العلاقات بين الإليزيه ودار المخزن لا تزال رهينة مزاجِ شخصيتين متناقضتين، محمد السادس وإيمانويل ماكرون

في مارس الماضي تحدث الرئيس الفرنسي عن علاقاته الشخصية “الودية” مع العاهل المغربي، دون أن يحصل على أي أوسمة من القصر العلوي عقب هذا الإعلان.

الفرنسيون لم يحتفوا بدورهم بتصريح رئيسهم ماكرون فهم يعرفون جيّدا من هو محمّد السّادس، إنّه ذلك الملك الذي يقضي الكثير من الوقت في فرنسا – حيث يمتلك قلعة على وجه الخصوص – والذي يتجول أحيانًا في شوارع باريس متخفيًا، ولا يجد أبدًا فرصة كي يعرّج على قصر الإليزيه، أو ربما ليس مدعوًا أساساً من قبل ساكنيه حتى يقوم بذلك.

الفرنسيون يدركون أيضا حجم الاختلاف بين الأشياء، بين مملكة وجمهورية، بين ملك متحفظ، أحيانًا (كثيرا) غائب عن بلاده، وبين رئيس منتشر في كل مكان، يتدخل على كل الجبهات، إنّهما طريقتان مختلفتان للقيادة، ولكن أيضًا زمنيتان لا يوجد بينهما أي شيء مشترك.

محمد السادس ملك المغرب هو وريث السلاطين الذين حكموا منذ القرن الثامن، وإيمانويل ماكرون هو رئيس جمهورية فرنسا، في شكلها الحالي، الجمهورية الخامسة، عمرها أقل من قرن من الزمان. أحدهما، يستمد (يزعم) سلطته من الله، وقد حكم لمدة أربعة وعشرين عاماً ويتمتع بتملّق ديني (تقريبا)، والآخر، الذي يستمد قوته من صناديق الاقتراع، يحكم لمدة ست سنوات في مناخ متزايد العداء، على أقل تقدير إذا فإن الرجلين ليس لديهما نفس الانشغال للوقت.

وإذا كان همُّ محمد السادس الحقيقي الوحيد هو معرفة المملكة التي يريد أن يتركها لابنه، الأمير الحسن، الذي سيبلغ من العمر ما يكفي ليحكمها قريباً، فإن هدف إيمانويل ماكرون هو إبقاء كل أولئك الذين يبدون بالفعل متلهفين لخلافته ينتظرون.

في النّهاية ولكي تصبح العلاقات بين الإليزيه ودار المخزن “ودية” -مثلما زعم ماكرون- سيكون من الضروري بلا شك أن تكون العلاقة موجودة أصلا ولتكن بعدها ودية إن أمكن لها ذلك.

ولكن إلى أي مدى يجب أن تعتمد العلاقات بين المغرب وفرنسا على الروابط بين هذين الشخصين؟ هل ينبغي على المملكة الأبدية والجمهورية العلمانية، أو ربما يتعين عليهما ـ أن تجدا سبلاً للتفاهم في سياق أمني متدهور، يبدو أن كلاهما يرى أنّه يتعيّن على الآخر -الطرف المقابل- أن يفتح الباب قليلاً، فاللحوار يتطلب اثنين.