هذا السلوك يفضح طبيعته الحقيقية ويقوض مصداقيته.
ينبغي على الجزائر، بعد أن أضحت هدفا للدعاية المخزنية الحقيرة، أن تتجاهل الخدم الخسيسين لهذه الآلة القذرة وأن تركز على نهضتها، ويجب تجاهل محاولات الدعاية لتشويه سمعة الجزائر وتشويه سمعتها باعتبارها هجمات لا أساس لها من نظام مملوء بالحقد والخبث، فالتزام الجزائر بمبادئها واستقلالها وسعيها الحثيث لتحقيق التقدم يجب أن يكون شاهداً على قوتها ومرونتها.