الخميس 15 ماي 2025

الرياضة الجـــــــزائرية تستعيد مكانتها في عهد الرئيس تبون

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
الرياضة الجـــــــزائرية تستعيد مكانتها في عهد الرئيس تبون

النهضـــــــــــــــــــة الرياضيــــــــــــــــــة

كانت سنة 2022 – التي ستنتهي بعد يومين- مليئة بالنجاحات والإنجازات، في عهد الرياضة الجزائرية بصفة عامة، والتي تجلّت في عودة الدبلوماسية الرياضية إلى الواجهة مجدّدا، وتأكيد قدرة الجزائر على احتضان أكبر الأحداث العالمية من خلال تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة وهران، والتي كانت في مستوى التطلعات حيث تمّ تصنيفها على أنّها الأفضل على الإطلاق، في خطوة تحسب لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي سهر شخصيا على إنجاحها، لتوجيه رسالة للمشككين مفادها أنّ “الجزائر الجديدة” قادرة على احتضان أكبر التظاهرات الرياضية بفضل منشآتها والبنى التحتية التي تتوفر عليها.

وهــــــــــــــــــــــــران في القـــــــــــــــــــــــــلب

بقيت ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بمدينة وهران (خلال الفترة الممتدة من 15 جوان إلى 05 جويلية) عالقة في أذهان الجزائريين وكل الرياضيين والرسميين من البعثات الأولمبية الذين شاركوا في النسخة الـ 19 من التظاهرة الرياضية، حيث تمكّنت الجزائر من صنع الحدث بحفلي الافتتاح والاختتام بطريقة وصفت بالعالمية وأبهرت الجميع، بحضور العديد من الشخصيات السياسية في مقدمتها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالإضافة إلى مستوى التنظيم الذي كان مميزا وخلّف ردود أفعال إيجابية من مختلف الأطراف والمتتبعين. رهان تنظيم الألعاب المتوسطية أرادته الجزائر استثنائيا منذ اليوم الأول للألعاب، حيث حضّرت حفل افتتاح فريدا من نوعه يبين ارتباط الجزائر بالبحر الأبيض المتوسط، وأوضحت من خلاله بأنها كانت مهدا للحضارات على مر التاريخ، كما أبرز الحفل أكبر الشخصيات التي صنعت تاريخ الجزائر، وعدد من الفنانين.

نجاح باهر للدبلوماسية الرياضية في الجزائر

وكانت بصمة الدبلوماسية الرياضية الجزائرية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران واضحة، بعد التصدي لكل محاولات التشويش على التظاهرة الرياضية، وضمان مشاركة 26 بلدا في المنافسة، بحضور عدة أبطال أولمبيين وعالميين، الأمر الذي رفع من مستوى المنافسة خصوصا في الرياضات الفردية والقتالية، بعدما تراجعت قيمة الألعاب في العشريتين الأخيرتين، وأضحت محطة تحضيرية لبعض البلدان التي كانت ترسل الفئات الدنيا في جميع الاختصاصات لكسب خبرة المشاركة في المنافسات الدولية. كما تمكنت الجزائر من إقناع الاتحاد الأفريقي والدولي لكرة اليد، بتأجيل كأس أفريقيا للأمم للكرة الصغيرة إلى ما بعد ألعاب البحر المتوسط، من أجل السماح للمنتخبات المشاركة في “الكان” بجعل ألعاب وهران محطة تحضيرية قبل المنافسة، الأمر الذي جعل عمالقة القارة السمراء في رياضة كرة اليد أي منتخبات الجزائر وتونس ومصر المشاركة بالمنتخب الأول أيام قبل انطلاق التظاهرة، ما زاد من حدة المنافسة مع البلدان الأوروبية.
توفر الإمكانيات والمنشآت والدعم الجماهيري الكبير الذي ساهم بقوة في إنجاح العرس المتوسطي، جعل الجزائر تحقق أفضل مشاركة لها بتاريخ الألعاب، بعدما تمكنت من حصد 53 ميدالية بينها 20 ذهبية و17 فضية و16 برونزية، نصبتها في المركز الرابع بالترتيب العام في سابقة تاريخية.. تألق مكن الجزائر من تحطيم رقم أفضل مشاركة لها في ألعاب تونس 2001، حين تمكنت العناصر الوطنية من انتزاع المركز السابع في الترتيب العام برصيد 29 ميدالية بينها 10 ذهبيات. مشاركة الجزائر لم تكن وحدها الإيجابية بقدر التنظيم الذي كان في مستوى الحدث العالمي، الذي أعطى صورة إيجابية عن الجزائر على مختلف الأصعدة، وأكّد عودتها مجددا إلى الواجهة بعد 32 سنة عن احتضان أكبر حدث رياضي ويتعلق الأمر بنهائيات كأس أمم إفريقيا 1990، التي عاد فيه التاج للمنتخب الوطني كأول لقب في مشواره التاريخي.

