الرابع أوت من كلّ عام.. الرئيس تبون يخلّد يوما جديدا من أيام الجزائر في تاريخها المجيد لتكريم الجيش الوطني الشعبي  

أن يكون هناك يوم للجيش الوطني الشعبي فهذه سابقة لم يحظ بها أحد من رؤساء الجمهورية الجزائرية قبل الرئيس تبون، كي يشرّف بها المؤسسة العسكرية وأبناءها، كانت نظرة ثاقبة ورؤية صائبة منه حينما اختار يوم 4 أوت من كلّ عام ليكون يوما للجيش، وهو تاريخ له رمزيته ودلالته، من حيث أنه شهد على تحوير تسمية جيش التحرير الوطني إلى الجيش الشعبي الوطني، سليله وحامل لواء الدفاع عن الوطن الذي استرد سيادته، التي تحتاج إلى جيش محترف ومدرب ومجهز بأحدث التقنيات والوسائل الحربية.

إن الرئيس تبون وهو يرسي هذه السُّنة الحميدة، إنما أراد أن يوضح جملة من النقاط، لعلّ أولاها يتعلق بضرورة المضي قدم في مسار تحديث الجيش الوطني الشعبي وتطويره وإكسابه أسباب القوة والكفاءة العالية والجاهزية القتالية، وهذا ما يعكف عليه الفريق أول سعيد شنقريحة الذي يواصل الليل مع النهار ولا يكل ولا يمل في القيام بزيارات تفتيش ميدانية بشكل دوري من أجل الوقوف على تنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي والحيوي.

النقطة الثانية التي أراد أن يبرزها الرئيس تبون من خلال هذه الاحتفالية تندرج في إطار إيصال رسائل واضحة للمحيط الإقليمي والدولي بأن الجزائر لديها جيش احترافي، يمتلك جميع المؤهلات والقدرات العسكرية، واجبه الوطني يحتّم عليه أن يحمي الجزائر ويضحّي من أجلها ولصالح شعبها ومصالحها الحيوية، وأنه جدير بضمان الأمن والاستقرار لمحيطها الإقليمي في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

ثالث النقاط يتمثل في أن الجزائر الجديدة وهي تتطلع لبناء نفسها بأيدي أبنائها البررة إنما تؤسس لنهضتها وتقدمها بجيش عصري له كل المقدرة والجسارة التي تجعله يوفر لها الأمن والاستقرار اللذان يضمنان الطمأنينة للمجتمع الجزائري حتى ينشغل في تحقيق تنميته، وكذلك يقنعان الدول والمستثمرين الأجانب بأن البلد مستقر وآمن، فيكون ذلك محفزا لهم على الاستثمار في الجزائر وإبرام العقود والصفقات والشراكات في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والدفاعية والتنموية وغيرها على أمد طويل.

إنّ الرئيس تبون بحرصه على إقامة مراسيم الاحتفال بيوم الجيش الوطني الشعبي، أراد أن يكون فرصة سانحة لإسداء الشكر والتقدير والعرفان لأبناء هذا الجيش العظيم ممن خدموا وكافحوا في صفوفه، بمختلف مناصبهم ورتبهم العسكرية، من الجنود إلى اللواءات، فأشرف على تكريم المتقاعدين وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب، وكذلك عدد من القيادات العسكرية.

 

أحمد عاشور