السؤال المطروح: هل أصبحت الخصوصيات للبيع ؟ .. بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

لا تكاد قناة في اليوتيوب تخلو من بث الخصوصيات، فهذه الكاميرا قد تجولت في كل أركان البيت وبثت كل أفراد العائلة وكل تفاصيل حياة الأشخاص ، وهنا السؤال المطروح هل أصبحت الخصوصيات للبيع ؟.

أصبحت العديد من الشخصيات السطحية مشهورة  بسبب بث خصوصياتها في اليوتيوب لجني المال  وجذب نظر الناس، والسؤال المطروح أيضا وفي كل مرة، بماذا أفادت هذه الشخصيات العالم؟، هل قدمت محتوى جيد أو علم، وهل احترمت الذوق والرقي ؟.

ربما ما يثير الدهشة أن قنوات لشخصيات لها قدر كافي من العلم لا تحظى بكل هذا العدد للمتابعين الذي تحظى به هذه الشخصيات التافهة، فالسوشيال ميديا غيرت كل شئ وأصبحت سلاح ليس ذوحدين بل ذو حد واحد سلبي.

فلننظر لهذه المتاجر من الانستقرام واليوتيوب وغيرهم، فقد وصل الحد اليوم في الانستقرام لالتقاط صور بكل تفاصيل حياة الشخص.

أين الخصوصية؟، هل حذفت كلمة خصوصية من حياة المجتمعات، وهل أصبحت الشهرة هاجس وهل أصبح عدد المتابعين هدف يستوجب التنفيذ بدون تفكير ولا منطقية ؟.

اليوم أصبحنا نبحث عن كلمة خصوصية، خصوصية الحياة واحترام حرمة المنازل وحرمة حياة الأشخاص، حيث أن مشاكل المنازل أصبحت تتصدر العناوين في الانستقرام واليوتيوب، والغريب أن الأشخاص المعنيين بالأمر أصبحوا اليوم وبهدف الشهرة يتاجرون بحياتهم في العلن.

هل أصبح هاجس الشهرة اليوم يجعل الشخص يفعل أي شئ لكي يصبح مشهوراً، حتى وإن قدم محتوى تافه وتجلى لناس بصورة سيئة وحتى إن قدم مقالب تافهة، وبنسبة للفتيات حتى وإن تجردت من الحياء وبثت كل تفاصيل حياتها اليومية لناس فقط من أجل مليون متابع أو إثنين أو ثلاثة، فلنتخيل أن كل هذا العدد يتابع في تفاصيل تافهة لفتاة ترغب في الشهرة السريعة والمال بدون مجهود وتعب والحالة ثانية والتى أصبحت تصدرها قنوات اليوتيوب هي استغلال مشاعر الناس ومقالب المرض بسرطان من أجل جلب المتابعين وهل أصبح هذا المرض تجارة من أجل شهرة ؟، مرض يحصد في حياة الملايين من الأطفال والنساء والرجال عبر العالم مرض دمر حياة الملايين نفسيا وجسديا أصبح اليوم تجارة من أجل شهرة.

تبا لكل شخص تسول له نفسه أن يفعل هذا، فقد أصبح هذا العالم لا يبحث إلا عن الشهرة.

وماذا ستنفع الشهرة ؟ شخصيا أكرهها لأنها تسرق الخصوصية من حياة الأشخاص وسلبياتها أكثر من ايجابياتها ومن يحبذ أن تكون حياته للعلن ؟فقط عديم الثقة بنفس لا أكثر.

فراجعوا حساباتكم لأن العقول اليوم أصبحت تافهة جدا تبحث عن المجد بدون مجهود بدون علم وثقافة ووعي وبدون دبلوماسية، بل بتجارة بالحياة الخاصة وبيعها للعلن.