الرئيس تبون والعاهل الأردني يدفعان بالعلاقات الثنائية بين البلدين باتجاه آفاق جديدة
لم تكن العلاقات الجزائرية الأردنية على مستوى السلطات العليا للبلدين، في السابق، بمثل هذه الحفاوة التي أظهرها استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للملك عبد الله الثاني، حتى أنه قلّده وسام استحقاق من مصف أثير، الذي يعد الأعلى في رتب الأوسمة الرئاسية.
وبخصوص تاريخ الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين، لم تشهد سوى زيارة للملك الحسين بن طلال إلى الجزائر بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين في 1979، لينتظر بعدها مرور 30 سنة تقريبا من أجل القيام بزيارة رسمية إلى الجزائر في 10 نوفمبر 2008.
وقد لفت حضور ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الانتباه، لما حظي به من حديث جانبي دار بينه وبين رئيس الجمهورية خلال القمة العربية، وقبل زيارة الملك عبد الله إلى الجزائر كان الرئيس تبون قد التقاه على هامش قمة المناخ الشهر الماضي بشرم الشيخ المصرية.
وعلى صعيد التعاون الثنائي، عُقدت اجتماعات الدورة الثامنة للّجنة الأردنية الجزائرية المشتركة في الجزائر خلال الفترة 15-17 جانفي 2018، حيث تمّ توقيع مجموعة من الوثائق في نهايتها، من بينها: مذكرة تفاهم في مجالات حماية المستهلك وقمع الغش ومراقبة السلع والخدمات، ومذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الخبرات في مجال تهيئة وإنجاز المدن الصناعية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال المنشآت القاعدية (الطرق والجسور)، وبرنامجان تنفيذيان للتعاون الثقافي وفي مجال الشباب للأعوام 2018-2020، وبروتوكولا تعاون بين هيئة الاستثمار الأردنية والوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية الجزائرية في مجالَي ترقية التجارة الخارجية والاستثمار.
كما عقدت اللجنة الفنية المشكّلة من الوزارات والجهات المعنية اجتماعاتها في عمّان خلال النصف الأول من عام 2018، لبحث مجالات التعاون الثنائي وتعزيز حركة التبادل التجاري بين البلدين.
ويعتبر الأردن الشريك السادس للجزائر على المستوى العربي, حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين خلال عام 2021 قرابة 220 مليون دولار، كما بلغت قيمة الصادرات الأردنية 99 مليونا مقابل مستوردات بلغت 118 مليون دولار.
وتركزت الصادرات الأردنية في الأدوية والأسمدة والمبيدات الحشرية والزراعية، فيما تركزت المستوردات من الجزائر في سكر القصب والغازات النفطية.
وكان وفد صناعي أردني، مكون من 23 شركة صناعية، قد زار الجزائر في جوان الماضي للمشاركة في معرض الجزائر الدولي، حيث كانت له فرصة التباحث حول جميع المعوقات التي تحول دون انسياب الصادرات الأردنية إلى الجزائر.
وكان موضوع إعادة تفعيل آليات التعاون والتحضير لانعقاد الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين، لا سيما بعد غياب طويل سببه الإجراءات المتعلقة بوباء كورونا، أهم محاور المحادثات التي جمعت شهر أكتوبر الماضي، بين وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة الذي أكد حينها لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، أنه هناك “العديد من الاتفاقيات بين البلدين تحتاج إلى تفعيلها وتنفيذها على أرض الواقع”.
وتشكل زيارة الدولة التي شرع فيها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بداية من أمس السبت إلى الجزائر، بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فرصة لتجسيد الإرادة المشتركة بين البلدين في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، انطلاقا من أرضية صلبة للتعاون.
أحمد عاشور