بـ 4 ملاعب جديدة .. الجزائر مؤهلة لاحتضان كبرى المنافسات العالمية

عادت الجزائر إلى المشهد العالمي والإفريقي مجددا بفضل البنى التحتية والمرافق الرياضية التي تمّ تشييدها في السنتين الماضيتين، حيث أعطت تعليمات رئيس الجمهورية بتسريع وتيرة أشغال إنجاز الملاعب مفعولها، في ظل العمل الكبير الذي قامت به وزارة السكن والعمران والمدينة ممثلة بالوزير محمد طارق بلعريبي، هذا الأخير الذي حرص شخصيا على الوقوف على سير الأشغال بملعب ميلود هدفي بوهران الذي كان أول الملاعب الجديدة الجاهزة، وأعطى صورة باهرة عن الجزائر خلال احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة بوهران، إلى جانب ملعب براقي التحفة العالمية الذي أضحى جاهزا لاحتضان المباريات الرسمية بداية من بطولة كاس أمم إفريقيا للمحليين المزمع إجراؤها في الفترة الممتدة من 13 جانفي إلى 04 فيفري المقبل. وبالإضافة إلى ملعبي “نيلسون مانديلا” ببراقي و”ميلود هدفي” بوهران، يتواجد ملعب تيزي وزو في جاهزية تامة، إذ تقترب الأشغال من نهايتها ليكون جوهرة أخرى في خدمة الرياضة الجزائرية، هذا إلى جانب ملعب الدويرة الذي منحه الرئيس تبون هدية لمولودية الجزائر بمناسبة المئوية التاريخية.
صورة الجزائر التي كانت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بملاعب مهترئة ولا تليق بسمعة المنتخب الوطني الجزائري، تغيرت كلية في ظرف وجيز جدا، فبعدما كان “الخضر” لا يجدون ملعبا لاستقبال المنافسين في ظل اهتداء أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، أصبحت الجزائر تمتلك 4 ملاعب كاملة بمقاييس عالمية وبشهادة الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، حيث لم تتوان السلطات العليا في البلاد في تسخير كل الإمكانيات من أجل تحقيق نقلة نوعية ووضع الجزائر في الريادة من حيث الملاعب على مستوى القارة الإفريقية.
وزير السكن الحالي وبأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، سيعلن مع بداية السنة القادمة، عن الشروع في إنجاز أربعة مركبات رياضية وصفت بالعالمية أحدها في قسنطينة، التي تمتلك حاليا رياضيين عالميين منهم السباحين سحنون وصيودة، وأبطال عالميين ورياضيين من ذوي المستوى العالمي في الكاراتي والقفز الثلاثي ومسافة 1500 متر وجميعهم يحلمون بمركب على شكل ملعب وهران، إضافة إلى ملعب عالمي في عنابة الذي سيجعلها مؤهلة لاحتضان ألعاب المتوسط، وملعب في بشار، سينهي للأبد معاناة فريقي الساورة المتألقين في كرة القدم وكرة اليد، وآخر في ورقلة، لبعث مختلف الرياضات في الجنوب الشرقي.

الجـزائر تستعد لـ “الشان” وترفع التحدي لتنظيم “الكان”

ولعل أبرز التحديات التي رفعتها الدولة الجزائرية في المجال الرياضي خلال العام الحالي، هي الرغبة الكبيرة في احتضان حدث رياضي كبير على غرار الألعاب المتوسطية، لكن هذه المرة ستكون اللعبة الأكثر شعبية بالعالم وهي كأس أمم إفريقيا 2025 وخلافة غينيا التي سُحب منها شرف التنظيم بسبب عدم جاهزية مرافقها، فقد تم رسميا إيداع ملف الترشح عن طريق الاتحادية الجزائرية للعبة، على مستوى الاتحاد الإفريقي، وتطرق الملف الجزائري إلى كل التفاصيل التي يشترطها الاتحاد الإفريقي، من ناحية الملاعب والبنى التحتية، كما تم اختيار 6 ملاعب أساسية لاحتضان المباريات خلال البطولة، بالإضافة إلى وضع ملعبين آخرين في القائمة الاحتياطية، كما تنص عليه قوانين “الكاف”، وجاءت قائمة الملاعب كالتالي: ملعب براقي والدويرة بالجزائر العاصمة وملعب ميلود هدفي بوهران وملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة وملعب 19 ماي بعنابة وملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، فيما هناك ملعبين احتياطيين وهما ملعب 05 جويلية بالعاصمة وملعب تيزي وزو الجديد.
امتلاك بنية تحتية قوية في مجال الملاعب يجعل الجزائر قادرة على دخول معترك المنافسة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية القارية والعالمية بدون تردد بالنظر إلى وفرة الهياكل الرياضية التي تستجيب للمعايير الدولية والقادرة على تغطية العجز الموجود من خلال المراهنة على الملاعب الجديدة، حيث أبدى السلطات العليا في البلاد تفاؤلها بقدرة الجزائر على الفوز بشرف احتضان ثاني كأس للأمم الإفريقية في بلادنا بعد سنة 1990، في انتظار الكشف عن هوية الفائز يوم 10 فيفري المقبل، بينما ستقوم الهيأة التفقدية الإفريقية بزيارات تفتيشية للبلدان المرشحة في الفترة ما بين 5 و25 جانفي.

رابط دائم : https://dzair.cc/j248 نسخ